hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - العميد المتقاعد طوني مخايل

الكاميكاز اللبناني

السبت ٢٤ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 00:10

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

في الوقت التي كانت اليابان تعمل على تفعيل عملياتها الانتحارية بواسطة طياريها (كاميكاز)، لضرب سفن الحلفاء في المحيط الهادئ إبّان الحرب العالمية الثانية، كانت الولايات المتحدة تنتهي من تجهيز قنابلها الذرية وأسقطت إثنتين منها على المدن اليابانية، مما أدى الى استسلام اليابان.
الرئيس سعد الحريري هو الآن كاميكاز لبنان، يحمل في طائرته الكثير من المواد المتفجرة (تأليف حكومة اختصاصيين مستقلين، تنفيذ المبادرة الفرنسية كاملة بما تتضمن من إصلاحات بنيوية في الدولة، والتدقيق الجنائي المالي في المصرف المركزي، في الوزارات وفي جميع المؤسسات والمجالس والصناديق، التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومتطلباته...) هذا غيض من فيض من العبوات الموقوتة التي تنتظر إنتحارياً لتفكيكها.
هل هنالك من يُجهّز له القنابل الذرية لتفجيرها؟ وماذا في جعبة الحريري (وليس بجعبة غيره من الشخصيات السنية الأخرى) من معطيات لتفكيك جميع هذه المتفجرات وبفترة محددة، لأن فشله يعني إنتحاره السياسي والشعبي على مستوى طائفته وبلده؟
هل البراغماتية الدولية وخاصة الأميركية والفرنسية، دعمت وصول الحريري لرئاسة الحكومة بعد عجزها عن الإتيان بشخصية مستقلة، فقط لشرعنة ترسيم الحدود البحرية بواسطة حكومة فعلية وليس حكومة تصريف أعمال، وبالتالي فتح الطريق أمام بدء عمليات التنقيب وإستخراج الغاز للشركات في المناطق الاسرائيلية، ولشركة توتال في المنطقة اللبنانية، أم هو دعم صادق وفاعل لقيام حكومة إصلاحات وإنقاذ لبنان من أزماته؟
هل تحديد الفترة الزمنية لعمر الحكومة هو لعبٌ في الوقت الضائع قبل التسويات الكبيرة في المنطقة، وخاصة ما يجري بين الولايات المتحدة وإيران وبين دول الخليج والعدو الإسرائيلي، ومن طلائعه الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية واتفاقيات التطبيع الأخيرة؟
هل هي تثبيت وجود على الساحة السياسية اللبنانية قبل الإنهيار الكبير على كافة المستويات، وحجز مكان له ولتياره في النظام اللبناني الجديد، الذي يُكثر الكلام عنه في الآونة الأخيرة محلياً واقليمياً ودولياً؟
هل مبادرة الحريري إنطلقت بالتوافق مع حلفائه الداخليين من دون أي غطاء خارجي، بعد تيقّنهم أن مفاعيل الثورة قد انتهت، وبالتالي عودتهم الى تسلم زمام المبادرة وإستعادة ما فقدوه في الفترة الأخيرة سياسياً وشعبياً، إستعداداً لخوض المعركة الانتخابية المقبلة؟
السؤال الأخير، متى تبدأ مهلة الستة أشهر؟ عند توقيع الرئيس ميشال عون على مرسوم تشكيلة حكومة الرئيس الحريري، أم عندما تنتهي الحكومة من بيانها الوزاري، أم عندما تنال الثقة من مجلس النواب؟
اللبناني يكون في طرابلس، وعندما يسألوه عن موعد وصوله الى صور يرد "٥ دقايق وبوصل".
أسئلة كثيرة لا احد يملك أجوبة عليها، على الأقل محلياً. والأيام القادمة ستكشف المستور، وماذا ينتظر لبنان واللبنانيين الذين باتوا يعلّقون الآمال حتى على حبال الهوى التي تأتي من المنجمين.

  • شارك الخبر