hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - روبير الابيض

رسالة مفتوحة موجهة الى الشعب اللبناني بكافة طوائفه ومذاهبه...

الأربعاء ٢٧ كانون الثاني ٢٠٢١ - 11:26

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

رسالة مفتوحة موجهة الى الشعب اللبناني بكافة طوائفه ومذاهبه بدءا برئيس الجمهورية ومن ثم الى رئيس مجلس النواب والوزراء والسياسيين والاحزاب والتيارات اللبنانية تحت عنوان "لبنان الى اين؟".

هل يعود بنا التاريخ الى الوراء الى طرفين متنازعين كما في السابق الجبهة اللبنانية والحركة الوطنية؟؟ لماذا لا نصل الى توافق على اقامة وفاق او ميثاق وطني جديد بعيد عن التدخلات الخارجية العربية او الاوروبية وحتى الاميركية او الفارسية، لكي نصل الى اجراء حوار جدي حول الاصلاحات السياسية والادارية للدولة بشكل عام.
عندما نبقي باب النزاعات مفتوحاً والحقد السياسي الطائفي في القلوب هذا يوصلنا حتماً الى حرب اهلية جديدة.

لذلك استباقاً لاي مواجهة عسكرية بين جميع الاطراف اللبنانية علينا ان نعمل على خلق ميثاق وطني جديد يكون مدخلاً الى انشاء دولة مدنية حديثة عصرية للعيش المشترك والمواطنة الحقيقية سقفها القانون وقبول الآخر شريك في الوطن وحذف الطائفة عن الهوية، للوصول الى رفعها من القلوب وفصل الدين عن الدولة، مع تحديد العلاقة مع الدول الاقليمية والخارجية عبر الدولة والمؤسسات فقط، رفع كل مظاهر السلاح ودعم الجيش اللبناني الوحيد كمؤسسة عسكرية تحمي الوطن والمواطن وتفرض سيطرتها على كل الحدود دون استثناءات لاحد، ضبط كل النشاطات والاعمال الحزبية ومراقبتها لنصل الى عدم وجود سلاح بيد اي حزب ويكون السلاح فقط لدى المؤسسة العسكرية الوطنية "الجيش اللبناني".

لا شك أن التعقيدات السياسية اللبنانية اوصلت البلد الى الدمار الهائل على الصعيد المالي والمصرفي والاقتصادي والاجتماعي ويستحيل اعادة انقاذ الوطن من هذا الانهيار إذا ما توصلنا الى حل جذري للتعنت السياسي والانانية المفرطة.
نعيش اليوم بين الوباء الصحي والوباء السياسي، ولا يمكن للدولة استعادة سيطرتها بوجود هذا الكم من الاحزاب والتيارات التي تتصارع على حرق ما تبقى من المؤسسات والوطن.
الشعب لم يعد له ثقة سوى في المؤسسة العسكرية، واليوم الجيش اللبناني هو الوحيد المنقذ وبالتعاون وتفهم الشعب وادراكه نستطيع الخروج من هذه الفتنة المذهبية اولاً والسياسية الحزبية ثانياُ وهيكلية الزعماء الاقطاعيين ثالثاً.

الوفاق الوطني الداخلي اصبح معدم لا بل بالأحرى انتهى ولم يعد موجوداً وكأننا نعود الى الحرب الاهلية اقصد الحرب بين الاحزاب والتيارات لاستعادة السيطرة على مناطق تواجدهم اي مربعاتهم الحزبية الطائفية، واخجل بان اقول لا وجود الى لبنان الواحد بل لبنانيات مناطقية محدودة الصلاحيات وأرى بان الظروف اقوى منا والعواصف الاقليمية مزَّقت النفوس والبنية الوطنية ونرى السفينة تغرق بنا جميعاً، لقد سعت الدول الخارجية والاقليمية الى تمزيق الوطن بالتعاون إراديًا او لا إرادياً مع الافرقاء المحليِّون لكي تستطيع الدخول في الشأن العام والسياسي بشكل أعمق.

في النهاية يطرح السؤال وألف سؤال عن الصلة بالاضطرابات الداخلية لدى المواطنين المستقلين والذين يعبرون عن مخاوفهم في السير قدماً الى الهلاك وهل عدنا الى الوراء لعام ١٩٧٥، ليس عسكرياً حتى الان، ولكن النفوس حقدت على بعضها البعض وتتربص بنا الطائفية حتى بحياتنا اليومية والتزاماتنا وهل أصبح الحوار عقيم بين جميع اللبنانيين.

يبرز بين الحين والآخر تحد متبادل بين القومية اللبنانية التي تريد بلدا متحضرا يحكم ذاته بذاته والقومية العربية التي تأخذ بالبلد الى التبعية وهنا تظهر الكيدية السياسية والمصالح الشخصية ويتزعزع الكيان وتبدأ الخلافات بين رافض لعروبة لبنان وبين رافض للبننته غير مبالين بالشعب والمصلحة الوطنية وتراثنا التاريخي.

جغرافيا لبنان يعتبر بوابة الشرق وكان يعتبر سويسرا الشرق. أين هو الآن من كل هذه التسميات، خسرنا كثيرا أبَّان الحرب الاهلية، بعدها عدنا ووقفنا من جديد وبدأنا ننتعش ونعود ولو بالقليل الى ما كنا عليه، كما كنا مثالاً للمجتمعات في التعايش المشترك رغم تعدد الطوائف وهذا نابع من الانتماء للوطن وهذا ما ذكره البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان، الى ان بدأت النزاعات الاقليمية وتفكك الدول المجاورة وراح كل فريق في لبنان يتجه نحو بلد من اجل مصلحته ومصلحة طائفته وعادت النزاعات الى هذا البلد الصغير ولم يعد يعرف طعم الراحة. ان ارادة الشعب اللبناني هي العيش المشترك والمواطنة الحقيقية والانتماء الى الوطن الذي هو لبنان والتشارك مع الشريك بالوطنية واللغة وقبول الآخر.
ان ما نشهده اليوم من تطبيع مع دولة العدو الاسرائيلي خلق نزاعات شديدة بين الدول العربية كما خلق حالة من عدم الاستقرار في المنطقة العربية واصبحت الانظمة كافة مهددة بكيانها وهذا بالطبع ينطبق ايضا على لبنان بسبب الانتماء الى الخارج والبعد عن الوطنية الحقيقية مما زاد في الانقسام الداخلي والتعنت السياسي وكلٌّ يغني على ليلاه.
نتساءل هل العروبة تعني اليسارية ام هي خليط من رأسمالية اشتراكية ظاهرها الحد من الحريات في المجتمعات وتفكيكها؟ هذا مرفوض رفضا قاطعا في لبنان لأننا نريد استقلاليتنا والحفاظ على انتمائنا الى وطننا والحفاظ عليه بلداً سيداً حراً مستقلاً. وُلد لبنان كي يبقى منارة وشمسا ساطعة تنير الكون وملتقى كل الاديان السماوية.

لذا علينا العمل سوياً الى تأسيس دولة جديدة عصرية حضارية دولة مدنية لا طائفية وفصل الدين عن الدولة واتحاد الشعب مع دولته لبناء وطن تتكلم عنه المجتمعات العربية والغربية.

 

  • شارك الخبر