hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - سليم البيطار غانم

إيران الى العزلة شرقاً بعد أن عُزلت غرباً؟

الثلاثاء ٢٤ كانون الثاني ٢٠٢٣ - 00:12

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


إن الجو المستحدث في التقارب السوري - الإماراتي - التركي تحت أنظار السعودية من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، وما ستؤول اليه تلك الزيارات، تُبقي إيران في قلق من دخول جهات دولية تستطيع سحب سوريا من المظلة الإيرانية خاصة أنها على أبواب مجاعة، إضافة الى تعثر الدول الحليفة كأيران وروسيا في مساعدتها بإعادة الإعمار وبعودة الحياة الإقتصادية حتى بأدنى المساعدات كتأمين الغاز والنفط لها.

القلق الإيراني لا يتعلق بسوريا فقط انما بالعراق ولبنان أيضًا، لذلك ما ان يزور مسؤول أميركي أو عربي رفيع المستوى احدى دول الممانعة والتي تعتبرها ايران واقعة تحت سيطرتها، حتى يتبعه وفورًا، زيارة مسؤول إيراني بمستوى أرفع لتفشيل مفاعيل الزيارة وكرسالة رد على الضيف والى الدولة المضيفة مفادها "الأمر لي" حتى وصل الأمر الى حدّ الإعلان عن زيارة للرئيس الإيراني لسوريا، مما يؤكد درجة القلق التي يعيشها النظام الإيراني.

صحيح ان ايران تعتبر ان لها الفضل الأكبر في استمرار نظام الاسد بالرغم من ان الوقائع واضحة بتغير الوضع العسكري يوم تدخلت روسيا مباشرة في الحرب وبدأت معها المعارضة تتهاوى وعاود نظام الأسد سيطرته على المحافظات الرئيسية التي حفظت بقاءه على رأس القيادة.

تبقى الورقة السورية هي الأهم في محور ايران ليس فقط لما قدمته من مساعدات وتضحيات للحفاظ على النظام انما تعتبرها العمود الفقري للمشروع التوسعي لها في المنطقة، حيث لا يوجد أي معارضة من النظام أو من الشعب السوري على عكس العراق ولبنان حيث هناك معارضات علنية تقف في وجه استكمال المشروع الإيراني في المنطقة وقد تجلّى ذلك في الإنتخابات البرلمانية في كلا البلدين وفي الإحتجاجات الشعبية والسياسية.

بدأ العد التنازلي للعقد الذهبي الفائت الذي وصلت خلاله إيران الى أوج قوتها السياسية والعسكرية، حيث سيطرت سياسياً على دول الممانعة بقوى عسكرية محلية تعمل تحت إمرتها على كل من أراضي العراق، سوريا ولبنان كما فرضت رؤساء دول وحكومات تعمل لمشروعها وصولا الى اليمن مع تسلل خلايا شيعية محلية تحمل المشروع الإيراني في كل من الكويت والبحرين والإمارات وصولا الى دول افريقية واميركا اللاتينية.

ان الخوف الإيراني من سحب أوراق تلك الدول من يدها والتي استثمرت فيها سياسيا وعسكريا لعقدين من الزمن، حملها الى الانتقال الى الخطة التالية وهي "تشيّيع" الارض أي فرض تغيير ديموغرافي بهدف السيطرة السياسية الكاملة واستكمالا لتحقيق مشروع ولاية الفقيه لذلك يقومون بشراء عقارات على الحدود الايرانية العراقية والحدود العراقية السورية والسورية اللبنانية اضافة الى عمليات الشراء الكبرى التي تجري في الداخل العراقي ومحيط مقام السيدة زينب وفي منطقتي مضايا والزبداني في سوريا، وفي الداخل اللبناني بكل مناطقه السُنية والمسيحية بعد ان أشبعوا جوعاً سكان تلك الدول وجعلوهم مرغمين على بيع ما يملكونه لتأمين استمرارية العيش على غرار ما فعله المشروع الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني.

رغم كل محاولات النظام الإيراني من إستمرار سيطرة نظامه على الدول القريبة منه والتى له فيها أيادي يتكل عليها في استمرارية مشروعه، إلا أن وضعه لا يحسد عليه في هذه المرحلة، فالبلاد التي يحاول السيطرة عليها تعاني من أوضاع إقتصادية مريعة لا تستطيع إيران من ان تحل مكان الدول المانحة والتي يمكنها انقاذ العراق وسوريا ولبنان من الوضع المزري الذي وصلت اليه، بفضل سياسة الممانعة لذلك سنشهد على إنكفاء للدور الإيراني والإنفتاح مجددا على الدول العربية والأوروبية والاميركية.

لن تقف إيران وروسيا مكتوفتي الأيدي أمام الإنفتاح العربي والتركي على النظام السوري وستعملان بكل جهد لعرقلة أي مساع يمكن ان تعيد سوريا الى الحضن العربي والدولي، وقد كانت الشروط التي وضعها الأسد على أردوغان بعد زيارة وفد روسي وآخر إيراني الى سوريا واضحة، فكلا البلدين (أي روسيا وإيران) ورغم تنافسهما على السيطرة داخل سوريا إنما تتفقان على أن تبقى اللعبة محصورة بهما فقط وقطع الطريق أمام أي جهة أخرى.

لم يتبق لإيران أي مرجع دولي تستند اليه، فالإتفاق النووي أصبح من الماضي بفضل العرقلة الروسية التي بدورها (أي روسيا) تتبع مع إيران سياسة العصا والجزرة، فمن جهة أفشلت الاتفاق النووي الذي تحتاجه ايران بشدة من خلال تدخلها غير المباشر في المفاوضات، ومن جهة أخرى تمنع روسيا سوريا من أي تقارب عربي او تركي على ساحتها، مما يريح إيران في استمرارها ببسط سيطرتها على هذا النظام. اللعبة الوحيدة المتبقية لدولتين تتنافسان على سوريا إحداهما مفلسة ومعزولة شرقاً وغرباً وأخرى غارقة في الوحول الأوكرانية ومعزولة أيضاً شرقاً وغرباً.

إن العبء الفعلي على سوريا ليس روسيا فالعلاقة بينهما عضوية ولا يفرقهما أي تقارب دولي آخر إنما العبء الفعلي عليها هو إيران تلك الدولة الغريبة عن المجتمع السوري والتي استغلت الحرب السورية لتمكين دورها هناك وهو ما يدفع ثمنه حالياً النظام والشعب معا، فإلى متى ستستطيع إيران الإمساك بسوريا ومنعها من الإنفتاح على الدول الأخرى بعدما خسرت مواقعها في كل من لبنان والعراق وكُفت يدها عن كل الدول الأخرى التي حاولت العبث بها؟

والإجابة، ان ما تقدم سيلزمها بالعودة الى الداخل الإيراني بعد الفساد والفقر والتعاسة الذي أحدثه وجودها أينما حلت!

  • شارك الخبر