hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - حـسـن ســعـد

أحزاب غنية... ولكنها بخيلة

الجمعة ٢٧ آذار ٢٠٢٠ - 06:22

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أربعة أنواع من الغنى تتمتع بها الأحزاب الكبيرة في لبنان، السياسيّة شكلاً والطائفيّة ضمناً:

- النوع الأول: غنى حريّة الفكر والعمل الحزبي، بكفالة الفقرة (ج) من مقدمة الدستور.
- النوع الثاني: غنى ولاء المنتمين للحزب والمناصرين لزعيمه.
- النوع الثالث: غنى مصادر وطرق ووسائل وأساليب تمويل الحزب، من دون شروط أو رقابة قانونيّة.
- النوع الرابع: غنى تمثيل الحزب في مجلس النوّاب وفي مجلس الوزراء وفي مفاصل الإدارة العامة.

ترجمة ما سبق، تتمثّل في أنّ هذه الأحزاب "الغنيّة" تتربع، بلا مسوغات ولا ضوابط وطنيّة، على رأس هرم السلطات الفعليّة، ولكن برؤوس متعدّدة ومتصارعة، وذلك بخلاف ما هو عليه أي هرم سلطة طبيعي في دولة طبيعيّة، وأيضاً هي "مجتمعة" صاحبة الأيادي المتحكّمة عمليّاً بمؤسسات الدولة الرسميّة وشؤون المواطنين.

المؤسف، أنّ غالبيّة هذه الأحزاب، المتزايد غناها بلا توقف من خلال المساهمات والهبات والتبرعات الماليّة وما تتلقاه من تقديمات، تأخّرت عن المبادرة إلى مدّ يد العون بأشكاله كافة لمكافحة وباء كورونا المتفشّي، بل وعندما بادرت كانت "بخيلة" فيما قدَّمته على الأرض في هذا الإطار.

الإنصاف يقضي بذكر مفارقة أنّ حزباً عمل بصمت منذ أن تفشّى الفيروس وعلى أوسع نطاق جغرافي ممكن، ومن ثمَّ أعلن عن استعداداته وقدراته وإمكاناته، قبل أن يفتح حساباً لتلقّي التبرعات ليتمكن من إكمال الواجب، في حين أنّ أحزاباً أخرى جمعت، وما زالت تجمع، الكثير من الأموال، لم يُرصَد لها سوى بضعة نشاطات لا تستحق ما رافقها من ضجيج إعلامي، خصوصاً أنّ أضخمها كان حملات تعقيم شوارع وتوزيع معقّمات مع نشر صور على وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي ببزَّات الوقاية الشخصيّة.

ربما على الشعب، وبالأخص المحازبين والمناصرين، إجراء مراجعة ذاتيّة لتبيان أي الأحزاب يستحق الثقة، أقله، على مستوى مكافحة فيروس كورونا.

فما قامت به الأحزاب "الغنيّة - البخيلة"، (لا يُسعِف ولا يَقِي من وباء).

  • شارك الخبر