hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - المركز اللبناني للدراسات والنشر

الجيل الرابع لـ "القاعدة" يولد داخل حرب أميركا الأوكرانية

الإثنين ٢٦ أيلول ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

أسلحة الغرب في أيدي المجموعات الارهابية

داخل أروقة قريبة من مؤسسات الامن العربية الرسمية والبحثية، يثار نقاش عميق حول موضوع يتصف بأنه خطر ويحتاج الى معالجة على مستوى الجامعة العربية ووزارات الدفاع والداخلية العربية، نظرا لصلته الخطرة بالامن القومي العربي .

فحوى هذا النقاش يتعلق بتزايد القلق من إتساع حجم إنتشار أنواع مختلفة من الاسلحة الغربية في أوكرانيا؛ علما أن هذه الاسلحة يرسلها الغرب الى الجيش الاوكراني بغرض تنفيذ خطة واشنطن بشن حرب إستنزاف طويلة الامد ضد روسيا في اوكرانيا؛ ولكن المشكلة التي برزت الان لدى مناصري خطة استنزاف روسيا، تتعلق بأن هذه الاسلحة الغربية الفعالة التي باتت موجودة بكثافة في أوكرانيا، بدأت تشكل مشكلة الامن منطقتي الشرق الاوسط وأوروبا؛ وذلك نتيجة تعاظم تسرب هذه الاسلحة بشكل كبير إلى المجموعات الارهابية من أصول شرق اوسطية، وتجدر الاشارة إلى أن هذه المجموعات أما انها تتواجد حاليا داخل اوكرانيا بدعوى انها تقاتل إلى جانب الجيش الاوكراني ضد روسيا أو انها موجودة في دول عدة من العالم .

إن هذا الواقع ينتج عنه نوعان من التهديدات :

الاول تهديد مباشر للامن في منطقتي أوروبا والشرق الاوسط .

والثاني تهديد غير مباشر ومستقبلي يتمثل بأن هؤلاء العناصر الارهابية سيمثلون خطرا على أمن بلدهم حينما يعودون إليها بعد انتهاء مهمتهم الاميركية في أوكرانيا .

وحتى الان فإن المعلومات المتوفرة والمتعلقة بهذه القضية، باتت تكفي لإثارة قلق المنطقة العميق، وباتت تشكل مستندا كافيا لجعل الجامعة العربية بشكل خاص، تتحرك لوقف هذا الخطر المنطلق من اوكرانيا والمدعوم اميركيا، على نحو مبكر .

وفيما تعرض "ليزي"، جانبا من المعلومات المتوفرة عن التسرب الكثيف للأسلحة الغربية الى أوكرانيا حيث تصل إلى أيدي جماعات إرهابية؛ علما أن المسؤولية الاساسية عن حصول هذا الامر تقع على ثلاث فئات :

-الفئة الاولى تتمثل بمنظومات الفساد الموجودة داخل الجيش الاوكراني وداخل بيئات جماعة الحكم في كييف التي تقوم ببيع هذه الاسلحة الغربية إلى جماعات ارهابية بقصد تحقيق ثروات غير شرعية وشخصية .

-الفئة الثانية هي سياسات واشنطن والناتو التي تكرر في أوكرانيا نفس سياسات واشنطن في أفغانستان التي نتج عنها ولادة الجيل الاول من تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن؛ وانذاك شجعت واشنطن وصول متطرفين إرهابيين إلى أفغانستان لقتال الاتحاد السوفياتي واستنزافه، واليوم تغض المخابرات الاميركية النظر، بل وتشجع وصول متطرفين إرهابيين من حول

العالم إلى أوكرانيا لاستنزاف روسيا، وتقوم واشنطن كما فعلت بافغانستان بصرف مليارات الدولارات لتمويل إرسال الاسلحة الغربية بكثافة الى أوكرانيا حيث بات يوجد فيها عش دبابير للارهابيين الشرق أوسطيين .

-الفئة الثالثة هي مافيات تجارة الاسلحة ذات الصلة بمنظمات الجريمة المنظمة والمنظمات الارهابية ؛ إضافة إلى مجموعات الارهاب العالمي

التي تبحث بعد تفكيكها في سورية والعراق، عن بلد آمن لها ، يلعب بالنسبة اليها نفس دور أفغانستان خالل حقبة الحرب الباردة. وواضح أن أوكرانيا تمثل حاليا بالنسبة للجيل الرابع من تنظيم القاعدة، ماذال وحيدا كي تعيد تجميع نفسها فيه، وذلك كون واشنطن لديها مصلحة في تجميع كل ارهابيي العالم في أوكرانيا لاعطاء فرصة لشن حرب استنزاف طويلة ضد روسيا.

لقد أدى تدفق السلاح الغربي إلى أوكرانيا إلى خلق منظومة للاتجار غير الشرعي بالسلاح، له صلة بالوضع الاوكراني؛ وتضم هذه المنظومة مجموعات إرهابية ومنظمات مسلحة غير رسمية، بالاضافة الى جماعات جريمة الاتجار بالسلاح بشكل غير قانوني التي تلعب أدوار الوسيط بين مافيات كييف العسكرية والسياسية وبين مجموعات ارهابية داخل اوكرانيا وخارجها مهتمة بشراء هذا السلاح بطرق ملتوية.

ماذا عن الوقائع والمعلومات المتصلة بهذا الملف :

أولا- يتضح من المعلومات الموثوقة أن القسم الاكبر من المسلحين الذين تتسرب إليهم هذه الاسلحة الغربية المباعة في أوكرانيا، من قبل مافيات الجيش الاوكراني وجماعة الحكم في كييف، هم أعضاء وعناصر تنتمي لمناطق مختلفة من العالم، وتم تسفيرها لاوكرانيا بطرق مختلفة طوال الاشهر الماضية؛ وهذه العناصر تقاتل في الوقت الحالي في صفوف القوات المسلحة الاوكرانية بدعم غربي لها غير مباشر .

ويوجد بين هذه العناصر العديد من المهاجرين من الشرق الاوسط وشمال أفريقيا الذين يلتزمون بالفكر المتطرف، وهم يعمدون حاليا الى القتال في أوكرانيا ضمن أجندة خاصة بهم، وهي إستغلال فترة السماح الاميركية لوجودهم في أوكرانيا، من اجل إكتساب الخبرة القتالية بفعل انهم منخرطون بالعمليات العسكرية التي ينفذها الجيش الاوكراني في هذه الآونة .

وبذهن هؤلاء الارهابيين أنهم سيكون بإمكانهم الافادة من هذه الخبرة القتالية بعد عودتهم الى بلادهم حيث هناك توجد أهدافهم الحقيقة .

ثانيا- تجري حاليا بين ظهراني الجيش الاوكراني عمليات تعزيز العلاقات بين هؤلاء الارهابيين المهاجرين من الشرق الاوسط وأفريقيا إلى أوكرانيا، وبين أشخاص لديهم نفس تفكيرهم المتطرف يتواجدون في دول مختلفة من العالم ومنها الدول الاوروبية؛ و تتم دعوة هؤلاء الاخيرين للمجيء بطرق غير شرعية الى اوكرانيا والاقامة فيها؛ لانشاء أوسع جبهة علاقات إرهابية، خاصة وأن هذا الامر يمكن إنجازه اليوم في أوكرانيا نظرا لان واشنطن تغطي عملية وجود العناصر الارهابية في هذا البلد لدعم الجيش الاوكراني في حربه ضد روسيا .ويمكن وصف هذا المشهد الراهن الذي يسود أوكرانيا، بأنه يشبه إلى حد بعيد مشهد أفغانستان حينما شجعت واشنطن تحويلها إلى مستودع تم فيه تجميع أكبر كم من العناصر التكفيرية المتشددة التي تم تسهيل سفرها إلى هناك من مختلف أنحاء العالم.

إن خطورة هذا التصرف الاميركي، تكمن في أن واشنطن تكرر من خلاله، نفس خطيئة ما حصل في أفغانستان جراء أنها شجعت ولادة حالة إرهابية تكفيرية لتستنزف بها الاتحاد السوفياتي حينها، ولكن هذه الحالة قامت بتوجيه إرهابها لاحقا لكل دول المنطقة والعالم، وحتى الى داخل الولايات المتحدة الاميركية ذاتها (عملية 11 سبتمبر) ومن البديهي في هذه اللحظة توقع أن هؤلاء الارهابيين سيعودون مع حلول اللحظة المناسبة لهم، إلى بلادهم لينفذوا هناك عمليات ارهابية بهدف السيطرة على الحكم وهز استقرار العالم.

والخلاصة الاساسية في هذا المجال تؤشر الى أن خطط التسليح الغربي الكثيفة والمتفلتة لاوكرانيا، إنما تؤسس إلى مرحلة لاحقة تمنح مشروع الارهاب التكفيري طفرة تأسيسية جديدة.

والواقع ان حلف الناتو من خلال أفعاله هذه (إرسال أسلحة غربية لاوكرانيا من دون التدقيق بموضوع تسربها لارهابيين، وغض الطرف عن وصول المرتزقة المتطرفين للقتال في اوكرانيا ضد الجيش الروسي) إنما يدعم الارهاب؛ ويؤسس الى ن تتحول أوكرانيا إلى أفغانستان ثانية ينطلق منها الجيل الرابع من تنظيم القاعدة .

ثالثا- أن هذا الواقع الخطر، دفع وكالة تطبيق القانون الاوروبية (اليوروبول) إلى إصدار بيان لفت فيه إلى ضرورة العمل من أجل تتبع مسار تهريب الاسلحة من أوكرانيا إلى داخل دول الاتحاد الاوروبي، ودعا إلى ضرورة العمل لتخفيف خطر تهريب الاسلحة من أوكرانيا إلى داخل دول الاتحاد الاوروبي .ورغم أن وكالة "اليوروبول" حاولت لاسباب سياسية تتعلق بإنحيازها لواشنطن، التخفيف من حدة كلامها عن هذه الظاهرة، الى أن مجرد إصدار بيان من قبلها بهذا الشأن، يعتبر دليلا حاسما على أنه لم يعد يمكن لاوروبا تجاهل خطورة هذه المشكلة على الامن الداخلي الاوروبي .ولعل اخطر فقرة في بيان وكالة اليوروبول هو تحذيرها من أن كل الملاحظات المجمعة من تجارب الحروب الماضية في مناطق مختلفة من العالم، تظهر وجود إحتمال أن تصل الاسلحة الى الجهات الخطأ(يقصد البيان الايادي الارهابية)؛ وحذر اليوروبول من أن انتشار الاسلحة النارية والمتفجرات في أوكرانيا يمكن أن يؤدي إلى زيادة منسوب تهريب الاسلحة والذخائر إلى الاتحاد الاوروبي عبر طرق التهريب أو عبر منصات الانترنت. و قد يصبح هذا التهديد أعلى، عندما ينتهي الصراع في اوكرانيا.

واضح أن بيان وكالة اليوروبول يحذر بشكل غير مباشر من أن المشهد الافغاني الذي انتج تنظيم القاعدة؛ قد يتكرر في اوكرانيا فيما لو لم يتحرك الغرب لضبط عمليات التسليح الكثيف والمتفلت لاوكرانيا .

ومن المعلومات التي إثارت القلق ايضا في هذا المجال ، هو ما أعلنته مفوضة الشؤون الداخلية بالاتحاد الاوروبي إيلفا يوهانسون عن إنشاء مركز في مولدوفا لمحاربة الجريمة المنظمة؛ وبخاصة لمكافحة ظاهرة تهريب الاسلحة من أوكرانيا .ومجرد تركيز مركز دعم الاتحاد الاوروبي للامن الداخلي وإدارة الحدود، على قضية منع تهريب الاسلحة من أوكرانيا، فهذا يعني أن هذا الملف أصبح يشكل تحديا للامن القومي الاوروبي .

وكان لافتا الوصف الذي أستعمله المركزعينه لعمليات تهريب الاسلحة من أوكرانيا، حيث قال أن مثل هذا التهريب "سيغذي العنف في الشبكات الاجرامية في الاتحاد الاوروبي". واعترف انه بات من الصعب حاليا تجنب تهريب الاسلحة، وكل ما يمكن فعله من قبل أوروبا الان، هو محاولة تعقب شبكات التهريب؛ و لكن مسؤول في المركز قال لصحيفة فرنسية، أن " كل من يدعي أنه سينجح في مهمة التعقب ووقف تهريب الاسلحة من أوكرانيا إلى أوروبا، إنما هو يكذب" ؛ وذكر المسؤول عينه كيف فشلت أوروبا في تحقيق ذات هدف منع تسرب الاسلحة الى أوروبا بعد الحرب في يوغوسلافيا

رابعا- تبين المعلومات ان مولدوفا تمثل المكان الذي، تنشط فيه بشكل مركزي عمليات تهريب السلاح من اوكرانيا الى الخارج. وفي تعليق له على هذا الملف لفت وزير الهجرة السويدي أندرس يغمان إلى أمرين أثنين: الاول إن معظم الاسلحة الغربية الموردة الى اوكرانيا، تصل إلى أيدي الجيش الاوكراني. وما يريد يغمان الاشارة اليه ولو تلميحا هو ان الجيش الاوكراني يعد المصدر الاساسي لعمليات تهريب السلاح .الامر الثاني هو تكراره لتحذير رئيس الانتربول يورغن ستوك بخصوص أنه "بمجرد أن تصمت المدافع في اوكرانيا، فأنه ستظهر الاسلحة غير القانونية المهربة من اوكرانيا، في أوروبا ومناطق عدة من العالم. ويقول ستوك انه "يجب على أوروبا والعالم أن يشعروا بالقلق، وعلينا جميعا أن نتوقع تهريب هذه الاسلحة الى الدول المجاورة والقارات الاخرى."

خامسا: معظم التقارير التي تتحدث عن إحتمال وصول السلاح الغربي الموجود حاليا في أوكرانيا إلى الايادي الخاطئة (أي إلى الارهابيين حول العالم )، تركز على أمر تعتبره هاما وهو أن أوكرانيا لديها تاريخ طويل من تجارة الاسلحة غير المشروعة، وأبرزها حالة السفينة Faina Mf وهي سفينة شحن أوكرانية تم القبض عليها لتهريب الدبابات والمدفعية وبنادق هجومية من طراز AKM إلى السودان في عام 2009 - والتي ظهرت عندما تم القبض على السفينة من قبل قراصنة صوماليين.

أن كل هذه التحذيرات من أخطار تهريب السلاح من أوكرانيا، يأتي في لحظة يعمد فيها الرئيس الاوكراني زيلينسكي الى توجيه ما يسميه بنداءات جديدة عاجلة لتعزيز إمدادات الاسلحة والذخيرة الغربية إلى أوكرانيا للمساعدة في مواجهة صد الهجوم الروسي في شرق البلاد وجنوبها.

بات واضحا للكثير من مراكز مكافحة تهريب السلاح حول العالم، وهيئات مكافحة وصول السلاح إلى أيادي الارهابيين، أن الرئيس الاوكراني زيلينسكي عبر حثه الغرب لارسال المزيد من شحنات الاسلحة إلى أوكرانيا بحجة استخدامها في وقف التقدم الروسي، إنما يريد خدمة أنشطة منظومات شبكات تهريب الاسلحة غير الشرعية التي لديها تداخل مصالح مع حكام كييف وقيادات نافذة في الجيش الاوكراني التي تشرف بحسب العديد من المعلومات المفتوحة، على أنواع عدة من عمليات تهريب الاسلحة وبيعها .

وكانت هيئة الشرطة الاوروبية يوروبول، كشفت بالمعلومات عن أنواع تجري على مستوى عمليات تهريب السلاح من اوكرانيا، وايضا على مستوى بيع السلاح أو الترويج لبيع السلاح بشكل غير قانوني . وقوامها التالي:

-حالاات تهريب أسلحة نارية وسلع عسكرية عبر السوق السوداء.

-وجود حالاات بيع أسلحة ثقيلة، وكل هذه المؤشرات تدفع للخشية في "خطر الوقوع في أحضان إرهابيي الجريمة المنظمة ''، سيما وأنه تمت مشاهدة أفراد يغادرون أوكرانيا بأسلحة نارية إلى دول الاتحاد الاوروبي هناك مخاوف من إحتمال تخزين الاسلحة والذخيرة على طول الحدود الاوكرانية لتهريبها لاحقاً.

-بروز إعلانات على الشبكة المظلمة حول بيع نظام الرمح المضاد للدبابات.

-ما نقلته هيئة الاذاعة والتلفزيون SWR نقلاً عن وثيقة سرية من europol من أن الجماعات الاجرامية تنشط في المنطقة وتنفذ أو تخطط لتهريب كميات كبيرة من الاسلحة النارية والذخيرة ، بما في ذلك الذخيرة الحية.

  • شارك الخبر