hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - الدكتور جورج حرب

لا حديث جدّيّاً في الرئاسة قبل رفع العقوبات عن جبران باسيل

السبت ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٢ - 12:23

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إتّخذت الأزمة اللبنانيّة أشكالاً مختلفة منذ بدايتها الجدّيّة سنة 2017، لكنّ صانعيها لجَؤوا إلى أمرين أساسيّين حتّى الآن: غياب المبدأ لديهم، وغياب الذاكرة لدى اللبنانيّين.

كلّ ما تمّ التطرّق إليه حتّى سنة 2022 ، كان أنّ الرئيس عون هو سبب الأزمة بحجّة تغطيته للمقاومة، ولربّما كان هذا مقنعاً للكثيرين. لكن ماذا يحصل اليوم؟ هل بات ترشيح الوزير فرنجيّة مدخلاً للخروج من الأزمة ؟ إذا كان على مبدئه السياسيّ المعلَن، فسيكون فرنجيّه استكمالاً للأزمة وليس باباً للحلّ، وإذا كان مدخلٌ للحلّ تحت الرّضى الفرنسيّ والسعوديّ وغيرهما، وبعد التصريحات العلنيّة للسعوديّة برفضها أيّ رئيسٍ في فلك المقاومة، فإنّ هناك في الأمر "إنّ"، ونحن ذاهبون إلى صدامٍ بين الرئيس العتيد والمقاومة، من شأنه تفجير البلد.

في المعلومات المؤكّدة، أنّ المقاومة حتى الساعة لم تحسم أمر ترشيح فرنجية ولا أبلغته بالأمر، من دون أن ننسى موقف بكركي المبطّن الرافض لعودة الترويكا، بالإضافة إلى موقف الوزير باسيل المعلن، والرّفض التامّ للدكتور جعجع. أمام هذه المعلومات، وإذا ما أضفنا إليها موقف السيّد نصرالله الأخير من ترشيحات أخرى نستنتج أن السيّد أوصل إليهم رسالة واضحة بعدم سيره بخيارهم.

أمام كلّ هذا، تكون كل التسويقات والتسويفات الرئاسيّة مضلّلةً إلى حدّ كبير، يحاول من خلالها المعنيّون بالأمر، الطامحون إلى الرّئاسة تخطّي القرار المسيحيّ الداخليّ في ترشيح من لا يمثّل الوجدان المسيحيّ الوطنيّ، وهذا أمرٌ مستبعدٌ ومرفوض، ولا يمكن للوزير باسيل وبالتالي للمقاومة أن يسيرا به، في حين أنّ رئاسة الجمهوريّة اليوم أصبحت عنواناً لمرحلة جديدة مُقبلة على لبنان واللبنانيّين، تنطلق من ترسيم الحدود البريّة مع العدوّ الإسرائيليّ، ولا تنتهي بعقودٍ دسمة للغاز، ولا بتعديلات مؤكّدّة لبعض بنود الطائف وتطبيق بنود أخرى منه، عنيت بها اللامركزيّة الإداريّة الموسّعة.

يحاول بعض المرشّحين تسويق أنفسهم عند الأميريكيّين كضامنين لمصالحهم، والأميريكيّون خاضوا مفاوضات عميقة مع جبران باسيل تناولت الحدود البحريّة وتخطّتها إلى أمورٍ أعمق في مراحل مقبلة، ويحاولون مع العرب ومع الفرنسيّين، ومع غيرهم الأمر نفسه.

هي اللعبة الديمقراطيّة في لبنان، التي تسمح لكلّ طامح بمحاولة تحقيق طموحاته، ولكنّها اللعبة النفسيّة اللبنانيّة أيضاً، التي لا تسمح لمعظمهم بالنظر إلى المرآة لاكتشاف حجمهم وكفاءتهم وقدرتهم، نحن متساوون بالإنسانيّة التي لا تنسحب على القُدرات والكفاءات التي يحتاجها اللبنانيّون اليوم.

لبنان في فراغٍ لأشهر، ويبدأ الحديث الجِدّيّ في الرئاسة بعد رفع العقوبات عن جبران باسيل، فمن المعيب تحميل المسيحيين وزر الانهيار، واستبعاد ممثليهم الحقيقيّين من إدارة عمليّة النهوض الآتية حتماً، بعد المخاض الصعب الذي مرّوا به.

  • شارك الخبر