hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - علاء الخوري

أين "مُخلِّص" لبنان؟

الجمعة ٢٤ كانون الأول ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على دولار يطرق باب الثلاثين ألفاً، يستقبل اللبنانيون عيد الميلاد وعينهم على المخلص الذي جاء على مزود فقير ليضيء نوره العالم.

باتت ليلة الرابع والعشرين من كانون الثاني موعداً دائماً لمواطنين استنزفتهم الازمات، ورمت عليهم الدنيا مصائبها، وأدخلهم القدر في تجارب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

يقول البعض ان التخمة أصابت اللبنانيين حين كانت الليرة في عزّها، وان "البطر" كان رفيقهم الدائم فأعمى بصيرتهم وأنساهم انهم شعب بالكاد ينتج ويستهلك الكثير، وأن الارتهان للأحزاب والتصديق على سياساتها من خلال ورقة الانتخاب، جرَّ كل هذا الويل عليهم، فيما المطلوب كان واضحاً منذ عقود، وهو عقد او نظام سياسي يعيد التوازن الى الدولة ومؤسساتها ويبعد ميليشيات الحرب عن الحكم أيام السلم، وهو ما لم يحصل على أرض الواقع.

يقال الكثير لتبرير ما يجري اليوم، ولكن توصيف الداء لا يعني كسب المعركة عليه، وما يريده أي مواطن في "زمن القحط" الذي نعيشه اليوم، بسيط ولا يحتاج الى علماء فلك او كيمياء، بل تختصره سلطة سياسية تنتمي الى وطن، لا طائفة او حزب، تمتلك جرأة اتخاذ القرار وترفض الانصياع الى الخارج.

ما هو مطلوب بالنسبة لكل لبناني يزحف الى المصرف لقبض راتب مجزوء ويخضع للإذلال والترهيب للحصول على مئة دولار، كانت قبل سنتين جزءاً من راتبه وتحولت اليوم الى "راتبين"؟ المطلوب هو قائد حقيقي مقتنع بأن أزمة هذا البلد انتجت طفلاً بلا تعليم ومُسِنّاً يبحث عن مأوى وشباباً يتطلع الى جواز سفر خارجي كنقطة عبور من جحيم الداخل الى جنة الخلد المنتظرة.

المطلوب مُخلِّص ينام في مزود ليمنح شعبه الحاجات الطبيعية التي تكفلها المواثيق الدولية وشرعة حقوق الانسان وكل الشرائع السماوية. لبنان يُحتضر ومُخلِّصه لا يتعامل بالدولار، او يهوى الصفقات وينشغل بالحسابات الحزبية، مُخلِّصه وطني غير مستورد وهو كل مواطن ينتمي الى لبنان الدولة العادلة القوية بسيادتها وبقرارها الواحد وبانتمائها الى منظومة المؤسسة التي ترعى كل فرد من دون اي تمييز طائفي او عرقي، دولة تحكم بالحق وتحق بالعدل.

  • شارك الخبر