hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - مازن حنّا عبّود

الموت خوفاً من كورونا

الأربعاء ١٢ أيار ٢٠٢١ - 00:02

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

من كثرة ما حذرتمونا من كورونا والموت من كورونا، صرنا نعيش حالة موت حقيقية بانتظار الموت القادم لا محالة. فصرنا نرى كل شيء جميل مسموماً، وكل مظهر من مظاهر الحياة سمّاً لا بل خنجراً.
من كثرة ما ارعبتمونا من تحذيراتكم التي تبنيناها، صارت عائلاتنا تعيش حالة قلق وضغط شديدين. ما يهدد امننا وسلمنا وعائلاتنا اولادنا.
من كثرة ما اكثرتم من معدلات الترهيب والتحذير من الفيروس المعشعش في كل مكان، صرنا نرى بعضنا البعض فيروسات متنقلة نتجنبها. وامست حياتنا جهنماً.
جعلتمونا نقرف من أنفسنا وحياتنا وملاعبنا واصدقائنا. إنعزلنا وصار الخارج خطراً يداهم بيوتنا. صرنا نختبئ خوفاً من كل شيء.
انّ الوقاية ضرورية لكن ليس الى درجة ان تتحوّل تحذيراتكم الى كوابيس، فترعبون من ترعبون، وتتحوّل حياتنا الى فيلم رعب من أفلام ألفريد هيتشكوك. ارحمونا. ارحموا نساءنا واولادنا ورجالنا.
فمن تعلم، قد تعلم من تحذيراتكم. ومن لا يريد ان يتعلم لن يتعلم.
صار الجيران كوابيساً، وأصدقاء الأولاد شياطينا. وصار الضحك ممنوعا، والتبادل والتواصل من باب الممنوعات. فصرنا نحمل مترا لقياس التباعد الاجتماعي، ونضع ثلاث كمامات، إذا ما حصل لقاء، فلا نفهم إلّا قليلا مما يخرج من فيه الآخر.
وصار الخروج من البيت مهمة فضائية نحسب لها ألف حساب. ونتعرى عند عودتنا عند الأبواب ولا نعود نعرف بماذا نمسك، وماذا نمسك، وكيف نمسك، وماذا نُطهّر، وبماذا نُطهّر المُطهّر كي نعود فنتطهر. ويصير الخروج عن تفصيل خطيئة لا بل سبب مشكلة قد تودي بعلاقة الى الخطر.
تعملون على الحد من كورونا طبعا وهذا واجب، لكن من يعيد خفض معدلات الخوف والمخاوف والقلق الى الحدود المطلوبة، من يحدّ من تأثيرات هذه المعدلات التي أضحت سامة على صحة عائلاتنا النفسية؟
تحِدّون من انتشار كورونا وهذا عمل تشكرون عليه. لكن من يمنع موتنا جراء تصاعد الضغوط، من يمنع النوبات القلبية، او يُعيد رفع معنوياتنا ومناعة جسمنا، من يحدِّ من انعكاسات ما تنشرون من خوف وضغوط واعلانات ومزايدات علينا، ونحن غارقون أصلا في انهيار اقتصادي وازمات سياسية لا تحتمل؟
سمعنا وعرفنا، ولنا آذان وأعين. ومن ليس له آذان وأعين لا تعلّمَ ولن يتعلّم.
ألا بالله عليكم ارفعوا هذا الضغط عن نسائنا واولادنا ورجالنا. فإن لم نمت من كورونا، فإننا سنموت حتما من معدلات ضغوطكم السامة، التي لها مفاعيل كارثية على حياتنا. نعم سنموت خوفاً وقلقاً. وإننا لا نريد ان نموت ولا لحياتنا ان تتسمم وتفقد جودتها. نعم بدأنا نموت رويداً رويداً جرّاء كل هذا الكم من معدلات التخويف والتحذيرات والضغوط للحد من انتشار كورونا.
أضحت الكورونا مارداً. صارت كابوساً. صارت ثقلاً يُرافقنا في كل دقيقة عند كل مطب ومع كل تحرك. انكم اليوم تحِدّون من حياتنا ومن جودتها.
تسممت علاقتنا بشركائنا وبمحيطنا وبجيراننا وحتى بربنا، فمن يعالج ذلك. تسممت علاقاتنا بالآخر فكيف سنعيش وبأي طرق حياة سنعيش؟
صار الغد كابوساً مزعجاً يا جماعة. صرنا في ليالينا نرى كوابيساً. ألا فأعيدوا رسم غالبية النشرات الاخبارية التي صرنا نشعر بانها ترفدنا سموماً لا نستطيع التغلب عليها، ولا التوقف عن الإدمان عليها. بالله عليكم ما هذه المعدلات من السوداوية التي نتلقاها يومياً. لا ليست الأزمة ازمة إضاءة على أزمات بل الإفراط غالباً في الإضاءة على ما هو محزن ومحبط. ثمة إفراط في التحليلات والسوداوية. بالله عليكم فتشوا عمّا يريح ويقيمنا ايضا.
احترنا أي لقاح نختار، وإذا ما كان حقاً اللقاح يحمي او لا يحمي. فهذا يسبب تجلطات، وذاك غير فعال. غدا تنتهي الكورونا. لكن من سيعالج كورونا الخوف والتباعد والعزلة والموت؟ من سيعالج صحتنا وصحة عائلاتنا أولادنا وزوجاتنا وازواجنا؟ كيف سنتخلّص من تداعيات هذا الوباء على حياتنا؟ من سيعيد الحياة الى مسيرتنا في مشوارنا على هذه الأرض؟ بالله عليكم أبلغوني مَن؟

  • شارك الخبر