hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - شادي نشّابة

ناغورني قره باغ الأزمات المؤجلة

الجمعة ١٦ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 23:28

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تصاعدت الاشتباكات على طول الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، في أحدث جولة من صراع طويل الأمد بين البلدين، اللذين خرجا من رحم الاتحاد السوفياتي السابق. في العنوان العام، هو نزاع تاريخي بين أرمينيا واذربيجان على إقليم "ناغورني قره باغ"، ولكن في الأبعاد الاستراتيجية والجغرافيا السياسية والاقتصادية، هو صراع يحضر فيه لاعبون كُثُر، من روسيا إلى تركيا إلى أميركا إلى إيران وإسرائيل.

تقع منطقة ناغورني قره باغ في محور العلاقات المتوترة بين يريفان وباكو. وقد ألحقت السلطات السوفياتية هذا الجيب الذي تسكنه أغلبية أرمينية بأذربيجان عام 1921، لكنه أعلن استقلاله عام 1991 بدعم من أرمينيا.

تلى ذلك حربٌ أدت إلى مقتل 30ألف شخص ونزوح مئات الآلاف. وبرغم توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار عام 1994، وقيام وساطة روسية أميركية فرنسية تحت اسم "مجموعة مينسك"، لا تزال الاشتباكات المسلحة متواترة، وجرت آخر المعارك الجديرة بالذكر في نيسان/ابريل 2016، وقد أدت إلى مقتل 110 أشخاص.

روسيا تركيا وايران

جعلت تركيا التي لها طموحات جيواستراتيجية في القوقاز وآسيا الوسطى، من أذربيجان الثرية بالنفط والتي يتحدث شعبها لغة متفرعة من التركية، حليفها الأساسي في المنطقة، وهي صداقة يعززها العداء المشترك لأرمينيا. وتدعم أنقرة باكو في رغبتها في استعادة ناغورني قره باغ.

ويدخل ذلك من ضمن صراعها الشرق متوسطي مع فرنسا وبعض الدول الاقليمية والعربية. والتصعيد اليوم هو ورقة يستعملها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كإحدى اوراق الضغط، وخصوصاً ان أذربيجيان بلد نفطي وتسعى لأن تكون بديلاً للنفط الروسي، وبالتالي تُصبح اوروبا بحاجة الى تركيا.

أما روسيا أكبر قوة إقليمية، فتقيم مع أرمينيا علاقات أوثق من علاقاتها مع أذربيجان، لكنها تبيع الأسلحة للطرفين. وانضمت يريفان إلى أحلاف سياسية واقتصادية وعسكرية تهيمن عليها موسكو، أبرزها منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

ولكن ترتبط موسكو بعلاقة صعبة مع الزعيم الأرميني الجديد نيكول باشينيان، الذي تولى منصبه في عام 2018، لذا من المرجّح أن تُفضّل يريفان التعامل مع هذا التصعيد بالاعتماد على نفسها قدر الممكن. كما ستحاول روسيا التزام اكبر قدر ممكن من الحياد، إن لم يحصل تدخل تركي مباشر، وظَلَّ الصراع في منطقة محددة، لأن روسيا تعتبر هذه المنطقة حيوية لها وتؤثر على مصالحها الاستراتيجية بالمباشر.

أما بخصوص إيران فهي تشعر بالقلق، لأن القتال قريبٌ من حدودها، وقد أدى أيضا إلى احتجاجات من قبل الأقلية الأذرية في إيران. وإضافة إلى ذلك فإن إيران أقرب إلى أرمينيا، لكنها

تريد التجارة والسلام مع جيرانها في هذه المنطقة، بحسب تصريحات مسؤوليها.

ويعيش في إيران ملايين الأذريين الذين يشتركون في القومية مع سكان جارتهم أذربيجان، والذين يتعاطفون مع المطالب الأذرية في إقليم ناغورني قره باغ، ويناصبون أرمينيا العداء بسبب صراعها مع أذربيجان. لذا تحاول ايران طرح مبادرات دبلوماسية لعدم توسع رقعة القتال، وبالتالي عدم تهديد أمنها القومي.

لذا نشهد محاولات دبلوماسية مختلفة تارة عبر تحالف مينسك الذي يضم روسيا و الولايات المتحدة و فرنسا، وتارة اخرى عبر تصريحات ايرانية بأنها على تواصل مع الطرفين، وآخر خطوة كانت عبر مباحثات ثنائية بين البلدين برعاية روسية. ولكن هناك شبه إصرار من قبل الطرفين على التصلب في مواقفهما، مما يؤدي الى مزيدٍ من جولات القتال حتى يتحقق خرق ميداني وعسكري يدير الدفة لمصلحة أحد الطرفين، للبدء بجولات دبلوماسية لإجراء إتفاق هدنة او سلام بينهما، وعلى الارجع سيكون إتفاق هدنة و ليس سلاماً في المستقبل القريب.

مقاربة عسكرية للطرفين المتنازعين

بحسب موقع "سي اي اي فاكت بوك"، يبلغ تعداد سكان ارمينيا 3021324 نسمة، وقد أنفقت في عام 2019 ما يقارب خمسة بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش، والذي كان في 2017 عند حدود 28.34 مليار دولار.

وتتألف القوات المسلحة الأرمينية من 45 ألف جندي عاملين بشكل دائم، 42 ألفاً منهم يتبعون للقوة البرية، في حين يخدم 3 آلاف منهم في القوة الجوية. وتمتلك أرمينيا التي يحتل جيشها المرتبة 111 عالمياً، ترسانة أسلحة معظمها روسية أو تعود للحقبة السوفياتية، عِلماً بأن معظم الأسلحة التي قامت بإستيرادها منذ عام 2010 روسية الصنع.

أما أذربيجان التي يبلغ تعدادها السكاني 10205810 نسمة، فقد أنفقت السنة الماضية ما يقارب الـ 4 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي على الجيش، والذي كان في 2017 عند حدود 172.2 مليار دولار.

ويعمل في الجيش الأذري 126 ألف جندي دائم، إلى جانب 300 ألف جندي احتياطي. ويحتل الجيش الأذري المرتبة 64 عالمياً ضمن مؤشر أقوى الجيوش في العالم.

وفي ما يتعلق بميزانية الدفاع للبلدين، تشير أرقام "غلوبال فاير باور" إلى أنها تبلغ مليارين و805 ملايين دولار بالنسبة لأذربيجان، ومليار و385 ملايين دولار تخصصها أرمينيا لهذا الغرض.

  • شارك الخبر