hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - جورج عبيد

اوقفوا القرار واتركونا نعيش

الأربعاء ١١ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 23:30

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليس صحيحًا أننا أمام أزمة أسرّة في المستشفيات، كلّ ما في الأمر أن المستشفيات تعيش أزمة صاعقة بينها وبين وزارة الصحة والضمان وشركات التأمين يدفع ثمنها المواطنون، وقد تبيّن ومن دون مواربة بأنّ المريض بكلّ أنواع الأمراض ومنها الكورونا حين حين يحضر مع ماله تحضر الغرفة توًّا مع السرير.

بات لزامًا أن نعرف بأنّ المشكلة ليست بنت ساعتها، إنها قديمة جدًّا، وقد حدثت معي ومع سواي. أحضر مالك تسهل أمورك. والأزمة الحالية ناتجة من أنّ المستشفيات تمارس الكذب والتزوير بفعل تسجيل الوفيات الناتجة عن أمراض عديدة بأنّ سببها الكوفيد-١٩. هذا حدث مع العديدين والدولة لم تتحرك. وسبب التسجيل عائد إلى ارتباط المستشفيات بمنظمة الصحة العالمية التي تعينهم ماليًّا وهي تدفعهم إلى تزوير الحقيقة ليس على مستوى الوفيات بل الإصابات.

هل تعلمون بأن أحد الأشخاص ذهب إلى أحد المستشفيات في بيروت بهدف إجراء ال PCR  فلم يصبر حتى يأتي دوره فخرج ليتصلوا به في اليوم الثاني ويقولوا له: لقد صدرت نتيجتك ومعك كورونا، اسنغرب الرجل بشدّة وقال لهم كيف يمكن تصدر وأنا تركت ولم أجر الفحص؟

نعم يا سادة يا كرام لسنا أمام أزمة أسرّة، نحن أزمة أخلاق واضحة، فحين تتلاشى الأخلاق والقيم، تفقد الإنسانية ذاتها فيتحوّل الإنسان إلى ذئب مفترس لا همّ له سوى نهش لحم طريدته. المستشفيات بمعظمها لا همّ لها سوى نهش لحومنا، والدولة تساندها لأنها لا تملك مالاً لتفيها حقوقها فتحتجب مع المستشفى خلف الكورونا وتغلق البلد في زمن الأعياد الذي يبدأ من الآن،  فيخسر البلد حركة وإنتاجًا، وتربح المستشفيات على الأقل أموالا من منظمة الصحة العالمية تحت ستار العدد المتفلّت من الإصابات فيما الحقيقة تجافي المقول.

لا أنفي وجود الكورونا إنه كائن غير مرئيّ يقتحمنا عنوة ككل الكائنات غير المرئيّة. معظم الفيروسات كائنات منها ما يرى ومنها ما لا يرى.. لكنّ الكورونا أعطي حجمًا أكثر ممّا يستحقّ وأكثر ممّا نتحمّل. جعلوا له وظيفة محدّدة ليمنعونا عن الحياة والجمال ويشلحونا في الجماد. البارحة إحدى الجهات أوصت بإيقاف الغناء، لأنّ المغني أو المغنيّة حين يغنيان يتصاعد من فمهما الرذاذ. يريدون وضعنا في القرف لكي نموت منه من بعد ما نقرف من جمال الصوت وروعة الأداء. إنهم يقودون العالم كلّه ومنه لبنان إلى الجنون، إلى مجتمع مليء بالعقد النفسية، إلى مجتمع يتخبّط بمجموعة انهيارات قاسية وسحيقة.

عالم الكوفيد وما بعده عالم الموت من بعد جنون، عالم قائم على الفردانيّة وليس على تماسك مجتمعيّ عالم الماسكات وليس عالم الحقيقة عالم يتحوّل من التخالط والتماسك إلى التباعد والتشرذم، عالم يتحوّل من بهاء الإنسانيّة إلى اللاإنسانية المطلقة، عالم يتحوّل من الطبيعة البهيّة للإنسان إلى طبيعة ذئبيّة فيها يصير كل واحد آلة موت بوجه الآخر فيستدعي ذلك التباعد. أما آن لنا أن نفهم؟! إحفظوا الدليل بأنهم حولّوا مآتمنا إلى رقصات موت وليس إلى نشائد قيامية يستحبّها أهل المشرق وهي جزء من عاداتهم الطيبة والمباركة، وأسقطوا قيم التعازي القائمة على التعاطف والتعاضد وهذا لجعلنا نحيا في الموت وليس على الرجاء وهذا ما يجب أن نثور عليه.

هل نحن أفضل من سوريا ومصر؟ لقد عادت الحياة في الدولتين إلى طبيعتها، وعلمنا بأن نشاط الفيروس قد تلاشى. يا جماعة الخير، الحجر في البيوت يفقد الإنسان مناعته، لبس الماسك لمدة طويلة يضرب الأوكسيجن في الدماغ وماذا بعد؟ حين يفقد الإنسان مناعته تسهل على الأمراض اقتحامه والموت افتراسه. مصدر المناعة الدماغ والأعصاب. والدتي رحمها الله لمّا أصيبت بالألزهايمر فقدت مناعتها بفعل اتّلاف الخلايا الدماغيّة. هل تعلمون أنّ قوّة المناعة تجيء من الطبيعة والهواء والحجر والشجر والحيوان أحيانًا، هل تعلمون أن التواصل البشريّ القائم على المحبّة والأخوة مصدر لمناعتنا؟ هل تعلمون أن ثلاثة أرباع الأمراض نتلاشى بهذه المناعة عينًا؟ هل علينا ان نفقد المصافحة والعناق والقبل لان هناك من يريد ان يغيرنا ويرمينا في الصحراء؟

لا تسمحوا أن نكون تحت هيمنة منظمة الصحة العالمية لقد وضعت لموت الانسان. فيها تتخالط مجموعة مصالح نتنة لتدمير العالم وعليها تتنافس الشركات في سبيل إنتاج اللقاح وجني الأرباح. هذا ما يريدونه.

فخامة الرئيس أرجو منك تعديل القرار. إنه يرمينا في الخوف في زمن الأعياد الآتية. أرجو منك إيقاف هذه المهزلة. نحن نموت من الفاقة والعوز فهل العدل أن نغلق البلد في اللحظة التي نتهيّأ فيها للعيد؟

السنة الماضية حرمنا من الميلاد بسبب ثورة ١٧ تشرين. معظم البلدات والمدن لم تكتس ثوب العيد بسبب الثورة، حرمنا هذه السنة عيد الفصح بسبب الكورونا فهل المطلوب السنة ان نحرم من العيد ومن فرحه على الرغم من العوز. المسيح يولد سلامًا لنا فرحًا للحزانى حياة لمن فقدوا نعمتها خبزًا لمن ليس عنده خبز فهل نسمح للكورونا بأن تتغلّب عليه؟

  • شارك الخبر