hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - شادي نشابة

نتانياهو وسياسة الهروب الى الأمام

السبت ٢٢ أيار ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ الحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن وهو يعيش بين صراعين، بين ما تركه سلفه دونالد ترامب من اتفاقية عالية السقف وهي "صفقة القرن"، وبين عودة العلاقات الاميركية - الفلسطينية. لذلك يُمكن ان نشبه هذه المرحلة بفترة الغموض الاميركي من الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي، اي حل تدعم الولايات المتحدة؟ هل تدعم ان يصل الطرفان الى اتفاق حل الدولتين؟ ام دعم صفقة القرن مجدداً؟ أم إطلاق مباحثات جديدة؟
من الواضح ان سياسة الولايات المتحدة الجديدة هي خفض منسوب التوتر في المنطقة، من خلال اجراء اتفاق مع ايران يؤدي الى استقرار سياسي، ما سيؤدي الى رسم خريطة سياسية جديدة، وذلك يمكّنها من التفرّغ لخصميها الاساسيين وهما الصين وروسيا. ولكن هكذا اتفاق تعارضه مكونات مختلفة في المنطقة ما ادى الى استعمال سياسة العصا والجزرة لجلب المعارضين الى كنف التسوية.
بدا واضحاً خلال المفاوضات الاميركية - الايرانية ان ايران مصرة على رفع العقوبات وتفعيل الاتفاق النووي ومن بعدها التحدث في التفاصيل الاخرى، وهذا ما تعارضه إسرائيل، التي يبدو انها ارادت قلب الطاولة من خلال فرض معادلة جديدة اي معالجة بنوك الاهداف التي تعمل عليها، وبالتالي هي تحاول ان تورّط الاميركي معها. لكن من الواضح ان اسرائيل تعمل على تحقيق مشروعها ولكن بحذر اميركي، من جهة تعطيها اميركا فترة زمنية محددة لتحقيق بنوك اهدافها، وفي المقلب الآخر نسمع اصواتاً اميركية نافذة لأول مرة تدعم القضية الفلسطينية بطريقة او اخرى. هذا ما اربك الاسرائيلي ووضعه تحت المجهر، حيث الرأي العام العالمي داعم للفلسطينيين، ومن جهة اخرى البطولات التي يقدمها الفلسطينيون، اضافة الى انتفاضة مناطق الثماني والاربعين حيث نقلت المعركة ايضا الى داخل الاراضي المحتلة.
منذ قدوم الرئيس الاميركي الجديد، نشهد تعنتاً اسرائيلياً بخصوص ملفات منطقة الشرق الاوسط، وخصوصاً ان المنطقة متجهة الى تسويات ما بين مفاوضات اميركية - ايرانية ومحادثات سعودية - ايرانية، اعادت التواصل بين تركيا ودول عربية كانت على خلاف معها، ودور روسي فاعل، حيث ترسم معالم المنطقة مجدداً. هذا التمرد الاسرائيلي أصبح عقبة لهذه المرحلة ويعمل الاميركي على ان يعطيه بعض الفرص لتسوية اموره في بقع جغرافية مختلفة، اي ضرب بنوك اهداف يعمل عليها منذ سنوات. ولكن من بعد هذه السخونة السياسية والعسكرية عليه ان ينخرط بحلول المنطقة من خلال التهدئة على الجبهات المختلفة.
كما ذكرنا سابقا، اميركا تريد استعادة العلاقات مع الفلسطينيين ولا يمكنها بهكذا مرحلة ان ترسل خطابات قاسية تجاه المقاومة الفلسطينية سوى من خلال الدفاع عن الاسرائيلي في الاروقة الاساسية، مثل مجلس الامن ودعم نتانياهو من خلال تصريحات مفادها "ان اسرائيل يحق لها الدفاع عن نفسها"، ولكن في المضمون واضح ان الاميركي كان يضغط لتحقيق وقف اطلاق النار بعد ان اعطاه مهلة لضرب بنوك اهدافه. وفي المقلب الاخر ينسق الاميركي مع مصر وقطر للعمل على هذا الاتفاق. في المرحلة الاولى كان هناك تعنت اسرائيلي لشراء مزيد من الوقت لحفظ ماء الوجه من خلال العمل على اغتيالات وتصفيات ولكنها لم تنجح.
إن أردنا ترقب ما حدث في فلسطين والتخبط الاسرائيلي الحاصل من جراء المتغيرات السياسية في المنطقة، ومحاولة تمرير بنوك اهدافه، يمكن ان نضع سيناريو مشابهاً لما حدث في فلسطين مع دول اخرى مجاورة مثل لبنان وسوريا، اي ضرب بنوك اهداف تعمل عليها اسرائيل منذ سنوات. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل ستفعلها بعد ما حدث في فلسطين؟
سياسة نتانياهو الوحيدة في المرحلة الحالية هي الهروب الى الامام ما بين ازمته الداخلية وازمة التسويات في المنطقة. يبذل جهده على وضع الاجندة الاسرائيلية على الطاولة، وهذه الاجندة لا يمكن ان تتحقق حالياً في ظل الانفتاح الاميركي إلّا من خلال مواجهات عسكرية يعمل من خلالها على تحقيق اكبر قدر ممكن من النتائج، لتفتح باب التسويات مع الهواجس الاسرائيلية. ولكن لعبة الوقت ليست بيده لأن التسويات تحصل في الفترة الزمنية الحالية، ما يعني انه اراد خوض حرب مع جبهات اخرى في الفترة الزمنية القريبة المقبلة التي لا تتعدى الشهر او الشهرين.
من الواضح ان الفريق المقابل جهز نفسه جيداً، وهذا ما شهدناه في فلسطين، ومن هنا من غير المتوقع ان تعمل اسرائيل على اي توغل بري في اي جبهة لأنها تعلم جيدا انها ستتكبد خسائر فادحة. استراتيجيتها ضرب بنوك اهدافها من الجو والاعتماد على القبة الحديدية لتقليل أكبر قدر ممكن من الخسائر، فأي جبهة اخرى ستفتح سنرى فيها مشهداً مماثلاً لما حصل في فلسطين. اما في معركة غزة حاول الفريق المواجه ان يساند الفلسطينيين من خلال الدعم المعنوي والاعلامي، من دون الانخراط في اي جبهة مقابلة، كإستراتيجية لحصر المعركة بالقضية الفلسطينية وليس بين ايران واسرائيل.

  • شارك الخبر