hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - شادي نشّابة

الولايات المتحدة الاميركية و تاريخ الصراعات

الأربعاء ٢٧ كانون الثاني ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من يتعمق في تاريخ الولايات المتحدة الاميركية يعرف ملياً ماذا يجري اليوم هناك، وماذا يُمكن أن يحدث. ويتّضح جلياً أن الذي يحصل ليس نكافاً ترامبياً بل نكاف على هوية اميركا. فبحسب المؤرخ والكاتب الاميركي والتر راسل، ان من يصنع سياسة اميركا اربع عقائد وهي: الهاملتانية (ألكسندر هاملتن)، الويلسونية (وودرو ويلسون)، الجيفرسونية (توماس جيفرسون) والجاكسونية (أندرو جاكسون).

ألكسندر هاملتن

هو أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، عمل كمستشار للجنرال جورج واشنطن إضافة إلى انه كان محارباً ثورياً في فرقة المدفعية، كان مفسراً وداعية للدستور الأميركي، فضلاً عن كونه مؤسس النظام المالي للبلاد، والحزب الاتحادي، وصحيفة نيويورك بوست. يؤمن بالتجارة وأراد البناء على تاريخ بريطانيا العظمى، ويعتبر ان بناء قوة عسكرية رائدة ستحمي مصالح اميركا.

وودرو ويلسون

هو سياسي وأكاديمي أميركي، شغل منصب الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة. كان ويلسون من الحزب الديموقراطي وترأس جامعة برينستون وكان حاكماً على ولاية نيوجيرسي، وكان خلال رئاسته أحد أهم رموز الحركة التقدمية في البلاد، وقاد البلاد خلال الحرب العالمية الأولى، وكان منهجه السياسي خلال تلك الفترة معروفاً باسم الويلسونية. وكانت تعتمد سياسته على القيم الاساسية اي الديموقراطية، حقوق الانسان والرأسمالية، ونهجه يبني على تعزيز التحالفات مع العالم الخارجي.

يَعتبر ويلسون ان نشر قيم الديموقراطية وحقوق الانسان ستلعب دوراً في حماية مصالح بلده. ويُعتبر ويلسون أحد مؤسسي مجلس الامن الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة الصحة العالمية، إذ يَعتبر انه من خلال تلك المنظمات ستتمكن اميركا من نشر العولمة والسيطرة على العالم.

هذا الفكر تم اعتماده طوال الفترة الممتدة بعد الحرب العالمية الاولى من الحزبين الجمهوري والديومقراطي، إذ كان بوصلة المؤسسات الاميركية واستراتيجية تكاملية تختلف في التكتيك ولكنها كانت سياسة موحدة، حتى مجيء دونالد ترامب حيث بدأ يعارض هذا النهج بوسائل مختلفة.

توماس جيفرسون

هو أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، وثالث رئيس لها. كان متحدثاً باسم الديموقراطية،، نادى بمبادئ الجمهورية وحقوق الإنسان، وكان له تأثير عالمي.

كان لا يؤمن بفرض الديموقراطية حول العالم ولا بفرض الاقتصاد، وبالتالي هو ضد الاقتصاد المعولم وضد فرض السياسات الخارجية حسب مصالح الشركات الكبرى، وكان شديد التأييد لتعزيز القيم الداخلية في اميركا. إضافة الى ذلك يعتبر جيفرسون ان التدخل الخارجي قد يُهدد الامن القومي الاميركي لأنه يعتبره كلعبة بوكر العنكبوت.

أندرو جاكسون

رئيس الولايات المتحدة الأميركية السابع. كان قائد القوات الاميركية في معركة نيو اورليانز عام 1815. اشتهر بالصرامة. وبعد الحرب درس القانون. نجح في انتخابات الرئاسة سنة 1828 وانتخابات سنة 1832 وقام بتأسيس الحزب الديموقراطي.

جاكسون أول رئيس أميركي يولد من عائلة ليست غنية، حيث لم يكن يمتلك ثروة ولا حتى ارتاد الجامعة، ولهذه الأسباب إشتُهِر عنه الدفاع عن المواطنين العاديين الذين لا يملكون الثروات. جاكسون عارض البنك الوطني في الولايات المتحدة الإميركية، لأنه شعر ان هذا البنك يُدارُ من قبل الأغنياء وهذا لم يكن يخدم مصلحة المواطن العادي. وقد انتهى البنك الوطني أثناء فترة حكمه حيث فضّل عدم مواصلة العمل. أثناء فترة رئاسته وقّع على قانون ترحيل الشعوب الاميركية الاصيلة.

كان يرفض سياسة هاملتن وويلسون ويختلف ببعض النقاط مع جيفرسون، وأحد الاركان الرئيسية في عقيدته هي رفاهية المواطن الاميركي، وكانت السياسة الخارجية مبنية على هذا الاساس. لم يكن مع العولمة وحرية التجارة ،ويعتبر اميركا للأميركيين الاصليين، ولا يعتبر حاملي الجنسية انهم اميركيون. ولكن في الوقت عينه إن تم تهديد المصالح الاميركية كان يؤيد التدخل بشكل قاسٍ.

اميركا بين التاريخ القديم والحديث

سياسة هاملتن وويلسون تصدرت اميركا بعد الحرب العالمية الثانية، ولكن ترامب كان معجباً بالسياسة الجاكسونية، فعلق صورته في مكتبه وزار منزله عام 2017.

جو بايدن وباراك اوباما شنّا حملة ضد جاكسون وحاولوا تغيير صورته عن فئة 20 دولاراً، اما ترامب فحاول تسويق جاكسون مجدداً ورفع شعار "أميركا أولاً".

في المقابل اقتصرت تحالفات ترامب على مصلحة اميركا وهو كان غير معني بما يحدث في الخارج. وتُعتَبر فئة الجاكسونية اكثر تأثيراً في اميركا، ويوجد ضمنها ديمقراطيون وجمهوريون ولكن لم تجد من يمثلها، ولكنها كانت تقوى مع الازمات. وجد ترامب ان هذه الفئة موجودة وتريد من يعبر عنها، فملأ الفراغ واصبح يُلقّب بأندرو جاكسون الثاني.

بايدن ومواجهة جاكسون الثاني

مشكلة بايدن ستكون امام تغير جديد، اي مواجهة جاكسون الثاني حيث صوّت له 74 مليون اميركي، برغم الفضائح المالية والجنسية، وبرغم الوباء، وبرغم أن الاعلام والدولة العميقة ضده.

فترامب اعلن بأنه سيترشح للإنتخابات الرئاسية عام 2024، وهو أمر يعني أن سنوات بايدن الأربع المقبلة لن تخلو من المناكفة السياسية والجدل، وتوزيع الإتهامات، والأخطر من ذلك كله تعميق الشرخ في جدار النسيج المجتمعي الأميركي، وربما يصل الأمر إلى حد التصادم. هنا لم نتحدث عن معضلة اميركا الاقتصادية والاجتماعية ومؤثرات جائحة كورونا وغيرها من المشاكل.

نتيجة ذلك سيكون هناك تقليص للتدخل الخارجي في المرحلة المقبلة ووضع اولوية للداخل الاميركي. والسؤال هنا: من سيحل مكان اميركا خارجياً؟ هل ستبقى اميركا رائدة الاقتصاد العالمي؟ كيف سيتأثر النظام العالمي؟ كيف ستتأثر منطقة الشرق الاوسط نتيجة ذلك؟ هل ستبصر تحالفات جديدة؟ وكيف ستحل معضلة اميركا الداخلية؟

  • شارك الخبر