hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - شادي نشّابة

كيف ستتأثر العلاقة الاميركية - التركية بعد الاعتراف بالإبادة الأرمنية؟

الثلاثاء ٤ أيار ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تتميز علاقة واشنطن وانقرة بعلاقات ثنائية استراتيجية لها بعدين اقليمي ودولي، حيث حرص البلدان خلال العقود الماضية على التعاون المشترك في قضايا مختلفة، وأبرزها قضايا الشرق الاوسط لتحقيق مصالحهما الثنائية، ولكن في الوقت عينه واجها عدداً من الملفات الشائكة، وعلى رأسها الدعم الأميركي للمتمردين الأكراد، وعدم تسليم فتح الله غولن، والتطور المستمر في علاقات أنقرة مع موسكو، بالإضافة إلى التحركات التركية في المنطقة، واخيراً الاعتراف الاميركي بالإبادة الارمنية.

المرحلة الجوهرية

العلاقة المميزة والاستراتيجية بين الطرفين كانت خلال مرحلة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الاميركية والاتحاد السوفياتي، حيث كانت تعتبر اميركا تركيا المنصة العسكرية الاكثر اهمية في المنطقة لعدة اسباب، ولكن أبرزها موقعها الجغرافي، ما اعطى دوراً اكبر لتركيا في حلف شمال الاطلسي وحيث ان لديها ثاني اكبر جيش في المنظمة، واتاح لأميركا توسيع الدعم العسكري من اجل تشكيل خط دفاع لمواجهة الخطر السوفياتي.

ركائز التعاون بين البلدين

لا يمكن تصور الصراع التام بين البلدين في ظل التوترات الأخيرة، وذلك لضرورة تركيا الجيو - استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فخسارة واشنطن لأنقرة تعني زعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. تركيا في المقابل، من دون دعم الولايات المتحدة لن تتمكن من التمتع بامتيازات حلف الناتو، ومن دون واشنطن قد تفقد أنقرة العديد من المزايا الأمنية والعسكرية التي تتمتع بها.

فشراكة حلف الناتو ومساهمة تركيا الكبيرة فيه أهم دعامة تقوم عليها تحالفات البلدين. فالجيش التركي يُعد ثاني أكبر جيش في حلف الناتو بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وثامن عضو يساهم في ميزانية الحلف، بما يصل إلى 90 مليون يورو، وتستضيف تركيا 26 قاعدة عسكرية للحلف، ومراكز الرصد وجمع المعلومات.

في المقلب الآخر، اميركا بحاجة إلى الحليف التركي في منطقة الشرق الأوسط للتخفيف من النفوذ الروسي والايراني، ولهذا منحت الولايات المتحدة الأميركية الضوء الأخضر للتحرك العسكري التركي في أذربيجان وليبيا؛ لإضعاف الوجود الروسي، كما عملت تركيا على تحقيق توازن للقوى المؤثرة في الداخل السوري. إضافة إلى تضارب المصالح بين تركيا وروسيا في دول البلقان، حيث كل منها يعمل ضمن اجندته الخاصة ويتم التعاطي بهذه الملفات كما يشاع بالقطعة، ولا يوجد تكامل بين الطرفين بل في مناطق مختلفة يوجد تنافس مثل البحر الاسود وألبانيا وملفات بلقانية مختلفة.

علاقة متوترة

مع مرور الزمن حصلت متغيرات مختلفة في الاولويات بين البلدين ما يؤدي الى تباين وإنحدار في مسار العلاقة بينهما، ولكن ابرز تلك المتغيرات هو الاهتمام التركي بالأمن القومي التركي، وفي المقابل تطبيق اولويات اميركا من دون الاخذ بعين الاعتبار الهواجس التركية ما يؤدي الى مزيد من الاختلاف في ملفات المنطقة.

  • شارك الخبر