أما وقد انتهى انتخاب اللبنانيين المنتشرين في العالم، لا بدّ لنا بالإعتراف أنه وعلى الرغم من كل التحديات والمخاوف والشكوك التي عاشها اللبنانيون مقيمون ومنتشرون منذ بدأ الحديث عن الإنتخابات في الخارج على أساس الدائرة الـ 16 أو الأقضية في لبنان، وصولًا إلى طرح الثقة بوزير الخارجية الدكتور عبدالله بو حبيب، جرت الإنتخابات في 37 دولة ينتشر فيها اللبنانيون، بكل ديمقراطية واحترافية وشفافية... فالشكر أولًا للبنانيين المنتشرين الذين بمشاركتهم أكدوا على انتمائهم لوطنهم الذي هُجروا منه عنوة، ومن أجل مستقبل أفضل ومن أجل أن ينعموا بالإستقرار المنشود والذي لم ينعموا به في بلد بتنا نقول عنه وللأسف أنه لن يعرف الإستقرار يومًا... والشكر طبعًا لكل من عمل وساهم في نجاح هذا اليوم أو اليومين الإنتخابيين حيث ينتشر اللبنانيون الذين ما زالوا يأملون بأن السلام والآمان سيعودان يومًا إلى وطنهم. ومَن اقترع أمس في عالم الإنتشار إقترع من أجل لبنان ومن أجل أن يعود يومًا إليه ليعود إلى عائلته وأصدقائه وأرض أجداده.

سؤالان لا بدّ من طرحهما بعد هذا الإمتحان الذي تمّ بنجاح، إذا نظرنا إلى الأعداد التي شاركت في العملية الإنتخابية وليس إلى نسبتهم. المشاركون كثر وكان بالإمكان أن يكونوا أكثر فلماذا تخلّف حوالي نصف المسجلين عن المشاركة؟ سؤال لا بدّ من طرحه لإيجاد الجواب عليه. ولكن ما حصل بالأمس لا بدّ من تشجيع المنتشرين لمشاركة أكبر وللمغتربين للعمل لتجديد جوازات سفرهم أو للعمل بجدية لاستعادة جنسيتهم إذا كان فعلًا لبنان في صلب اهتماماتهم.
والسؤال الثاني موجّه الى الدولة وإلى أصحاب القرار فيها... لماذا وبعد العملية الإنتخابية الناجحة لا تُفرز صناديق الإقتراع حيث هي في الأقلام وبإشراف السفير اللبناني والدبلوماسيين الذين يعاونونه وبحضور المراقبين ومندوبي الأحزاب والهيئات المعنية؟

طبعًا هذا يتطلب الكثير من القوانين والتشريعات لكي يتحقق، ويجب العمل ليتحقق هذا الموضوع تفاديًا لأخطاء قد تحصل خلال أسبوع ولشكوك لا تخلو الإنتخابات، أية انتخابات منها، خصوصًا إذا كانت فترة اسبوع هي التي تفصل بين انتهاء العملية الإنتخابية ونقل الصناديق بالطائرات الى لبنان ووضعها في مصرف لبنان لتُفرز بعد انتهاء انتهاء الإنتخابات في لبنان.
ويبقى الأمل بلبنان الرسالة ليقوم وينهض بتكاتف أبنائه وتعاونهم من أجل غد أفضل ومستقبل أفضل... ولم يُخطىء من رفع شعارًا في الخارج "صوّت من أجل أولادك".