hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - الدكتور شادي نهرا

خط الغاز بين العريش والعقبة ملك شركة اسرائيلية!

الخميس ٩ أيلول ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إن من يعتقد أنه قادر على ابتزاز أمريكا، ليس عليه سوى الرجوع إلى التاريخ الذي يظهر من ظن أنه سجل نقطة في المرمى الأمريكي اكتشف لاحقاً بعد فوات الأوان أن أمريكا هي من سجلت مئات النقاط في مرماه دون أن ينتبه ...

هذا هو حال خطة الكهرباء في لبنان، ففيما انبرى الكثير من المحللين على التأكيد أن تصريح السيد حسن هو من دفع أمريكا مهرولة لإحياء قطاع الكهرباء خوفاً من انزلاق لبنان أكثر إلى المحور الإيراني، فاته

إن أمريكا لا يمكن استفزازها وغاب عنه قاعدة ذهبية، أنه حين تدعوك أمريكا إلى مشروع ذات أهداف وردية، تأكد أنه في آخر الطريق الوردي المرسوم، هناك صدمة كبيرة ممكن أن تؤدي إلى قطع الأعناق، وحين تقوم أمريكا بشن حروب على طرف ما تأكد أنه في اخر الطريق تنتظره مفاوضات واتفاق مع أمريكا ...

فما هو السر وراء خطة الكهرباء تلك.

أولاً تقوم خطة الكهرباء على استجرار الغاز من مصر عبر خط الغاز العربي الذي يربط العريش شمال سيناء بالعقبة في الأردن ثم يتجه إلى سورية فحمص فطرابلس- معمل دير عمار، وقد تم بالفعل تشغيل هذا المعمل في 2009-2010 على الغاز المصري، و لا يزال أنبوب النفط في الجانب اللبناني بحالة جيدة وهو مضغوط بالغاز الطبيعي للحفاظ عليه من التلف.

أما القسم المتضرر فهو في سورية حيث تعرض إلى ست هجمات ارهابية في ريف دمشق من قبل تنظيم داعش، وهو يمر قريباً من درعا عند الحدود السورية الأردنية.

أما بالنسبة لخطوط نقل الطاقة من شركة كهرباء الأردن عبر ما يعرف بمحطات الربط السباعية فهناك أربع أعمدة تعرضت للتدمير في منطقة درعا وتحتاج ما يقارب ثلاثة أشهر لتصليحها لاستجرار الطاقة من الأردن إلى محطة كسارة في البقاع بقدرة لا تتجاوز 400MW.

أما معمل دير عمار سوف يؤمن تقريباً MW 480 ، مع العلم أن خط الغاز ينتهي عند دير عمار ومن الصعب جداً مد أنابيب إلى بقية المعامل كالزهراني لعدة أسباب تقنية دفعت مجلس النواب اللبناني سابقاً إلى الاستغناء عن فكرة أنابيب الغاز واستبدالها ب-FSRU floating storage regasification unit حيث يتم نقل LNG Liquified Natural Gaz الغاز المسال بواسطة السفن إلى محطات عائمة في البحر وإعادة تفويزه وضخه إلى المعامل : دير عمر ، الزهراني و سلعاتا كما كان مقرراً في خطة الكهرباء ...

إذاً معمل دير عمار سيؤمن تقريباً 500 MW، ومحطة التحويل في كسارة عن طريق خطوط النقل من شركة الكهرباء الأردنية سوف تؤمن حوالي400MW، إضافة إلى تحويل المازوت من العراق إلى معمل الزهراني الذي سيرفع الإنتاج 400 MW، وfuel oil من العراق إلى معملي الذوق والجية لرفع الإنتاج تقريباً 400MW، أي أن القدرة الكاملة ستكون حوال1700 MW أي تقريباً نفس الكمية التي كانت تنتج قبل 2019, أما حاجة لبنان هي 3 GW لتأمين الكهرباء 24/24.

- كيف سجلت أمريكا النقاط من خلال خطة الكهرباء?

منذ الثورة في مصر تعرض خط الغاز المصري في العريش إلى ثلاثين عملية تخريبية، من قبل البدو في شمال سينا وجماعة أنصار بيت المقدس كما يقال ... إلا أن الإعلام الإسرائيلي كان يسلط الضوء على هذه العمليات ليثبت للعالم أن مصر طريق غير آمنة ولدفع الأردن إلى الاعتماد على الغاز الإسرائيلي من حقل ليفياثان أكبر حقول الغاز الإسرائيلية في البحر، عبر انشاء خط غاز من إسرائيل إلى الاردن يبلغ طوله حوالي 23 كم. وبالفعل نجحت إسرائيل في ذلك ففي 2016 وقع الأردن اتفاقية بين شركتي الكهرباء الوطنية الأردنية (نيبكو) ونوبل إنرجي الأميركية لاستجرار الغاز من حقل ليفياثان على سواحل البحر المتوسط وتنص الاتفاقية على تزويد الأردن بنحو 45 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي الإسرائيلي، بقيمة عشرة مليارات دولار على مدار 15 عاما، اعتبارا من الأول من يناير/ كانون الثاني 2020 ومن المتوقع أن تتضاعف كمية الغاز المقرر بيعها من ليفياثان إلى 60 مليار متر مكعب من الغاز تقريبا على مدى 15 عاما، وتستورد الحكومة الأردنية نحو 95% من احتياجاتها من الطاقة مع تزايد الطلب على الكهرباء سنويا بمعدلات تدور بين 6 و7%. وتقوم شركة الكهرباء الأردنية باستيراد 40% من حاجة الشركة من الغاز الطبيعي المسال لتوليد الكهرباء من إسرائيل وتستورد الباقي من مصر عبر خط غاز العريش العقبة.

- تمكين إسرائيل من القبض على القصبة الهوائية للبنان

في أول أكتوبر 2018، أعلنت هآرتس أن شركة دِلِك الإسرائيلية اشترت 39% من أنبوب شرق المتوسط لتصدير الغاز الإسرائيلي من عسقلان (إسرائيل) إلى العريش (مصر). وأضاف الخبر، بدون تفاصيل، أن دِلِك اشترت أيضا خط الغاز العربي الذي يربط العريش (مصر) بالعقبة (الأردن) . وفي 5 أكتوبر، وقعت مصر اتفاق لتصدير الغاز المصري إلى الأردن، من العريش للعقبة، الذي لا يتم إلا عبر خط الغاز العربي.

فكيف يمكن للبنان الاعتماد على خط غاز تملكه شركة إسرائيلية!!! أو من يعلم إذا كان الغاز الذي سوف يباع للبنان هو نفسه الغاز الذي يمر من إسرائيل إلى مصر عبر خط غاز عسقلان العريش!

أما إذا كان هذا الكلام عار من الصحة فمن يضمن عدم قيام إسرائيل من بعد استكمال مشروع الكهرباء المدعوم من البنك الدولي بعمليات ارهابية في هذا الخط (العريش العقبة) وبالتالي إجبار الاردن على الاعتماد الكامل على الغاز الإسرائيلي ، عبر خط غاز إسرائيل الأردن ، لتوليد الكهرباء وبالتالي تسليم القصبة الهوائية للأردن ولبنان للقبضة الإسرائيلية, أو عبر الضغط على الأردن بالكثير من الأمور كقطع المياه عن الأردن أو ضم غور الاردن وإنشاء المستوطنات أو عبر دعم الانقلابات كما حدث مؤخراً وتبين أن الانقلاب الفاشل الأخير في الأردن كان وراؤه رجل أعمال إسرائيلي .

من المؤكد أن حزب الله لن يقبل بذلك، ومن غير المستبعد أن الحزب يدرك هذه الأمور، إلا أنه سوف يسير في الخطة لأخذ ما هو بحاجة إليه من الخطة، ألا وهو عودة العلاقات اللبنانية السورية إلى طبيعتها ومن ثم يعمد الحزب إلى فتح ملف الغاز الإسرائيلي التي سوف يسلط سيف إسرائيل على لبنان

وبالتالي إلغاء المشروع وبذألك تكون أمريكا قد نجحت مجدداً بتسجيل نقاط عديدة بعد أن ظن الكثيرون أن حزب الله هو من سجل نقطة لأنها وضعت الحزب مجدداً في مواجهة الشعب اللبناني وابقت الحصار سارياً ...

  • شارك الخبر