hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - الدكتور شادي نهرا

هل يمكن أن يكون الجفاء في العلاقات الأميركية السعودية مقدّمة للتقسيم؟ (3)

الخميس ٢٥ آب ٢٠٢٢ - 00:03

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تاريخيّاً لا يُوجَد صراع بين الفرس واليهود, في التاريخ الحديث فقد هزت العالم فضيحة إيران كونترا حيث عقدت بموجبها الحكومة الأميركية تحت إدارة الرئيس الأميركي ريغان اتفاقاً مع إيران لتزويدها بالأسلحة بسبب حاجة إيران لأنواع متطورة منها أثناء حربها مع العراق ،وقد عقد جورج بوش الأب عندما كان نائباً للرئيس رونالد ريغان في ذلك الوقت، هذا الاتفاق عند اجتماعه برئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن بني صدر في باريس، اللقاء الذي حضره أيضاً المندوب عن المخابرات الإسرائيلي الخارجية "الموساد" آري بن ميناش، الذي كان له دور رئيسي في نقل تلك الأسلحة من إسرائيل إلى إيران . كانت الولايات المتحدة تبيع أسلحة لإيران في الوقت الذي كان فيه الدبلوماسيون الأميركيين، كجزء من عملية ستانش، من ربيع عام 1983 فصاعدًا، يحاضرون الدول الأخرى حول مدى الخطأ الأخلاقي في بيع الأسلحة إلى جمهورية إيران الإسلامية ويمارسون ضغوطًا قوية لوقف مبيعات الأسلحة هذه إلى إيران. وكانت إدارة ريغان تعتزم استعمال أموال الصفقة لتمويل حركات «الكونترا» المناوئة للنظام الشيوعي في نيكاراغوا.
فهل يمكن القول إن إيران تَتَّخذ من ورقة اسرائيل ورقة ضغط على أميركا ليس إلا، مُستَغِلّة الصراع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية بين الشيعة واليهود؟ وهل يمكن أن يكون الهدف العميق هو ابتزاز أميركا للحصول على السّاحل الخليجي وليس الهدف زوال إسرائيل ? أضف إليها الورقة الصينية فإيران تدرك تماماً أهميتها للصين، فهل تكون هذه الاوراق فقط لابتزاز لإجبارها على مساعدة إيران في الحصول على الساحل الخليجي؟
وقد نشر موقع "إنترسبت" الأميركي خريطة قالت إنها تفسر الصراع القائم في المنطقة بين السعودية وإيران من جانب كونه صراعا يهدف للسيطرة على النفط في المقاوم الأول.
وأشار الموقع إلى أن الأزمة الحالية لا يبدو أن لها علاقة كبرى بالدين. في الواقع، فإن المعركة الدائرة الآن هي معركة للسيطرة على أحد الموارد الأكثر واقعية: إنه النفط.
ووفقا للكاتب، فإن الكثير حول هذا الصراع يمكن تفسيره من خلال خريطة تم إنشاؤها بواسطة أحد رسامي الخرائط في مدرسة العمليات الخاصة التابعة لسلاح الجو الأميركي في ولاية فلوريدا. ووفق ما تظهره الخريطة، فإن جميع أنواع الوقود الأحفوري في منطقة الخليج تقع تقريبا تحت سيطرة الشيعة. وهذا صحيح حتى حين يتعلق الأمر بالمملكة العربية السعودية السنية، حيث تقع حقول النفط الرئيسية في المنطقة الشرقية، والتي تقطنها أغلبية شيعية.
ونتيجة لذلك، فإن واحدة من أعمق مخاوف السعودية أن يدعو الشيعة يوما إلى الانفصال بتلك البؤر النفطية عن السعودية والانخراط مع إيران الشيعية.
وأشار «إنترسبت» إلى أن هذه المخاوف قد نمت بشكل ملحوظ منذ الغزو الأميركي للعراق عام 2003 حيث تمت الإطاحة بنظام الأقلية السنية بزعامة «صدام حسين»، وتمكين الأغلبية الشيعية الموالية لإيران. وقد صرح «نمر النمر» نفسه في عام 2009 أن الشيعة السعوديين سيدعون إلى الانفصال في حال لم تحسن الحكومة السعودية معاملتهم.
وتظهر الخريطة توزيع التجمعات الدينية في الشرق الأوسط مع توزيع الاحتياطيات الثابتة من النفط والغاز. المناطق الخضراء الداكنة هي المناطق التي تقطنها أغلبية شيعية، بينما المناطق الخضراء الفاتحة هي ذات الأغلبية السنية. وترمز المناطق القرمزية إلى التكتلات الوهابية والسلفية وهي سنية أيضا. في حين ترمز البقاع السوداء والحمراء إلى حقول النفط والغاز.
وأشار الموقع إلى أنه، وكما توضح الخريطة، فإن معظم الثروة النفطية السعودية تقع في منطقة صغيرة تقطنها أغلبية شيعية.

دور لبنان في الصراع
في المقابل تَملك أميركا ورقة ضغط كبيرة على إيران إلى جانب ورقة العقوبات الاقتصادية وهي الضّغط على بيئة حزب الله الذي يُعتبَر دُرَّة التَاج الإيراني. هذا الحصار الاقتصادي الخانق الذي استجدّ فجأة ليس سببه الفساد الذي كانت دول الغرب على عِلم به لا بل تغذّيه وتشجّعه عبر مؤتمرات دعم لبنان باريس 1، 2 ، فهم يدركون تماماً أن هذه المساعدات كانت تذهب إلى جيوب السياسيين الذين بمعظمهم صناعة أميركية ... إلا أنّ الأن حان وقت الاستثمار في هذا الفساد، ليُشَكّل ورقة ضغط على إيران، فكلّما ارادت أميركا تنازلاً من إيران في الملف الصيني أو الإسرائيلي تقوم بقرص الشعب اللبناني من خلال الخنق الاقتصادي لينفجر ثورة وغضب في وجه الحزب وحين تنال ما تريده تُخفّف قليلاً من هذا الخنق. لذلك لا تريد أميركا إنهاء حزب الله انما ابقاؤه لابتزاز إيران من خلاله، ولو كانت الثّقة متبادلة بين الطرفين الأميركي والإيراني لَأهدَت أميركا لبنان للحزب وإيران بدون أن يَرِفّ لها جَفن.
هل تريد أميركا أن تخسر روسيا الحرب الأوكرانية؟
هل فعلاً تُريد أميركا أن تزيد السعودية إنتاج النفط لتحلّ محلّ النفط الروسي وبالتالي تتراجع أسعار النفط وتخفّ النقمة الشعبية الأميركية على بايدن ويتضاءل المدخول الروسي؟ ولكن إذا حدث ذلك فكيف لروسيا أن تستمرّ في حربها في أوكرانيا؟ ممّا يجعل بوتين ضعيفاً ويرتمي في الأحضان الصينيّة! أو ينسحب من أوكرانيا متقهقراً ضعيفاً ليصبح لقمة سائغة للصين!
ففي 1774 أخذت روسيا القرم من الدولة العثمانية، مما أدّى إلى تفتّت الدولة العثمانية العِملاقَة حينَها وبدأت الدّول تَتَناتَش الدولة العثمانية بعد أن سقطت هيبَتَها بعد خسارة القرم. وهكذا سوف يَحدث إذا خسِرت روسيا معركتها في أوكرانيا، ولسوف تحصل الصين على حصّة الأسد، وهذا ما لا تُخطّط له أميركا أبداً.
ألم تقم أميريكا بإلغاء خط غاز ناباكو!!!، كما سرب الأوربيون ذلك، والذي كنا يهدف إلى تحرير أوروبا من الغاز الروسي واستبداله بخط غاز ناباكو الذي يجمع غاز قطر إيران شرق المتوسط ثم يمر عبر تركية إلى أوروبا!!!
كما قلنا سابقا أميركا تَزِن خطواتها بميزان من ذَهَب، لا تُريد أن تخسر روسيا الحرب لئلا تصبح لقمة سائغة للصين كما أنّها لا تريدها أن تربح الحرب ويتّحد العملاقين الروسي والصيني ضِدّها. ما تريده أميركا، أن تستمر روسيا الحرب قويّة دون الاستعانة بالصين، من ثم تدخل أميركا في الوقت المناسب لتجميد الصراع مع بعض الهدايا لروسيا مع إبقاء مفتاح الصراع بيد أميركا، أي أنها قادرة على تفجير الصراع مجدّداً أو السماح لروسيا بالتنعّم بالهديّة الأميركية بحسب السلوك الروسي في الملف الصيني الأميركي.
يتبع...

  • شارك الخبر