hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - سامي مجاعص

سامي الجميل في مواجهة الترهيب بعد سقوط الترغيب

السبت ٢٢ أيار ٢٠٢١ - 15:06

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في يوم من أيام الثورة، استقل النائب المستقيل سامي الجميل سيارته، وبجنبه زوجته، ومعهما ابنتيهما، واتجاها من بيروت شمالاً. كان قصده كعادته الأبوية نزهة عائلية يخصص من خلالها لعائلته ما تستحقه من عناية ورعاية في عز انشغالاته السياسية والحزبية.
لم يكن يقصد مكانا محددا. وفي الطريق من بيروت الى جونية تابع باتجاه جبيل ومنها الى البترون وسط أسئلة متلاحقة من مرافقيه الذين يواكبون أمنه: "إلى أين نحن متجهون"؟ لكنه لم يجبهم بالتحديد ليس لأنه يريد إخفاء وجهته، بل لأنه لم يكن يقصد مكاناً محدداً... وفجأة سأل زوجته: "ما رأيك بالوصول الى طرابلس"؟... وقبل أن يسمع جواب زوجته، ابنة المدينة، كانت الفكرة قد اختمرت في ذهنه. وما هي إلا دقائق حتى وصل الى أسواق المدينة... وبدون تردد ترجل من السيارة مع زوجته وحمل ابنته الكبرى على كتفه، واعتنت زوجته بالابنة الصغرى وسارا في الأزقة والشوارع وبين المحلات وسط ارتباك مرافقيه الذين لم يكونوا مستعدين لمثل هذه الزيارة. لكنه هو بدا مطمئنا ومنشرحا لا سيما في ظل خروج اصحاب المحلات من محلاتهم لملاقاته والترحيب به والإشادة بخياراته الوطنية. كيف لا ولم تكن قد انقضت ايام قليلة على فتحه ابواب البيت المركزي في الصيفي والساحات المحيطة به لاستقبال الثوار الذين كانوا يتعرضون للقمع حيث عمل شخصيا مع زوجته والكتائبيين على إسعاف المصابين منهم بقنابل الغاز والرصاص المطاطي ورضوض العصي!
وما هي إلا دقائق قليلة، حتى كانت افلام جولته الطرابلسية قد ملأت وسائل التواصل الاجتماعي: سياسي ونائب مستقيل ورئيس حزب يجول بين الناس الذين يرحبون به! مشهد استثنائي في وقت كان معظم السياسيين لا يجرؤون على الخروج من منازلهم خوفاً من نقمة الثوار وغضبهم!
من يريد أن يعرف لماذا استهدف مركز اقليم طرابلس الكتائبي لا بد أن يتذكر هذه الواقعة... ليست هي السبب المباشر بطبيعة الحال. ولكنها بدون شك واحد من دوافع الذين احرقوا المركز ونموذج للأسباب.
لقد نجح سامي الجميل في احتلال مركز متقدم في الأوساط الشعبية وبين الثوار... وكسب ثقة شريحة واسعة منهم تخطت حدود الطائفة والمنطقة في وقت كان القادة السياسيون الآخرون يزدادون تقوقعاً وانغلاقاً ويخسرون شرائح واسعة ممن أحبطهم إداؤهم وممارساتهم على مدى سنوات من الثقة التي منحوهم اياها والفرص الضائعة التي تسببت بالانهيار الذي يعاني منه اللبنانيون.
ليست هي المرة الأولى التي يدفع فيها حزب الكتائب ضريبة انفتاحه وتمسكه بالسيادة والاستقلال وحقوق الشعب اللبناني في حياة كريمة... ولن تكون الأخيرة! لكن على ما يبدو فإن سامي الجميل والكتائب مستمران في مراكمة الثقة الشعبية التي يخافها خصومهما، وفي مواجهة سياسات الترهيب بعدما فشلت سياسات الترغيب في تحييدهما.

  • شارك الخبر