hit counter script

ليبانون فايلز - خاص خاص - جورج برباري

آيا صوفيا كنيسة فمسجد فمتحف...

الأربعاء ٣ نيسان ٢٠١٩ - 06:12

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كنيسة آيا صوفيا التاريخية التي ينوي الرئيس التركي أردوغان تحويلها مجدداً إلى مسجد بعد مرور 677 عاماً على احتلالها، إليكم تاريخها المؤلم.
بنيت تلك الكنيسة الشامخة في العام 537 على أيدي إمبراطور بيزنطية جوستنيان الأول، واختير موقع بنائها على تلة وسط العاصمة الإمبراطورية المطلّة على مضيق البوسفور على آخر بقعة أوروبية مقابل المشرق المسيحي آنذاك الممتد من مصر حتى سوريا ولبنان وجبال الأناضول وكيبدوكيا وأرمينيا.
عند إنجازها اعتبرت تحفة ومعجزة معمارية في القرن الخامس لا مثيل لها لا شرقاً ولا غرباً سوى الأهرامات، وأبهرت الجميع ببنائها الضخم وصحن قبتها الضخم وقاعة هيكلها الشاسع المتسع لآلآف المصلّين وهندستها الفريدة.
استمرت تلك الكنيسة في خدمة المسيح والروح القدس لأكثر من ألف عام، شهد فيها جرن العماد على بركة الآف الأطفال وجدرانها سمعت طلبات الفقراء والمرضى والمحتاجين.

في يوم أسود من العام 1453، وصلت طلائع جنود السلطان التركي محمد الثاني إلى المدينة عاقداً النية على احتلالها بعد أن فشل أجداده بتلك المهمة لمئات الأعوام، وقبله الخليفة الأموي معاوية في القرن السابع وبقيت عصية.
وعد السلطان جنوده بأن تكون المدينة إن دخلوها ملكهم لثلاثة أيام، وأن نسائها بكافة أعمارهم في الداخل هدية لهم كجواري لتشجيعهم على القتال.
حاصروا المدينة المنهكة لمدة 52 يوم، ودخلوها في ٢٩ أيار بعد اختراق جدرانها وبدأت مذبحة كبرى وعملية اغتصاب هي الأكبر في التاريخ.
قطعت رؤوس عشرات الآف الرجال البالغين أمام نسائهم لحظات بعد أن شهدوا اغتصاب بناتهم، واستمر سماع صراخ تلك الفتيات طوال الليل المليء بالحرائق ورائحة الموت والدماء، حيث تناوب الجنود على انتزاع الفتيات الصغيرات من أيدي رفاقهم واغتصابهن مع أمهاتهن.
أما الكنيسة التي اختبأ فيها وساحاتها وأقبيتها أكثر من خمسة الآف مصلّ خوفاً، اقتحمها جنود السلطان وكتيبته الخاصة وتوجّهوا فوراً إلى المذبح، أخد البطريرك جانباً مع كبار الأساقفة والكهنة وقطعت رؤوسهم في الداخل.
أما الرجال فسيقوا إلى الخارج وقتلوا واحداً تلو الآخر أمام عائلاتهم، جمع الأطفال الذكور وجرى تكبيل أرجلهم بالسلاسل تمهيداً لبيعهم كعبيد لتبدأ لاحقاً حفلة اغتصاب جديدة للنساء والفتيات انتهت بتكبيلهن تمهيدا لإهدائهن إلى القصور والبيع في الأسواق البعيدة.
قيل يومها إن اصوات العويل خرقت قناة البوسفور إلى الجهة الأخرى، أطفال جرى فصلهم عن أمهاتم وجروا بعيداً والحديد في أعناقهم.
جرى تكسير أبواب الكنيسة البرونزية وأخرجت ذخائر القديسين وأحرقت خارجاً مع الأيقونات النادرة ونهب ذهب الإيكونستاس الكبي.
لم تنته المذبحة إلا بوصول السلطان إلى الساحة حيث عاين المبنى الذي راقبه مع أبيه من بعيد لسنوات طامعاً فيه.
أعلن فوراً نيّته بتحويله إلى مسجد عاقداً العزم على الصلاة فيه بعد أسابيع، فتسلّق إمامه الخاص المبنى واعتلى القبة الكبرى، أنزلوا الصليب المثلّث وسط تكبيرات الجنود وتلى الإمام الشهادتين بصوت عال معلناً تحويلها إلى مسجد.
جرى غسل الدماء عن رخام أرضية الكنيسة الأبيض وبدأت عملية طمس الفسيفساء من جدران الكنيسة حيث أخفيت العذراء من فوق المذبح وأيقونة المسيح الذهبية من أعلى مدخل الكنيسة، وطلست الجدران بالكلس لإخفاء المعالم المسيحية.
في 1 حزيران وصل السلطان إلى الكنيسة ودخلها مع قادته وصلى فيها صلاة الجمعة بحضور شيخ الإسلام لتنتهي حقبة مجيدة من تاريخ تلك الكنيسة الرائعة.
حاول الكثير من السلاطين تقليدها واستقدموا بعد سنوات مهندس من أصول أرمنية رومية اعتنق الإسلام لإنقاد أهله وبلدته اسمه سنان، إنما بقي كل ما بناه تقليداً باهتاً أمام شموخ كنيسة بُنيت قبل ألف عام .
ولليوم تبقى المعلم الأهم في المدينة وقبلة السواح يزورها أكثر من ثلاثة ملايين زائر، وكثيراً ما تلمح أحد السواح ناظراً إلى الأعلى ومبتهلاً للعذراء مريم والتي تشمخ فوق المذبح المسلوب، مناجياً ومصلياً لها في أسرها الطويل.
 

  • شارك الخبر