hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - شادي نهرا

أين تقع الفتنة المسيحية-المسلمة على خارطة الصراع الأمريكي-الصيني؟

السبت ١٦ تشرين الأول ٢٠٢١ - 10:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

على مدى سنتين كنّا قد حذّرنا من الفتنة المسلمة-المسيحية وليس كما كان يظنّ الجميع أن الفتنة ستكون سنّية-شيعيّة. ففي الفصل الثامن من كتاب" أمريكا وروسيا القطب الواحد، إبداع في صناعة الأعداء و الأصدقاء" بعنوان "فك شيفرة الربيع العربي " اعتمدنا على تحليل عميق لكل الأحداث العالمية منذ بداية الألفية الثالثة، من الثورات الملونة في أوكرانيا وجورجيا، إلى مشروع غاز ناباكو الخدعة الذي أسس للربيع العربي و صناعة داعش ، و قد وصلنا إلى استنتاج خطير جداً وهو أن الهدف من هذه الأحداث كلّها لم يكن كما اعتقد الجميع خدمةً لإسرائيل وتفتيت للشرق الأوسط أو السيطرة على الغاز الذي لا يشكل شيئاً بالنسبة لأمريكا أو محاصرة الغاز الروسي، انما الهدف الوحيد كان فقط إرعاب روسيا أيديولوجياً عن طريق صناعة داعش وتسليم الحكم للإخوان المسلمين وجيوبوليتيكياً عن طريق خط غاز ناباكو الذي يعزل الغاز الروسي نحو أوروبا ، لجَرِّها وجَرّ أوروبا وعلى رأسها فرنسا باستثناء بريطانيا ، إلى الشرق الأوسط وتسليمها مسؤولياته ، بالمقابل ستنسحب أمريكا من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى لمحاصرة الصين هي واصدقاؤها وابرزهم QUAD GROUP الهند أستراليا اليابان وأمريكا ...
إلا أن أمريكا زَجَّت بروسيا و فرنسا في الشرق الأوسط ليس للتنعُّم او للاستجمام، بل لإغراقهما في حروب تجعل من روسيا عاجزة عن الإتحاد مع الصين في وجه أمريكا، هذا الإتحاد الذي تعجز أعظم قوى في التاريخ من الوقوف في وجهه لأنه يضمّ العملاق الاقتصادي الصيني والعملاق العسكري الروسي. وأما بالنسبة لفرنسا والتي تنافس أمريكا في صفقات السلاح عالمياً، فيجب زَجُّها لمَنعِها من الوقوف على الحياد في هذه الحرب العالمية المقبلة، لأنه إذا وقفت على الحياد سوف تستلم قيادة العالم كما استلمت أمريكا قيادة العالم من الدول بعد أن انهكتها الحرب العالمية الثانية.
إلا أن الحروب تحتاج إلى عنوان أيديولوجي لإقناع الشعوب وشدّ العصب للانخراط في الحرب، وإلى عنوان جيوبوليتيكي لإقناع الشركات الكبرى والحكومات لتمويل هذه الحروب. وأما العنوان الأيديولوجي فهو حماية الأقليّات المسيحية والتراث المسيحي من الإسلام السياسي السنّي بقيادة اردوغان والإسلام السياسي الشيعي بقيادة إيران والتي تعمل الدولة العميقة الأمريكية على توحيدهما وتوحيد كل الساحات الإسلاميّة، وبالتأكيد ليس حبّاً بالمسلمين أو كُرهاً بالمسيحيين وانما لِجَرّ روسيا وأوروبا إلى حروب طائفية طاحنة من الشرق الأوسط إلى القوقاز والبلقان. وبالتالي تتفرد أمريكا وأصدقائها في محاصرة الصين التي ستجد نفسها وحيدة في وجه أمريكا واصدقاؤها بعد أن تَمّ شفط روسيا إلى الشرق الأوسط واغراقها فيه، و ربما حينها تقتنع الصين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات مع أمريكا بعد أن رفضت رفضاً قاطعاً وتستمر في رفض التفاوض مع أمريكا، إيماناً منها بمدى قوتها خاصةً إذا ما اتّحدت مع العملاق العسكري الروسي.

- التقارب السني-الشيعي التركي -الإيراني: لماذا دعمت تركيا الوزير كرامي وما دور الشيخ بهاء الحريري؟

كُنّا قد أشرنا أن السعودية قد أُجبِرَت على الخروج من الساحة اللبنانية من قِبَل أمريكا، وليس كما يشاع من أسباب تُثبِت كل يوم عدم صوابها، لتسليم قيادة المسلمين ألسنة إلى اردوغان والشيعة لإيران وإدخال فرنسا إلى لبنان من الجهة الاخرى، ليكون لبنان من أبرز ساحات الصراع ...
وهذا ما يُفسِّر لماذا دعمت تركيا فقط الزعيم السُنِّي الوزير كرامي، لأنّه أوّلاً حليف حزب الله وثانياً على عداء مع قسم من المسيحيين، القوات اللبنانية. كما أنّ ظهور شخصيّة سُنيّة عالميّة، الشيخ بهاء الحريري، الذي باستطاعته كسب الشارع السني بسهولة لما يمتلك من إرث سياسي كبير إضافة إلى علاقات دولية كبيرة وقدرات مالية ضخمة، إلا أن السياسة لا تستهويه وإلا لكان خاض غمارها منذ زمن بعيد ... أما ما يقوم به فهو تنفيذاً لرغبات دولة إقليمية هدفها توحيد ألسنة والشيعة من بعد صراع دام سنوات كبيرة وذلك عن طريق الإدلاء بتصريحات جداً متطرّفة ضد حزب الله دون القيام بأي خطوة عمليّة جديّة، كما لمّح لذلك حليفه القديم اللواء أشرف ريفي بأنه غير جدّي. أما الهدف من هذه التصريحات التي لا تواكِبها تحرّكات عمليّة كالقيام بخدمات إنسانيّة كما كان يقوم الشهيد رفيق الحريري لكسب الشارع السنّي ,فتأثيرها كقنابل صوتيّة هدفها اخافت الحزب من البديل عن الزعيم السنّي الحالي الرئيس سعد الحريري وبالتالي دفع الحزب للهرولة نحو الزعيم الحالي والتحالف معه، كما تم استبعاد الشخصيات السنيّة الصادقة بعدائها لحزب الله كالوزير أشرف ريفي من قبل تركيا.

وكُنّا قد أشرنا أن كل ما حدث من استفزازات متبادلة بين المسلمين والمسيحيّين في مشوار تشكيل الحكومة اللبنانية لم يكون بريئاً، انّما تقف وراءه دول عميقة، لكن بأهداف مُموّهة لإقناع المسؤولين للمضيّ بالمشروع، إضافة إلى الاستفزازات المتبادلة بين ماكرون واردوغان، وتحريك اردوغان للإسلام السياسي في أوروبا. كل ذلك قد خُطِّطَ له منذ زمن بعيد لِجَرّ أوروبا وروسيا إلى الشرق الأوسط وإغراقهما فيه.

يظهر اليوم على الساحة ملف المرفأ ليضرب اسفيناً خطيراً بين المسلمين والمسيحيين:

-انفجار المرفأ

- لمن النيترات؟

قد أشرنا سابقاً أن القوة الوحيدة في لبنان التي تستطيع أن تُعَطِّل عمل الأجهزة الأمنية كافة وعمل القضاة ورؤساء وزارة ورؤساء جمهورية وقائد جيش ووزراء ونواب... هي حزب الله بدون لفّ أو دوران، ما يؤكد ببساطة أن هذه الأمونيوم هي لحزب الله.
أما ما ذكره مدير مركز الارتكاز الإعلامي سالم زهران أن سوريا تمتلك مصنع ضخم لصناعة الأمونيوم وبالتالي فهي ليست بحاجة إلى استيراد الأمونيوم وتخزينها في مرفأ بيروت فهو حقيقة لكن ناقصة، إذ أن بحثاً صغيراً يكشف أن المصنع توقّف بشكل متقطّع منذ ال-2012 وبشكل كامل في 2015!!! فما قصة معمل الأسمدة هذا؟

- الشركة العامة للأسمدة

تأسست الشركة العامة للأسمدة في سبعينيات القرن الماضي. تقع الشركة على ضفاف بحيرة قطينة بمسافة 10 كم غرب مدينة حمص، وتضم “الشركة العامة للأسمدة” ثلاثة معامل لتصنيع الأسمدة الزراعية، هي: معمل السماد الفوسفاتي، معمل الأمونيا يوريا، معمل سماد الكالنترو.
ويعتبر معمل “الكالنترو” لإنتاج السماد الآزوتي أول معامل “الشركة العام للأسمدة”، وتم تدشينه في عام 1972 بطاقة تصل إلى 140 ألف طن ويضم المعمل ثلاثة أقسام هي: قسم الأمونيا وقسم إنتاج حمض الآزوت وقسم إنتاج السماد
وتعتبر “الشركة العامة للأسمدة” أكبر مجمع صناعي كيميائي في سوريا، وتؤمّن حاجة القطاع الزراعي، الذي يشكل الرافد الاقتصادي الأساسي السوري، من الأسمدة.
بدأ المعمل يواجه صعوبات في التشغيل واستمرّ العمل فيه بشكل متقطع منذ العام 2012 بسبب الصعوبات في تأمين الغاز للمصانع، ويحتاج مجمع الأسمدة إلى حوالي مليون متر مكعب من الغاز للعمل و كان هذا السبب الأساس وراء تدهور انتاجها منذ 2012 . إلا أن معمل الأمونيا يوريا، الذي يعد أساس عمل وتشغيل المعملين الآخرين، توقّف عن الإنتاج بشكل كامل منذ عام 2015، بسبب انقطاع الغاز عنه نتيجة النزاعات الدائرة في سوريا، وعدم توفر مستلزمات الإنتاج من فوسفات وكهرباء وقطع تبديل، ونتيجة خروج حقوله ومعامله عن سيطرة النظام. وبفضل روسيا استعاد النظام السيطرة على حقول الغاز بالإضافة إلى حقول الفوسفات والمعامل في العام 2017.
وكانت الحكومة السورية وقعت في شباط ٢٠١٩، عقدًا مع شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية، لإعادة تأهيل واستثمار “الشركة العامة للأسمدة” في حمص بكل أقسامها، مدة أربعين عامًا.

بناءً على ما تقدم فإن تدهور إنتاج المعمل منذ 2012 يدعم فكرة أن الأمونيوم هي للحزب التي استقدمها في ٢٠١٣ إلى لبنان!!!

- من فَجّر المرفأ؟

كنّا قد أشرنا عند وقوع الانفجار أنّه من السهل جداً معرفة من قام بتفجير المرفأ، فمن يسيطر على ألف قمر صناعي تسبح في الفضاء، قد سارع إلى الإعلان أن الخبراء العسكريين اكّدوا له أن الانفجار هو نتيجة هجوم، مُلَمِّحاً إلى إسرائيل ... فالذي يعرف كيف يفكّر ترامب يدرك تماماً أن ترامب أطلق هذه التغريدات على أبواب الانتخابات الأمريكية ليَبتَزّ اليهود ويجبرهم على انتخابه، مُمَرِّراً لهم رسالة أن الخبراء العسكريين اكّدوا له أنه اعتداء وبالتالي لديه الدليل على ذلك. من ثم قام بحذف التغريدة ليقول أنه مستعد أن يغضّ النظر عن هذه الجريمة في مقابل أصوات اليهود .

- لماذا فُجِّر المرفأ؟

قد أشرنا سابقاً أن البدء بالانسحاب الناعم الأمريكي من الشرق الأوسط، قد دفع إسرائيل بتهديد أمريكا بتفجير المنطقة، لإجبار أمريكا على البقاء وعدم تركها وحيدة في وجه النووي الإيراني والصواريخ الدقيقة. فقامت أمريكا بمساعدة إسرائيل بالكشف عمّا أمكن من مواقع الأسلحة الدقيقة وبالتالي حتى ولو لم يتم تسليمها تصبح دون جدوى وذلك لإسكات إسرائيل وعدم تشويشها على عملية الانسحاب الأمريكي ...
ويبدو أن المرفأ كان موقعاً من هذه المواقع وقد تمّ تلحيم البوابة والفجوات كضمانة تُقَدَّم لإسرائيل أن ما من أحد سوف يستخدم هذه المواد فيما بعد. وقد أُقنِعَ رئيس الوزراء دياب بعدم النزول إلى المرفأ لعدم تحريك القضيّة أمام الرأي العام لأنّه قد تمّ الاتفاق على عدم المس بالأمونيوم.
إلا أن فتح الملف من قبل اللواء صليبا وفضحه وإرساله إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء قد أثار خشية إسرائيليّة من أن فتح الملف إعلامياً وعلى أعلى المستويات سوف يؤدّي إلى نقل هذه المواد إلى أماكن مجهولة عنها ممّا دفع إسرائيل إلى تفجيرها.
وقد توالت عمليّات فضح مواقع الأسلحة الدقيقة بعد انفجار المرفأ، ومسلسل اغتيالات غامضة لشخصيّات ربما كانت وراء تسريب مواقع للأسلحة الدقيقة لأمريكا، وبالتأكيد لم يتم الاغتيال بسبب الأراء السياسية المناهضة للحزب.

- هل يُستَخدَم المسيحي عدوّاً مشتركاً لتوحيد السني والشيعي؟

على مدى سنوات عدة كانت العديد من الدول تعمل عل إشعال الصراع السني الشيعي في المنطقة لتحقيق مكاسب لم تعد خافية على أحد. أما الآن فقد آن أوان توحيد السني والشيعي في وجه المنافس على قيادة العالم أي الصيني المُلحِد ولإغراق روسيا وأوروبا في الشرق الأوسط بعد أن تمّ سَحبُهم إليه، وتأمين المجاهدين إلى أفغانستان كما تمّ سابقاً مع الإتحاد السوفيتي ...
إلا أن الطريقة الوحيدة القادرة على توحيد أعداء مَرَّ على عدائهم سنين طويلة وتغلغل الحقد في قلوبهم، هو تصنيع عدو مشترك لهما أو غنيمة مشتركة يتّفقان عليها ...
من المؤكّد أن سمّة من يُدير الأحداث في هذا الاتّجاه، ليكون المسيحي هو العدوّ والغنيمة المشتركة التي سوف توحّد الأعداء السابقين.
ولذلك يجب على اللبنانيين مسلمين ومسيحيين التنبّه من هذه الفخاخ المموّهة، فنحن في عين عاصفة الحرب الأمريكية الصينية والتي اسميناها بالحرب العمياء لأنها تلطم الكلّ باستثناء الهدف الحقيقي الا وهو الصين.

لذلك على المسلمين التنبّه أنّه إذا كان أحد ما يُوهِمُهُم أن المسيحي هو عدوّ أو غنيمة مشتركة، فهذا كله هدفه واحد وهو إغراق روسيا وفرنسا في الشرق الأوسط. والذي سوف يسير في هذا الطريق سوف تنفجر في وجهه روسيا وأوروبا.

وأيضاً للمسيحيين الذين عليهم التنبّه أنه إذا كان ثمّة من يحاول أن يوهمهم أن الظرف مؤات لكسب حقوق خسروها سابقاً، فليعلموا أنه يستغلهم ليكون اضطِّهادُهم طُعماً لجَرّ روسيا وأوروبا إلى حرب طاحنة في الشرق الأوسط.

فهل من دول عميقة تقف وراء قرارات القاضي بيطار وتدفعه بهذا الاتجاه بأهداف مموّهة تبدو بريئة إلا أن الهدف العميق هو استفزاز المسلمين للوصول إلى ما شرحناه سابقاً؟ فثمّة من يقول أن القاضي يمتلك معطيات لا يعرفها أحد ويجب انتظار القرار الاتهامي قبل التشكيك بمصداقيته، وثمة من يقول أن الاستنسابيّة واضحة، فلماذا انتظار القرار الاتهامي؟

الكلّ عليه أن يتمتّع بالحكمة وتجَنُّب الاستفزازات المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين، حتى لو كلّف ذلك القفز فوق معتقدات أو قوانين، فالحكمة تقتضي في هذه الظروف بالالتفاف على القوانين بدون كسرها وبدون الالتفاف على الوصول إلى الحقيقة، لعدم إثارة الاستفزازات والحفاظ على روح السلام والأخوّة بين الطوائف لأن ثمة من يدفع باتجاه الفتنة تحت عناوين بريئة مموّهة ليُغرِق من يُريد اغراقُه في الشرق الأوسط لكي يستريح هو في معركته في الشرق الأقصى.
كما أنه لا يجب أن ننسى أن الحرب اللبنانية التي استمرت ١٥ سنة والتي اشعلتها حادثة بوسطة عين الرمانة قد نفّذتها مخابرات إحدى الدول التي كانت تهدف إلى نقل الصّراع من اراضيها إلى الأراضي اللبنانية ونجحت في ذلك.

  • شارك الخبر