hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - ماريا واكيم

اتّعظوا من إيران!

الثلاثاء ٢٧ أيلول ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


ما حصل عند فجر الجمهورية الاسلامية في إيران ليس ضرباً من الخيال، ولا من السوريالية السياسية حيث تحتفل طهران سنوياً بذكرى إنتصار ثورة لا تشبه خليلاتها بشيء بل على العكس، تتفرّد بخصوصيتها "لا شرقية ولا غربية... جمهورية إسلامية".

يكثر نقاد إيران في لبنان، لكن ليتهم يعلمون أن الشعب الإيراني سبق له أن طرد الشاه محمد رضا بهلوي بعد أن عاث لـ20 عاماً في الحكم فساداً هو وحاشيته، وأمعن في قمع وطمس الأقليات التي تقطن إيران محاولاً "تفريسهم" وإلباسهم ثوب الهوية الفارسية الجامعة.

يوم 1 شباط 1979، عاد الامام الخميني من فرنسا معتمرا "ثوب المجد"، ليعلنها ثورة على الشاه و"ثورته البيضاء" التي لم تطل سوى أقرب المقربين إليه متجاهلاً شعباً إقتحم الجوع شوارعه، وشرّد مئات آلاف العائلات.

انتهى الحكم الشاهنشاهي بغض النظر عن مدى صوابيته أو خطأه، ذهبت سدى الإستثمارات الغربية "المدروسة" في إيران لتحلّ منظومة على رأسها رجال دين يبحثون عن هوية إسلامية جامعة، رافضين حكم "الطواغيط"، ساعين لإحلال العدالة بين أبناء الوطن.

أمّا على المقلب اللبناني، فالمرّة الأخيرة التي تم فيها طرد "حاكم" كان بشير شهاب الثاني الذي حكم لبنان في النصف الاول من القرن التاسع عشر، حيث حدثت في عهده تحولات سياسية، إقتصادية، وإجتماعية وقد نجح الى حد ما في انجاز عملية توحيد جميع الأراضي اللبنانية واستكمال بناء دولة الامارة اللبنانية الموحدة في ظروف التجزئة الاقطاعية والفوضى السياسية السائدة في كل بلدان المشرق العربي، لكنه خضع لابراهيم باشا وفرض قيودا جديدة وزيادة في الضرائب لم يعهدها الناس من قبل، كذلك أنشأ نظام السخرة، وفرض التجنيد الإجباري، فنفروا ونقموا عليه واقاموا ما عرف بثورة انطلياس عام 1840، وأصبح في نظر الشعب مساعدا للباشا في طغيانه، فعمّت الثورات لبنان، ولما انسحب إبراهيم باشا، آثر الأمير مغادرة البلاد، حيث نقلته بارجة بريطانية مع أسرته وحاشيته، إلى جزيرة مالطة ومن ثم الى اسطنبول فبروسه.

ومع بشير شهاب الثاني طوى لبنان صفحة نظام حكم الامراء، وانطوت معه آخر ثورة قام بها شعب ضد حاكم، لتحلّ جمهوريات ما قبل الطائف وما بعده، وتستكمل نموذج الفساد والمحسوبيات.

نسجت سلطة الأحزاب والمحسوبيات وترسّخت مع كل إنتخابات نيابية منتجة "الطقم" عينه من النواب، وصولاً حتى يومنا هذا حيث يشهد لبنان أعظم أزمة إقتصادية ومالية وسياسية في تاريخه.

وعلى الرغم من ذلك، لم نشهد سوى ثورة خجولة هبّت رياحها عندما قرّرت حكومة سعد الحريري رفع تعرفة "الوتساب"، لكن سرعان ما دنّستها الأحزاب، وركبت موجتها خالعة عنها ثوب العفوية واللاطائفية الذي اتّسمت به في العام الاول من بدايتها.

ختاماً، الدول الداعمة للشاه تخلّت عنه عندما رأت أنه فقد شعبيته وأصبح عاجزاً عن حماية حكمه، أما السلطة في لبنان فقد نجحت بإقناع الدول الداعمة لها بأنها قادرة على الإمساك بالوضع والإستمرار بتأدية دورها كعميل محلي خارجي.

الى الساخرين والمنظّرين على الثورة الإسلامية... إتّعظوا!

  • شارك الخبر