hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - شادي نشابة

الحكومة بين الشهد و العسل

الإثنين ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٠ - 23:52

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ توقيع اتفاق الطائف (1989)، الذي أنهى الحرب الأهلية في لبنان، توالت إحدى عشرة شخصية سياسية على منصب رئيس الوزراء في لبنان، بعضها شغل المنصب أكثر من مرة، وكان أبرزهم الراحل رفيق الحريري الذي شكّل خمس حكومات.

الأزمة السياسية

يشهد لبنان أزمة سياسية واقتصادية لا مثيل لها منذ تأسيس دولة لبنان الكبير، يتحمل مسؤوليتها جميع القوى السياسية المتعاقبة، ولكن كل فريق سياسي يضع المسؤولية على عاتق الآخر، لغياب ثقافة المحاسبة والمساءلة.

مر لبنان خلال العام الماضي بعد استقالة الرئيس سعد الحريري بمرحلتين حكوميتين: الأولى تشكيل حكومة تمرير الوقت التي كان يرأسها الرئيس حسان دياب، وأُجبِرَت على الاستقالة جراء انفجار مرفأ بيروت، ومن بعدها أتى تكليف تمرير الوقت برئاسة مصطفى أديب، حيث تم حرقه من قبل من كلّفه من خلال سياسة الإصرار وعدم التواصل.

الضوء الأخضر

جاء الضوء الأخضر إماراتياً وفرنسياً وعدم ممانعة أميركية - إيرانية إلى الرئيس سعد الحريري، ولكن لكلٍ منهم شروط، ما دفع الرئيس الحريري إلى وضع أوراقه على الطاولة والقول إنه مرشح طبيعي لرئاسة الحكومة، بعدما كان يتمنع عن ترؤس أي حكومة خلال المرحلة الماضية.

ولكن إلى أي مدى هذا الضوء فعّال، وما علاقته ببدء المفاوضات بين لبنان وإسرائيل بخصوص ترسيم الحدود؟ ما علاقته بالمفاوضات الأميركية - الإيرانية التي تجري تحت الطاولة حسبما يُقال؟ ما علاقة الدور الإماراتي لمواجهة التمدد التركي؟ لماذا رفض الحريري طوال السنة وعاد قبل حصول الانتخابات الأميركية بفترة قصيرة فأبدى رغبته؟

إن أردنا القراءة بين السطور ممكن أن نستنتج أن هناك مرحلة من التفاوض الجدي، ولكن توجد شروط على الحريري. خليجياً حيث لم يعد مخفياً على أحد الغضب الخليجي على الحريري جراء التسوية الرئاسية، إضافة إلى زيارة وكيل وزارة الخارجية الاميركية ديفيد شينكر الى بيروت التي لم تتضمن زيارة للنائب جبران باسيل، وحيث ظهر الحريري كأنه يقدّمُ أوراق اعتماد جراء خلافه مع باسيل. أما بخصوص حزب الله، سينتظر الحريري مسار التفاوض الإيراني - الأميركي ويبني على الشيء مقتضاه.

المسار المقبل

ويبقى الشرط المهم لجميع اللبنانيين هو الورقة الإصلاحية، أي شروط صندوق النقد الدولي. إذا تمكن الحريري من تجاوزها يتم تشكيل حكومة إنقاذ، وبالتالي سيكون عرّاب موضوعين مهمين: الأول اقتصادي أي اتفاق سيدر وصندوق النقد الدولي، والثاني سياسي أي الإصلاحات والمسار السياسي الجديد، إضافة إلى مفاوضات ترسيم الحدود

وإن لم يحصل ذلك يقدم الحريري استقالته، ولكن ذلك رهن مسار الاتفاق السياسي الإقليمي والدولي، ولكن المرجح أن الحريري لن يتراجع عن التكليف لأنها تعد فرصة ذهبية له لن تتكرر في الوقت القريب.

في الحصيلة، نحن متجهون إلى مسار تشكيل طويل وليس بالسهل، ستظهر نتائجه خلال الأشهر المقبلة، ولكن هذا المسار سيتضمنه مسار الجمهورية الثالثة، ولن يكون سهلاً الاتفاق على ذلك. ومن ناحية أخرى بالنسبة للوزير باسيل هي فرصة ذهبية له لإستعادة الحد الأدنى من شعبيته من خلال لعب دور المعارضة.

سيشهد لبنان مرحلة من الخطاب المناطقي، مرحلة من ملامة الآخرين بخصوص ملفات الفساد، وأيضاً مرحلة مزيد من الضغوط الدولية والإقليمية، فهذه الليونة التي شهدناها في التكليف لن تكون في التشكيل.

الحريري لديه أربعة تحديات: أولها تمثيل حزب الله في الحكومة وإلى أي مدى سيكون الحزب متفهماً لخصوصية الحريري. التحدي الثاني التمثيل المسيحي، وهذا يتطلب تفاهماً قوياً مع رئيس الجمهورية، خاصة أن أكبر كتلتين مسيحيتين لم تصوّتا للحريري. التحدي الثالث عقدة وزارة المالية التي قضت على السفير مصطفى أديب. والتحدي الرابع البرنامج الإصلاحي وشروط صندوق النقد الدولي.

  • شارك الخبر