hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - حبيب افرام

بين الذاكرة والنضال... ماذا نفعل؟

الثلاثاء ٢٦ نيسان ٢٠٢٢ - 08:37

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

تدرك انك في ازمة حين تكثر الاسئلة دون ان تكون متأكدا من اي جواب. تسأل نفسك ، انت الذي حمل نبض قضية شعبه ومصير مسيحيي الشرق، انت الذي يكاد اليأس يحتلك، بعد الخيبات والانهيارات والازمات في كل من لبنان وسوريا والعراق، وبعد سقوط مفهوم الدولة والعدالة والمواطنة والمساواة والحريات والكرامة، وبعد تصاعد الاحتلالات والارهاب والتكفير، ماذا بعد؟
ماذا يعني ان تغوص في الذاكرة؟ مئة وسبع سنوات؟ كانت ابادة، مجزرة، اقتلاع، تهجير، ضد شعوب اصيلة بقرار رسمي من السلطنة العثمانية ، نحييها من اجل الحقيقة، من اجل عظام الاجداد، من اجل اعتراف تركي واعتذار - ولو انه لن يأتي مطلقا، من اجل هويتنا وايماننا، من اجل ان يتضامن هذا العالم الغافي معنا.
لكن، ثم ماذا ؟ لقد خسرنا الارض والشرق. نصدر كتبا، نشيد نصبا، نقيم ندوات محاضرات تجمعات مسيرات، في كل مدن الدنيا، ننشد اغان، نكتب قصائد ومقالات، ننشر وعيا، نعزز الانتماء، لكن هل هذا يكفي؟
ام اننا بحاجة الى فكر جديد، الى وثبة مختلفة، الى عقل من خارج المألوف؟ ومن قال ان لجراح التاريخ حلا؟
هل يمكن ان نحلم بعد ، بشرق آخر جديد ؟ بان يبقى على هذه الجغرافيا مساحات حرية لكل انسان، لكل جماعة، وقيمة مضافة لكل تنوع وتعدد؟ صعب جدا. لان عقولا احادية الغائية تحكم او تهيمن نخرها التعصب والتسلط والعشائرية والمذهبية الفاقعة، ولا تكترث لاي قيم.
وهل يمكن ان نستمر في الاغتراب، في بلاد الله الواسعة؟ الى اي جيل؟ ومن سيحمل شعلة الهوية الاثنية والدينية واللغوية والوطنية؟ غبار. لن يبقى لنا اثر .
هل نحن قضية خاسرة؟ وعلينا الاعتراف بذلك، ونقاوم من حلاوة الروح ، وننتظر الاجل؟ وهل نحن فهمنا اننا طلبنا المستحيل حين حلمنا بالامن والحرية والكرامة في اوطاننا؟ وانه افضل لاجيالنا، ألف مرة، ان تذوب في الغربة على ان تذبح هنا ، على ان تكون حطب حروب الجهل.
ها انا اعلن ان لا حلول، حتى في لبنان الذي توهمنا انه الواحة. لا بارقة ضوء لا من كنائسنا ولا من احزابنا ولا من مؤسساتنا. المرارة ان صراعات النفوذ اقوى منا كلنا، ستهمشنا وتلغينا مع الايام، وان رياح العولمة ستقتلع الهويات الصغيرة المرتبكة، والمتخيلة حتى، ولن ينفع لا امم متحدة ولا عالم حر ولا حقوق انسان ولا قوى ديموقراطية ولا مجتمع دولي!
ومع كل ذلك، ورغم كل ذلك، نحن، في ما بقي من عمر، نحفر في ذاكرتنا ونبقى على اهبة نضال ما، ربما اجيالنا الاتية تخترع لنا ما هو سر وسحر، وتكسر كل المحرمات.
المجد للدم للشهداء، اسما اسما وجها وجها، العار كل العار للسيف الذي ذبحنا وما زال!؟

كلمة حبيب افرام في الندوة الافتراضية التي اقامتها الرابطة السريانية في الذكرى ١.٧ لمجازر سيفو.

  • شارك الخبر