hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - سامي مجاعص

الجميل بدأ معارضاً وثار مقاوماً... وغداً يطلق مرحلة جديدة

السبت ٢١ تشرين الثاني ٢٠٢٠ - 09:38

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

عندما تولى النائب المستقيل سامي الجميل رئاسة حزب الكتائب في العام 2015 ظن كثيرون أن لعبة السلطة ستغري "الشاب المشاكس"، وستنقله من موقعه الى جانب رفاقه في الجامعة والنضال في مواجهة الاحتلال السوري والنظام الأمني الذي كان يحكم باسمه في لبنان، الى نادي السياسيين التقليديين ورؤساء الأحزاب الباحثين عن تكبير أحجامهم ونفخ حضورهم وضمان مصالحهم الشخصية والمصالح الفئوية لمحازبيهم وأنصارهم.
لكن الواقع على الأرض، والممارسة سرعان ما أظهرا خطأ هذا التقدير، فاستقال وزراء الكتائب من حكومة تمام سلام، ورفضت القيادة الكتائبية الانخراط في صفقة التسوية التي أتت بالعماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، ووزعت المناصب والأحجام على شركاء التسوية في مقابل تنازلهم عن القرارات السيادية الأمنية والعسكرية والسياسية الداخلية والخارجية لحزب الله، وحاول نواب الكتائب التصدي لقانون الانتخاب الذي أعطى حزب الله وحلفاءه الأكثرية النيابية للمرة الأولى في تاريخ لبنان، وسعى حزب الكتائب الى خوض الانتخابات النيابية بتحالفات غير تقليدية حيث أمكنه ذلك، في مبادرة جريئة لم تنجح في تحقيق أهدافها، لكنها سرعان ما أثبتت رؤيويتها بعد انفجار الثورة وبروز الدور المهم للمجتمع المدني!
في خلال كل تلك الفترة كان النائب المستقيل سامي الجميل ونواب الكتائب "المعارض الأول" في مجلس النواب... فكانت له صولات وجولات من النقاشات واقتراحات القوانين والطعون وفضح الصفقات والسمسرات، نجح في بعضها ولم يتمكن في بعضها الآخر من تحقيق أهدافه العملية... لكنه في كل الأحوال لم يقبل أن يكون شاهد زور أو شريكاً في ما تعيشه الحياة السياسية من مؤامرات على حساب لبنان وشعبه.
ومع انفجار الثورة الشعبية التي سبق ان حذر منها علناً ومراراً... رأى الجميل أن المواجهة باتت تقتضي الانتقال من المعارضة الى المقاومة!
يومها قال للقريبين منه وللرأي العام اللبناني: "المعارضة تكون في ظل نظام ديموقراطي وفي ظل سلطة منتخبة وفقا للأصول تعبر عن رأي الناس وتطلعاتهم، وتحكم بشفافية وتتخذ قراراتها بحسب الأصول الدستورية والقانونية... أما وأن السلطة في لبنان لم تعد تمثل الناس، وهي ترفض الرضوخ لمطالبهم والاستجابة لنداءاتهم، والامتثال للدستور والقوانين، فإن الديموقراطية تكون قد سقطت، وبات من الضرورة والواجب الانتقال من المعارضة الى المقاومة"! ولم يكن كلام الجميل شعارات رنانة، بل خطوة جريئة سياسيا وأخلاقيا وأدبيا تمثلت في استقالته مع نائبي الكتائب الآخرين نديم الجميل والياس حنكش وعدد من النواب الآخرين من مجلس النواب!
اليوم، خلال احتفال الكتائب بعيد تأسيسها الرابع والثمانين والذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد بيار أمين الجميل، ستكون للجميل بحسب القريبين منه مواقف جديدة تثبت معمودية الثورة بين الكتائب والشعب اللبناني، وتجمع بين ثوابت تاريخ الكتائب السيادية والاجتماعية والمطلبية وبين التطلعات الشبابية نحو غد أفضل، من خلال مواقف "مدوية" تنقل الثورة في مواجهتها مع المنظومة الحاكمة الى مراحل جديدة وفاعلة من التحرك والضغط من اجل اعادة انتاج سلطة قادرة على قيادة انقاذ لبنان واعادة الكرامة لشعبه، والحركة لاقتصاده، والسيادة لدستوره وقوانينه، والمرجعية لمؤسساته الشرعية حصرا.

  • شارك الخبر