hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - نسيم الخوري

قيامة لبنان المنتظرة في قيامة القضاء

الإثنين ٣ أيار ٢٠٢١ - 00:02

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

حبرٌ إلى القاضية أماني سلامة
رئيسة نادي القضاة مشكولاً بزنبقة
"يلفت رئيس جمهورية، وكان قائداً للجيش في لبنان، أنّه تسلّم ملفّاً سرّيّاً كاملاً عن مصادر تمويل الصحف والمجلات ومحطات التلفزة والإذاعات، لو كشف مضمونه لثار الشعب اللبناني الذي لن يبقى لديه، في ضوء وقائع هذا الملف، سوى الهجرة وترك لبنان". وأصحّح لفخامته بأنّ الناس تركوا الإعلام، إلّا الذين يدورون في أفلاك أهل السياسة، الذين يقسّمون الوطن غِلالاً في ما بينهم بحضور إعلامياتهم وإعلامييهم الذين يلحسون أصابعم بدورهم شهريّاً، ولا همّ لهم أو رسائل سوى تلميع صور هؤلاء القابضين على الوطن.
لا ثورة ولا بطّيخ في لبنان إذن. ليس سوى هولاكو مقيم في كلّ زاوية! إفتحوا السجون.
هولاكو رمز "حضارة الفساد والسرقات، ساقط وكبير"... جمع في قبضته التي أسقطها على فصول الحبر واللسان فعلين: الموت والولادة المنتظرة لكنّها المستحيلة.
لبنان؟ يا وادي المقهورين. كم حمل حرف النون هذا لعنة لشعوبنا وأجدادنا لربّما قبل لبنان الكبير "بكثييييير". من هيروشيما اليابان إلى فلسطين والأردن ولبنان والسودان، إلى أفغانستان وإيران و"اليَمَنَين"...، حرف النون ذاك الوادي السحيق الذي لم يشبع بعد من الجثث المتشبثة بـ لبنان.
كان كلّ هولاكو، يعيدنا إلى نقطة الصفر ماحياً كلّ شيء. أعادنا إلى فيء قصبةٍ في البصرة، إلى الينابيع الأولى والبياض الكبير والفقر الكثير، قبل أن تظهر الكتابة والإحتجاجات والحركات والثورات وبعدها.
وبمواساة كوارثنا، أعادنا هولاكو ويعيدنا إلى جنون الشعر الغامض الوعر، والتسمّر أمام المثقفين والشعراء والكتبة والصحافيين، عفواً الإعلاميين بلحاهم الوحدوية التقسيمية تسيل منها "الثقافة" المسخ والوطنية المسخ، وتسقط من جيوبهم الثروات يدوسونها من دون اهتمام. لحاهم، تراها مقسّمة مثل اليمن وكوريا وفيتنام إلى شمالية وجنوبية وشرقية وغربية و 8 و 14 و 17 و 6 و 1975 و 1988. تجد بعض اللحى في الشاشات غير مقسّمة لا شرقية ولا غربية لا مسيحية ولا إسلامية لا مارونية ولا أرثوذكسية. إنّهم "وحدويّون" على نسق سياسات هنري كيسنجر وزعماء إسرائيل وأتباعهم. لن أضع إسرائيل بين قوسين بعد عريكم.
لم ينزع شعرة واحدة من وجهه، بينما تجد واحداً وقد شذّب لحيته على شكل أرزة تذكيراً بثورة الأرز، التي تفتّحت ربيعاً عربيّاً دمّر الحجر والبشر والشجر. وتجد واحداً وقد شذّب لحيته على شكل شتلة تبغ أو زيتونة، وثالث يحفّها مثل خارطة لبنان، ورابع مثل جزيرة قبرص اليونانية وآخر قبرص التركيّة، وتجد خامساً يدوّرها تماماً كما الكرة الأرضيّة، بما فيها أصقاع سيبيريا، حيث يتلاكم بوتين وبايدن وقبله ترامب وباراك نعم باراك حسين أوباما.
المهمّ في فصل اللحى، الكلام في الشعر بفتح الشين لا الشعر بكسرها. الأساس هو المال: إدفع تسمع. إدفع ننظّف سجلك ولسانك وسيرتك. إدفع وإلّا سترانا عند خصمك.
كان يعلّمني أبي وأنا طفل في حضنه فيقول: أنّ الله إذا أبرق لك يوماً بدور كبير كبير، فلا تتردّد يا بني، بل إعقل وتوكّل وادمغ صلاحك لمن حولك.
فماذا ينتظر القضاة بعد؟ سلامي بهذا النص إلى قضاة لبنان وتحديداً إلى القاضية السيّدة "الأماني السليمة" والعلامة الفارقة الجميلة فوق جبين الحبر والصوت والموقف الشجاع.

  • شارك الخبر