hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - سابين الأشقر

وباءٌ من نوعٍ آخر... العنف ضدّ النّساء الى ازدياد منذ بداية الحجر الصّحي!

السبت ٥ كانون الأول ٢٠٢٠ - 06:57

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في 25 كانون الثّاني من كل سنة، يحتفل العالم بيوم مناهضة العنف ضد المرأة وتبدأ الحملة بالتوعية ضد العنف ومحاولة القضاء عليه، وتمتدّ الحملة لستّة عشر يوماً. ثلاث شقيقات هنّ ماريا مينرفيا، باتريسيا وأنطونيلا، كنّ يعارضن بشجاعة نظام رافائيل تروخيلو، رئيس جمهورية الدومينيكان الأسبق. أمر الرّئيس باعتقال الأخوات وسجنهم. لم يكتفِ بالسجن إنما امر بالتنكيل بهنّ بشتى الأساليب. اعتُدي عليهن جسديّاً، نفسيّاً وجنسيّاً. وحين خرجن من السجن، قُتلت الشقيقات بوحشيّة. أمّا اغتيالهن فكان ضربة قاضية لنظام تروخيلو. عندها كرّست الأمم المتّحدة الفترة الممتدة من 25 تشرين الثاني الى 11 كانون الأول من كل عام لإحياء هذه الذكرى، والإثبات أنّ النساء قادرات على تغيير الأنظمة. كذلك مناهضة العنف الممارس على أساسٍ جندري. لكن حتّى يومنا هذا العنف ضدّ المرأة لا يزال مستشري.

كيف ساهم وباء كورونا بزيادةالعنف؟ ما الإحصاءات الأخيرة الّتي تمّ التوصّل إليها؟ وهل بات التعامل مع الرّجال الحلّ للحدّ من العنف ضدّ النّساء؟

وفقاً للصحافيّة والناشطة النّسائيّة، حياة مرشاد: «ارتفاع نسب العنف ضد المرأة مؤشراً خطيراً، لا سيما أنه يصل أحياناً إلى حد التهديد بالقتل. إنّ غالبية المنظمات العاملة في مجال حماية المرأة أفادت بارتفاع نسب التبليغات عن نساءٍ تعرّضن للعنف».

وباءٌ من نوعٍ آخر استفحل في فترة الحجر!

مع بداية الحجر المنزلي زادت نسب التبليغ عن العنف إلى 100%. القوى الأمنيّة أصدرت بدورها تقارير تفيد أنّ العنف ارتفع 122% في شهري تمّوز وآب، وأرقام الجمعيّات التي تعمل مباشرةً مع النساء ازدادت النّسب لديها بمعدّل 50%.

تؤكّدمرشاد في حديثها لـ«الديار»: «الأوضاع الاقتصادية، مع إجراءات الإغلاق وتعطيل الأعمال بسبب كورونا،رفعت نسب تعنيف المرأة بشتى أنواعه. تحدّثنا مع نساء لم يتعرّضن في السّابق للعنف، إنّما في فترة الحجر الصحي بات التّواجد أكثر في المنزل فكان عاملاً ساهم في زيادة تعرّض النّساء للعنف. لكنّ العنف سلوك غير مسموح وغير مبرر، مهما كانت الظروف، وعندما نتحدث عن الأسباب هذا لا يعني أننا نبررها».

وأضافت: «نساء كثيرات لا يملكن القدرة على التبليغ عن تعرضهن للعنف، لعدم امتلاكهن الوسائل، أو حتى القدرة على الاختلاء بأنفسهن للتواصل مع الجهات المختصة للمطالبة بالحماية، أو ربّما خوفاً من خسارة حضانة أطفالهنّ. لكن هناك قانون في مجلس النواب على الرّغم من انّ تعديلات يجب أن تدخل عليه، لكنّه يؤمّن الحدّ الأدنى من الحماية». ودعت مرشاد أي امرأة تجد نفسها ضحية للعنف أن تبلّغ، فالمنظمات النسائيّة إلى جانبها، الخطّ السّاخن للقوى الأمنيّة 1745، حتّى أنّ بعض الجمعيّات على استعداد لتقديم خدمات صحيّة وقانونيّة مجانيّة، منها الإستحصال على تقرير طبيبٍ شرعيٍّ أو توكيل محامٍ. وتختم مرشاد: «الحماية، الحياة والحرّيّة من حقّكنّ!».

إحصاءاتٌ في المرصاد!

في آخر إحصاءٍ أجرته جمعيّة «كفى» يتبيّن أنّ الجمعيّة قد تلقّت خلال شهر تشرين الأول 1024 إتصالاً. تتوزّع بين 788 إتّصال متابعة لمستفيداتٍ قدامى، 167 إتصالاً جديداً، وباقي الأرقام بين استفسارٍ عن كيفيّة مساعدة، متابعة شكوى أو طلب مأوى. وهذا يبيّن بشكلٍ واضحٍ النسب المرتفعة من الإتّصالات.الإتصالات الجديدة غالبًا ما تكون للتبليغ عن العنف الكلامي الذي يأتي بنسبة 50% او الجسدي 20%. امّا بحسب إحصاء الجمعيّة فالمعتدي يكون في أغلب الحالات الزّوج، ففي شهر تشرين الأوّل مئة اتصال بلّغ انّ الزوج هو المعتدي، 24 اتصالاً احد أفراد الأسرة هو المعتدي، 14 اتصالاً يبلّغ ان الطليق هو المعنّف، و9 اتصالات المعنّف هو من خارج نطاق الأسرة. امّا عن التوزع الجغرافي للمستفيدات من مركز الدعم في كفى، فيتبيّن أنّ 38% هنّ من محافظة جبل لبنان، تليها بيروت بنسبة 20%، 19% من البقاع، 17% من الشّمال و 6% من الجنوب. أمّا مجموع الخدمات التي استفادت منها 383 امرأة فهي 924 خدمة تتوزّع ما بين 550 خدمة إجتماعيّة و374 خدمة قانونيّة.

هذه الإحصاءات لجمعيّة واحدة عن شهرٍ واحد، فكيف إذا احتسبنا نسب كافّة الجمعيّات النّسائيّة التّي تلقّت كمّاً هائلاً من الإتّصالات في فترة الحجر؟

توعية الرّجال... ربّما الحلّ!

تشير سِوار روحانا، منسّقة برنامج «الإختيار للرّجال» في جمعيّة كفى أنّه «حان الوقت للتعامل مع الرّجال للتخفيف من العنف ضدّ المرأة، حملة «بأيدك تعنّف بأيدك توقف» هي حملة تتوجه للرّجال.أتت فكرة البرنامج من قانون 293 الذي صدر عام 2014 والّذي ينصّ على قرارات الحماية ومن ضمنها بند «على الرجل المعنّف الخضوع لجلسات لتعديل السلوك العنيف». للقيام بالبرنامج تمّت الاستعانة بخبورات أجنبيّة، منها خبراء نفسيّين ومتخصّصين يعملون في المجال منذ 20 عاماً». تشير روحانا، أنّ «الهدف من البرنامج هو مساعدة الرّجال المعنّفين بتغيير سلوكهم العنيف والمفاهيم الذكوريّة الّتي نشأوا عليها، كذلك عدم اللّجوء إلى العنف لحلّ النّزاع».

فلتكن فترة السّتّة عشر يوماً، فترة استذكارٍ لكلّ امرأة لبنانيّة وقعت ضحيّةَ عنفٍ، إهمال مجتمعٍ، ظلم قانونٍ، ورضوخٍ حمايةً لأطفالها. أمّا للرّجال المعنّفين فلتكن صحوةً لضمائركم!

الديار

  • شارك الخبر