hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - خاص خاص - جاكلين بولس

أنفاق حزب الله في جبيل وكسروان ادعاءات تحمل مخاطر اقتصادية

الخميس ٢٢ شباط ٢٠٢٤ - 00:16

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


إدّعاءات إسرائيل التي تبيّت نوايا خبيثة لتوسيع العدوان على لبنان والضرب في عمق جبل لبنان أو لخلق فتنة مسيحية - شيعية لم تعمّر كثيراً وزيفها انكشف سريعاً.

فالفيديو الذي تمّ توزيعه وسرى كالنار في الهشيم، مدعياً وجود أنفاق لحزب الله في جرود جبيل تربط المنطقة بالهرمل أحد معاقل الحزب وخزاناته البشرية، انكشفت حقيقته بسرعة، لأن أبناء جبيل يعرفون الأرض شبراً شبراً، لا سيما الذين يمارسون رياضة المشي في الجبال فسارعوا إلى التوضيح بأن النفق المشار إليه إسرائيلياً قد حفرته مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان لصالح سدّ جنة الذي توقف العمل فيه قبل إنجازه، وأن مصلحة مياه جبيل هي التي تشرف عليه، وقد جاء بيان وزارة الطاقة والمياه ليدحض الادعاءات الإسرائيلية محذراً من نوايا مبيّتة لاستهداف مصالح عامة تابعة للدولة اللبنانية.

التوضيحات الرسمية سبقتها بلبلة في صفوف أبناء المنطقة لا سيما منهم الذين لا يؤيّدون ربط لبنان بالحرب على غزة ولا يؤمنون بأن تحرير فلسطين يمر عبر جبيل-كسروان-بيروت والجنوب بل هو شأن الفلسطينيين أنفسهم.

بعض المواقف جاء متسرّعاً وكاد يتبنّى الرواية الإسرائيلية، محذراً من مساعي حزب الله لتغيير وجه لبنان وهويته العربية، وإلباسه لباساً مغايراً، مطالباً بتوضيحات فورية من جانب الحزب والجيش، وبعض المواقف، وإن كان أصحابها على خلاف كبير مع رؤية حزب الله للبنان، جاء متوازناً وموزوناً، إذ قال مصدر جبيلي بارز لـ "ليبانون فايلز" إن "مصدر الخبر موقع إسرائيلي وخطورته مزدوجة، فإن كان صحيحاً يشكّل خطراً على أمن المنطقة، وإن كان كاذباً فهو مدسوس لخلق فتنة مسيحية - شيعية، وفي الحالتين نحن نحتاج إلى تطمينات وحده الجيش قادر على إعطائنا إياها، عبر بيان صادر عن مديرية التوجيه يوضح ما الموجود في المنطقة وهل من أنفاق تحت الأرض لا علم لنا بها، لأن هذا النفق الظاهر في الفيديو قد حفر لصالح سد جنة وتحويل مياه نهر ابراهيم إلى السد الذي لم يكتمل إنشاؤه على يد شركة برازيلية". ويضيف المصدر "لطالما حذرت في السابق من الاحتلال العقاري في جرود جبيل الذي يقوم به حزب الله ومن تمدد نفوذه السياسي في المنطقة، إذ لا تمدد نفوذ سياسياً من دون نفوذ عسكري، وهو موجود عسكرياً في المناطق التي له حضور اجتماعي فيها، من دون أن نغفل أن من يسعى ليصبح نائباً يطرق باب الحزب ومن يريد موقعاً في السلطة يسأل الحزب، ونحن إن دعونا إلى اجتماع لمناقشة هذا التمدد لن يحضر أحد".

الفيديو الإسرائيلي الذي غاص في تفاصيل نفق أفقا وحدد ارتفاعه بخمسة أمتار واتساعه بستة، اعتبر انه مثالي ليقصف حزب الله بصواريخ فاتح 110 وخيبر 1، من الطريق المحاذية للنفق ثم الإختباء داخله والانتقال إلى موقع آخر، ذاكراً المسافات الفاصلة بين النفق وكل من الجولان 60 كلم وحيفا 120 كلم وتل أبيب 240 كلم، ولكن هل لدى حزب الله صواريخ بعيدة المدى وقادرة على ضرب العمق الإسرائيلي من جرود جبيل وكسروان؟

يستبعد خبير عسكري عبر "ليبانون فايلز" أن تكون للحزب أنفاق في عمق جبل لبنان، أما عن صواريخه فيقول: "لا أحد يعلم ما لدى حزب الله من أسلحة سوى حزب الله، هو يمتلك ترسانة ضخمة لكنه يحيطها بسرية تامة، ولا يكشف سوى عمّا يريد كشفه من خلال المواجهات على طرفي الحدود وفي حروبه مع العدو الإسرائيلي. لقد حذر أمينه العام السيد حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة من استهداف إيلات في أقصى الجنوب الإسرائيلي وهي تبعد عن الحدود اللبنانية نحو مئتي كيلومتر، ما يعني أنه ربما يمتلك صواريخ بعيدة المدى، لكن أستبعد أن يقدم على ضرب إسرائيل من جرود جبيل وكسروان لأنه لا يملك حرية الحركة لعناصره في هذه المناطق".

ويقول خبير عسكري آخر لموقعنا "إن أنفاق حزب الله ليست كالنفق الظاهر في الفيديو الإسرائيلي، هي أنفاق تمتد لمئات الكيلومترات تحت الأرض ومصنوعة من خرسانة مدعّمة لا يسهل تدميرها كما أن عمقها يبلغ مئات الأمتار لتفادي الصواريخ التدميرية الأميركية الخاصة بتدمير الأنفاق، وهي بالإضافة إلى ذلك تشبه المساكن، مضيفاً أن الحزب لا يستطيع حفر الانفاق في جبيل وكسروان وهو لا يحتاج لمخازن أسلحة في هاتين المنطقتين طالما بإمكانه تخزينها في القصير السورية أو في الهرمل أو أي مكان آخر يملك حرية الحركة فيه، ولم يستبعد أن تكون للحزب أنفاق تبلغ حيفا، معتبراً أن الهدف من توزيع الشريط المصور توجيه ضربة اقتصادية في المنطقتين المذكورتين كما حصل في الغازية".

وبين أبناء المنطقة ورأي أهل الاختصاص، علم موقعنا ألّا توجه لإصدار بيان توضيحي عن قيادة الجيش، لأن وزارة الطاقة والمياه أوضحت ما يجب إيضاحه، والجيش يعلم علم اليقين بأن النفق تابع لمشروع سد جنّة ولا أنفاق عسكرية في المنطقة.

  • شارك الخبر