hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - زينة منصور

ترامب وبايدن والحظوظ المتقاربة

الأحد ٢٥ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 10:17

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

الأجواء صاخبة في الولايات المتحدة التي تعيش خلافات حزبية غير مسبوقة وذلك على مسافة 8 أيام من الانتخابات الرئاسية. تعددت ردود الفعل وتنوعت المواضيع وقضايا المواجهة في المناظرة الأخيرة بين المرشحين للرئاسة الأميركية، الرئيس الحالي دونالد ترامب والمرشح الديموقراطي جوزيف بايدن. إذ بقي كل مرشح متمسك بمواقفه من قضايا التعليم والصحة والتجارة والوظائف والعلاقات العرقية والهجرة والضمان الاجتماعي.
وضعت هذه المناظرة ترامب وبايدن وجها لوجه ضمن السباق الرئاسي للفوز بالولاية الرئاسية الجديدة. تابع الناخب الأميركي مرشحين للرئاسة قريبين لكنهم مختلفين حول قيادة البلاد إلى أن يحسم امره في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر. هي مناظرة مهمة إستطاع الاميركيون الإستفادة من فحواها وأدركوا بوضوح توجهات كل من المرشحين ضمن محاولات الساعات الأخيرة للتأثير في قرارهم.

منازلة حامية

لم تتضمن المناظرة الكثير من الهفوات من قبل المرشحين. فتبادل الطرفان الهجوم ترغيبا وترهيبا لاستمالة الناخبين في منازلة حامية، سرعان ما انصرفت بعدها الأنظار الى نتائج استطلاعات الرأي التي أتت متضاربة بين تقدم كل من ترامب وبايدن. المواجهة ركزت على قضايا الامن والصحة ومواجهة جائحة كورونا. كلا المرشحين حاولا ان يستقطبا جزءا من قاعدة المرشح الاخر وفئة المترددين او المستقلين ونسبة من الاميركيين من أصل افريقي في كثير من الولايات.

بايدن وكورونا

كان الرئيس الأميركي يعول على الاقتصاد الاميركي لحسم الانتخابات إلا أن جائحة كورونا التي عصفت بقوة في الاقتصاد الأميركي اعادت خلط الأوراق. حاول ترامب في المناظرة الاخيرة ان يستفز بايدن مراراً آخذاً عليه أنه لم يقدم شيئا لأميركا حين كان نائبا للرئيس باراك اوباما. فهرب بايدن الى تحميل أوباما مسؤولية ولايته الرئاسية وشنٌ هجوماً مضاداً على منافسه وأحرز تقدماً فيما يتعلق بإدارة أزمة جائحة كورونا.
الطرفان لم يتوقفا بعد المناظرة عن مواجهة بعضهما. فكتب دونالد ترامب في تغريدة له أن بايدن لم يحترم أوباما وكان يكرر بانه نائب الرئيس. في حين أصر بايدن التركيز على رسالة أساسية مفادها أن الرئيس الأميركي فشل بإدارة ازمة كورونا. وقدم بدوره ملامح لخطة يمكنها ان تخرج البلاد من هذه الازمة. وكرر موقفه انه لا يريد اغلاق البلاد انما يريد القضاء على الفايروس.

خطف الاضواء

أراد بايدن ان يقلص من حظوظ الرئيس ترامب وأن يخطف تركيز وسائل الاعلام والاضواء المسلطة عليه. فقال لست موجوداَ في الشارع في حملتي الانتخابية واكتفي بالخطابات وغير موجود بين الجموع في المناسبات الانتخابية بسبب الوباء، معتبرا ان ترامب يتلاعب بأرواح الناس المشاركين في المناسبات الانتخابية المكتظة في الولايات المتأرجحة ضمن جدول انتخابي مزدحم. ركز بايدن من جهته على قاعدة الحزب الديموقراطي وعلى كل التيارات في حزبه من أجل ان يضمن انهم سيصوتون له وان الكابوس الذي جرى عام 2016 بتراجع دعم القواعد الناخبة من الحزب الديموقراطي لهيلاري كلينتون لن يحدث مجددا عام 2020.

ترامب وخسارة جولة

على عكس بايدن، يخوض ترامب جولته الانتخابية وسط جموع الناخبين وهو يظهر متكلما امام الحشود الكبيرة في الولايات الأكثر حسماً. ويدعو الناخبين في الولايات الحساسة والمحورية الى إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثانية. وبعد حصيلة وفاة 220 ألف أميركي جراء فايروس كوفيد19, يخاطب ترامب الاميركيين بصفته عانى من هذا المرض هو وزوجته. إذ يؤكد لهم حزنه لخسارة أي أميركي توفي نتيجة الوباء، مكرراً تطميناته بأن لا يخافوا ويعد الاميركيين باللقاح. لكن هذا بالنسبة للديموقراطيين غير كاف إنما عليه التأكيد انه سيعيد الاميركيين الى أعمالهم.
بعض المراقبين يعتبرون ان ترامب خسر المناظرة فيما يتعلق بهذه الجزئية وبدعم السود، لكن رهانه الأكبر ان ينال دعم البيض ذوي الشهادات الجامعية بنفس الحماس الذي اظهروه في العام 2016 وان يحظى بثقة وحماس مناصرين له في فلوريدا وبنسلفانيا.

ترامب والسلام

لم يتحدث ترامب للناخب الأميركي في مناظرته الاخيرة عن اتفاقات السلام بين الدول العربية وإسرائيل لضيق جدول المحاور، لكنه كرر في خطاباته أنه الرجل القادر على صناعة السلام وان أي من الرؤساء السابقين لم يتمكن من ابرام اتفاقات سلام مماثلة بين الجانبين. وتحدث في مواضيع داخلية تصب في صلب اهتمام الناخب الأميركي. فركز على الضمان الاجتماعي ونظام الرعاية الصحية ونظام التقاعد لكبار السن. وقدم حجة قوية بأن بايدن لم يتمكن من إصلاح الأمور خلال 47 عاما من ممارسة السياسة وخلال 8 سنوات في البيت الأبيض. وكان هجومه ناجحاً لم يتمكن بايدن من وقفه إلا بالقول "اوباما كان الرئيس الفعلي للبلاد وليس أنا".

مجلس الشيوخ

المعركة على مستوى مجلس الشيوخ لا تقل ضراوة عن تلك التي تدور على مستوى منصب الرئيس ونائبه. يواجه بعض أعضاء مجلس الشيوخ تحديات كبيرة لإعادة الفوز. يخوض 35 من أعضائه الحاليين انتخابات التجديد ويأمل الجمهوريون الاحتفاظ بالغالبية في المجلس القادم بينما يأمل الديموقراطيون تعديل الكفة لصالحهم.
يتعرض الجمهوريون في الكونغرس بمجلسيه وفي مجلس الشيوخ تحديداً لانتقادات الديموقراطيين بأنهم سمحوا للرئيس بان يفرض الولاء له كرئيس بدلا من الولاء للفلسفة الجمهورية. برغم أن السياسة الخارجية من صلاحيات البيت الأبيض لكن الدستور الأميركي يخول مجلس الشيوخ صلاحيات في مجال تحديد السياسة الخارجية. وقد أكد الرئيس ترامب مرارا أنه رجل يصنع السلام بإشارة الى ملف رفع السودان عن قائمة الدول الداعمة للإرهاب والاتفاق مع الخرطوم على السلام والتطبيع مع اسرائيل.

صلاحيات الشيوخ

يمثل دور الكونغرس في ملف العلاقات الخارجية مع دول مثل السودان وإسرائيل نموذج لتلك الصلاحيات. فإذا كان للرئيس صلاحيات واسعة في مجال ابرام المعاهدات مع الاطراف الدولية، فإن لمجلس الشيوخ صلاحية المصادقة عليها او رفضها. ويتمتع الجمهوريون بأغلبية طفيفة في المجلس الحالي الكونغرس فيما يخوض المرشحون الى مجلس الشيوخ من الحزبين معركة ضروس في الولايات التالية: تكساس، جورجيا، كارولاينا الشمالية والجنوبية وميشيغن.

5 مقاعد حاسمة

ومن المتوقع ان يؤثر مجلس الشيوخ على السياسة الخارجية للإدارة الجديدة سواء احتفظ الجمهوريون بغالبيتهم فيه ام تمكن الديموقراطيون من تعديل كفتهم. تبدو معركة الحزب الجمهوري صعبة لأنه يتعين عليه الدفاع عن 23 مقعداَ يشغلهم حاليا من ضمن 35 مقعداً موضع التنافس مقابل 12 مقعدا للديموقراطي. المعركة على مقاعد مجلس الشيوخ أكثر ضراوة في ولايات سبعة يتقارب فيها حظوظ المرشحين كما تظهر استطلاعات الراي. هذه الولايات الـ 7 يخوض فيها الجمهوريون معركة شديدة. وهذا يضع عدد من مرشحي الحزب الجمهوري في موقع الحائر فهم إذا اقتربوا من حملة ترامب يخسرون أصوات الوسطيين وإذا ابتعدوا يخسرون أصوات الداعمين.
السيناريوهات المتوقعة لنتيجة التجديد لكل المقاعد ال 35 لمجلس الشيوخ تقول إنه في حال حصل الديموقراطيون على 5 مقاعد فهم سوف يسيطرون على مجلس الشيوخ للسنوات الأربعة القادمة.

أوباما وساندرز

يتجند الديموقراطيون البارزون والمؤثرون لدعم جوزيف بادين ومن ضمنهم برني ساندرز والرئيس أوباما الذي يعود إلى ولاية فلوريدا في ميامي بعد ساعات في مناسبة انتخابية. وبالتزامن أطلق بايدن مجموعة من التصريحات وجهها للتيار التقدمي في حزبه خاصة فيما يتعلق بالتغير المناخي في محاولة لخطب وده إذ أعلن أنه "لا يريد منح الدعم الفيدرالي لشركات النفط لأنها تساهم في التلوث والتغير المناخي وسيركز على دعم الطاقة البديلة النظيفة".

استطلاعات الرأي

ذكر استطلاع رأي قامت به شبكة "سي ان ان" بعيد المناظرة أن 53% ممن تابعوا المناظرة اعتبروا ان بايدن رجل المرحلة المقبلة الذي سينقذ البلاد من براثن كورونا ويصحح سياسات الهجرة والصحة والعلاقات العرقية، بينما 39% يميلون لصالح دعم الرئيس الأميركي. هيئات أخرى اجرت الاستطلاعات وخلصت الى ارتفاع أسهم الديموقراطي بايدن على حساب الرئيس الجمهوري ترامب.

المعركة حامية وتتقارب حظوظ المرشحين فيها ويتنافس المرشحان على أموال التبرعات والدعاية. كان هناك قصور في تمويل الحملات الانتخابية من قبل الجمهوريين ونجح الديموقراطيون بجمع نسب أكبر من أموال الدعاية. تبقى مسألة الأموال مهمة والحزب الديموقراطي يوحي للأميركيين انه يسيطر على سير الأمور رغم قوة ترامب الطاغية.

  • شارك الخبر