hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - ليبان صليبا

ليس بالسلاح وحده يقاوم لبنان

الثلاثاء ٢٥ كانون الثاني ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما نتكلّم عن مقاومة مستمرة منذ ١٤٠٠ عام لا يعني هذا الأمر أننا نعيش حروباً ومعارك عسكرية دائمة وهذه لم تكن إلا محطات محدودة من هذا التاريخ فرضتها الظروف، إنما التحديات التاريخية والجغرافية فرضت على هذه البقعة المقاومة المستمرة بكافة أشكالها.

لسنا في إطار سرد المحطات التاريخية، إنما نضع المرحلة الحالية التي تشكّل جزءاً لا يتجزأ من التاريخ المقاوم ضمن هذا الإطار، وبهذا المعنى لا يمكن اعتبار أن ما يشهده لبنان والشعب اللبناني هو سابقة لم تحصل في تاريخنا، بل حصلت وفي بعض الجوانب كانت أصعب من هذه المرحلة، ووسائل مواجهتها لم تكن متاحة كما هي اليوم مع تعدد وسائل المقاومة القائمة اليوم على قليل من الحرمان وكثير من التصميم على إنهاء النهج الشاذ في ممارسة السلطة وتشويه الزعامة وضرب الأحزاب التي تشكّل في المبدأ، موالاة ومعارضة، مدماكاً أساسياً في بناء مؤسسات الدولة، وهذا الواقع اعترفت فيه مجموعات الثورة في محاولاتها تأطير جهودها ضمن عمل مشترك.

نحن في القوات اللبنانية يدخل تأطير الجهد الفردي ضمن الجماعة كمبدأ قائم في صميم حركتنا في كافة ميادين المواجهة. وبالعودة إلى أشكال المواجهة، فالقوات اللبنانية لا تحتاج إلى إذن أحد للقيام بواجبها في مواجهة أي غزوة أو اعتداء، فبيئة القوات هي مقاوِمة بالفطرة وأمر الدفاع عن

النفس يأتي تلقائياً عند نشوء أي خطر محدق، ويبقى هذا الشكل من المقاومة استثناء تفرضه ظروف الدفاع وليس الهجوم.

المقاومة السلمية بأوجهها المتعددة، سياسياً، إعلامياً، معيشياً وإنمائياً هدفها الدائم والثابت يقوم على مبدأ التشبث بالأرض، ولا نبالغ إذا قلنا بأن هذا النوع من المواجهات أصعب وأصلب بما لا يُقاس من المواجهة العسكرية التي نملك فيها فرصة الدفاع عن النفس في وجه عدو واضح، أما اليوم فاللبنانيون لا يملكون خياراً سوى تلقي الضربات والصمود وتحيّن الفرصة لاقتلاع هذه المنظومة في صناديق الإقتراع.

الشعب اللبناني مدعو للإنخراط بهذه المواجهة بكل ما أوتي من تصميم على الإنتصار على الحالة التيئيسية التي تحاول هذه السلطة فرضها للحفاظ على ديمومتها وتبدأ بنفي إمكانية التغيير مهما كانت نتائج الإنتخابات النيابية ولكنها ستنتهي بالتغيير حتماً، وجميعنا مدعوون إلى الإتعاظ من "ويلات أمة" التي طرحها جبران خليل جبران في عصره، وإضافة الإتعاظ من ويل آخر استجد في عصرنا هذا.

  • شارك الخبر