hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - جيزيل واكيم

سندفع... ولكن ما هو حقّ

الخميس ٢١ أيار ٢٠٢٠ - 06:20

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الى متى سيستمرّ الفساد يفتك في مجتمعنا؟ حتّى القطاع التّربوي لم يسلم من طمع وجشع بعض المدارس، لكي لا نقول العديد منها.
أجل، هناك تجاوزات، هناك سرقة محللّة، هناك فساد مبطّن تحت شعار "المدرسة هي مؤسسة لا تبغي الرّبح".
وكلام وشعارات لا تمتّ للواقع بصلة...
للاسف هذا ما يحصل في بعض مدارس لبنان، موازنات مزوّرة، أساتذة وموظّفين وهميين بأجور خياليّة، أشياء عدّة موجودة في الموازنة، ولكنّها غير موجودة فعليّا على أرض الواقع، كما حصل في موازنة 2017.-2018 لمدرسة كبيرة في كسروان، بحيث إكتُشِف وجود أسماء لآباء وأساتذة غير عاملين في المؤسّسة، وبأجور باهظة. ومدرسة أخرى في بيروت، وهلمّ جراً... كلّ ذلك بهدف زيادة الاقساط لكي لا نقول سرقة مشروعة.
نرى الان أغلبيّة المدارس تطالب الاهالي بتسديد كامل الاقساط، في ظلّ أزمة الجياع هذه، تحت طائلة عدم اعطائهم افادات لأولادهم، أو عدم استقبالهم السّنة القادمة، كما تهدّدهم بالاقفال التام، لعدم قدرتها على دفع مستحقّات الاساتذة الّذّين هم بدورهم يطالبون برواتبهم كاملة.
نحن لا نريد التّعميم، فكلّ مدرسة على حِده، فهناك مدارس يُشهد لها بنزاهتها، فهي حتى هذه السّاعة لم تستثنِ أيّ عامل في المدرسة إلاّ وأعطته راتبه كاملا، وهي تُكمل التّعلّم عن بعد باحترافيّة، اساتذتها يعملون بضمير وبجهد ملموس، وتعطي بقدر ما تأخذ لا بل اكثر.
وبرغم ذلك، اقترحت على الاهالي، القادرين منهم فقط على دفع قسم صغير من الفصل الثّالث، من دون اللّجوء الى التّهديد واهانة الذين ليست لديهم القدرة على الدّفع... أمّا بالنّسبة للدكاكين الّتي تظنّ نفسها مدارس، فانّها لم تقم بأقلّ واجباتها تجاه تلامذتها، من حيث التّعلم عن بعد أو غيره، فكلّ ما فعلته خلال هذه الفترة ارسال الواجبات والدّروس الجديدة الى الاهالي، والزامهم بشرحها لأبنائهم، من دون التّفكير اذا كان لديهم الوقت أو القدرة أو اذا كانوا مؤهّلين لشرح الدّروس بالطّريقة الصّحيحة.
وما يثير الاشمئزاز، أنّ هذه المدارس نفسها، هي التّي تهدد وتطالب الاهالي بتسديد القسط، برغم أن العديد منها متوقّف عن دفع رواتب الاساتذة منذ شهر آذار لكي لا نقول قبل، وهذا من أحد أسباب عدم مواكبة الاساتذة للتلامذة خلال فترة الحجر، علما أنّ أقلّ قسط في هذه المدارس يفوق ال 6 مليون ليرة للولد الواحد. اذا كانت هذه المدارس لا تدفع لاساتذتها بالرغم من أن معظم الاهالي قد سدّدوا الفصل الثاني أو نصفه على الاقلّ، فأين تذهب هذه الاموال؟
باختصار، هناك مشكلة أساتذة مع مدرستهم، وليس مع الاهالي، فالمدرسة تأخذ من الاهالي الاقساط ولا تدفع لهم. وإذا دُفِعَ قسط الفصل الثّالث "ما رح يشيل الزّير من البير". هناك سرقة عمرها سنوات، ولا نريد للاساتذة والمعلّمين أن يكونوا هم "كبش المحرقة".
الحلّ سهل، على وزارة التربية الكشف، والتّحقيق الدّقيق في موازنة كلّ مدرسة على حده، وبحسب هذه الموازنات يبلّغ اهالي هذه المدرسة ويدفع ما هو حقّ فقط، أي تُحسم من الموازنة صيانة المدرسة، بدلات النّقل، المهام والسّاعات الاضافيّة، فهذا فقط يشكّل 40% من القسط ككلّ، وهذا ما طالب به اتحاد لجان الاهل وأولياء الطّلاب في لبنان، فلماذا التّهجم عليهم ووضعهم والاساتذة وجها لوجه؟
التّعميم لن يكون منصفاً لأحد، فلماذا التكتّم والاصرار على عدم الكشف عن الموازنات. وهل لجان الاهل متواطئة مع مدارسها؟
برسم وزير التربية
(ان ما ورد في هذا المقال هو على مسؤولية كاتبه، ولا يحمل الموقع اية مسؤولية كونه من ضمن خانة بأقلامهم).

  • شارك الخبر