hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - العميد المتقاعد طوني مخايل

بلَّش الموسم

الثلاثاء ٢٢ حزيران ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

كما للزراعة وللسياحة وللرياضة وللصيد وغيرها من النشاطات مواسمها هنالك في لبنان موسم للإنتخابات النيابية يتجدَّد كل أربع سنوات اذا لم يطرأ أي ظرف لتأجيلها وقد بدأت التحضيرات لإنتخابات أيار ٢٠٢٢ قبل أوانها المعتاد في المواسم الماضية بإعتبار أن ظروف البلاد إستثنائية ودرجة الوعي عند الشعوب اللبنانية قد إرتفعت مما يستدعي وقتاً أطول وجهداً أكبر لحصد النتائج التقليدية القديمة.
تنتهج الطبقة السياسية في لبنان خلال الموسم الإنتخابي مساراً منظماً ومحدداً بدقة نتيجة خبرة طويلة وإمكانيات وفيرة لحشد الناخبين، وينقسم هذا المسار الى عدة مراحل وبعناوين مختلفة وكل واحدة منها تتوجه الى فئة معينة من الجمهور وهي على الشكل التالي:
-المرحلة الأولى: تُدعى (الارتداد الى الإيمان) وتتوجه الى الغيارى على الدين عبر إعادة شد العصب الطائفي والمذهبي بحجة حماية الحقوق وتثبيت الوجود وضمان مستقبل الطائفة وذلك عبر التهويل بالإنهيار الأمني الشامل مستعملة الأحداث الصغيرة المتتالية(عبوة غير معدة للإنفجار، مشاكل اطلاق نار فردية، حوادث سرقة واعتداءات على المواطنين...) يقابل هذا التخويف تصوير مثالي لبيئة ومنطقة الطائفة كملاذ آمن بديل يقيهم شر الويلات الآتية.
المرحلة الثانية: تُسمى(الأفواه الجائعة) وتذهب صوب الفقراء والمعوزين وفي هذا الجزء تلجأ هذه المنظومة الى التهديد بالإنهيار الاقتصادي عن طريق غلاء الأسعار أو تقنين المواد المعيشية الأساسية أو حتى إخفائها كلياً من الأسواق ويلاقي هذا التهويل حفنة من المساعدات المالية والكراتين الغذائية تُقدمها هذه الطبقة.
-المرحلة الثالثة: عنوانها (العقول الجامحة) ووجهتها أصحاب الفكر والدخل المادي المقبول التي لا تؤمن بمقولة "يا غيرة الدين" ولا تُقاد بحفنة من المال وتُستعمل مع هذه النوعية وسيلة الترغيب بالسلطة والمال المناسبين على مبدأ "لكل إنسان ثمنه" وبهذه الطريقة تتروض هذه الفئة وتنضم الى سابقاتها.
المرحلة الرابعة: لقب هذه المرحلة (الرؤوس الحامية) أي الذين لا تنفع معهم الأساليب المذكورة سابقاً فتقوم المنظومة السياسية بترهيبها عبر إستبعادها عن المناصب العامة والخاصة اذا استطاعوا وقد تصل الى مستوى التهديد الجسدي.
المرحلة الخامسة: وهي تُعتبر أُمُ المراحل في ترتيبها النهائي وفي أهميتها وتُسمى(التحالفات الهجينة) وفيها تقوم المجموعة السياسية بعقد تحالفات وتركيب لوائح إنتخابية موسمية
مشتركة فيما بينها بغض النظر عن الإختلافات في الاستراتيجية والمبادئ التي تؤمن بها ما قبل الموسم.
إن نسبة ما يتم تجميعه من هذه المجموعات المستهدفة واللوائح المشتركة على كامل أعداد المقترعين كافية لحصد الأصوات والفوز بالانتخابات أما الشريحة الباقية خارج السيطرة والتي تكون عاجزة عن قلب الموازين ستُشكل بالنسبة للمنظومة السياسية أثناء الانتخابات عامل إيجابي لناحية تقديمها كصورة مثالية عن ديموقراطية وشفافية عملية الاقتراع في لبنان تجاه المجتمع الدولي.

ملاحظات:
١- قد يأخذ مسار هذه المراحل نمطاً متوازياً وفقاً للظروف والإمكانيات.
٢- ليس بالضرورة أن يتَّبع تنفيذ المراحل التسلسل الرقمي المذكور أعلاه فالإمكانيات والظروف هي التي تُحدد التوقيت.
٣- يجوز لبعض المواطنين أن ينتموا الى عدة مجموعات في الوقت نفسه وبالتالي سيكونون للإستهداف في عدة مراحل.

  • شارك الخبر