hit counter script

ليبانون فايلز - باقلامهم باقلامهم - الدكتور نسيم الخوري

أهلاً بكم في وطن الموت

الإثنين ٢٠ حزيران ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

ليس لهذا الحبر سوى طمأنة اللبنانيين المشتّتين بل الفارين من جحيم لبنان نحو اقطار العالم وطمأنة من يوضّبون منهم حقائبهم للإصطياف، باعتبار لبنان"الوجهة السياحية الأولى لدول الخليج والدول العربية" وفقاً لتصريح السفير الكويتي عبد العال سليمان القناعي بعد انتهاء مهمّاته الدبلوماسية، وخصوصاً رغبة الكثير من الكويتيين في المجيء الى لبنان للإصطياف" وأضاف: "لا تعتلوا هم، فأنا لم أجد مكاناً لإبني على الطائرة ليأتي إلى لبنان لقضاء أسبوع".
نقول أهلاً وسهلاً وإذا خفتم من متغيّرات في طبيعة أطباقنا ، فأننا انتهينا من الإنتخابات البرلمانية المنسوخة، ونفّضنا أطباقها الراقصة بالعملات الخضراء، وإنّنا نطمئنكم بأنّ حسابات التغيير عندنا بعيدة جدّاً عن حسابات البيادر العتيقة في مصيفكم المعشوق لبنان.
لماذا؟
لأنّ أجيالاً تحرّكت لتُخرجنا من الزوايا والمحن، لكنّ شرائط فولاذية هائلة بانت تربط حكّام لبنان وطوائفه حول طبق واحد خلافاً لما يظهر لديكم من بعد. لم يتغيّر شيء سوى رشّة ملحٍ بسيطة لخمسة شابات وشباب دخلوا طبق البرلمان بالأهازيج وما زال الطريق وعراً وطويلاً كي نحدّثكم ونكتب لكم عن لبنان المستقبل الذي به نحلم.
لبنان الرسمي التقليدي قاعد أبداً فوق عتبة لبنان، ينتظر قدومكم وافدين وسائحٍين إلى لبنان الصيف بالملايين ويتلهّف لتفريغ جيوبكم بما يتجاوز مديونياتنا الهائلة المجرمة. بشرّتنا الدولة إيّاها بأنّ المطاعم والمقاصف والمراقص والفنادق ولبنان مسكون بفكرة الضيافة والسياحة أبداً، وبشّرتنا بأنّ أبرز قراراتها السياحية هو "الفوترة" بالدولار الأميركي لربّما يصبّ في ديارهم وتجّارهم مليارين أو ثلاثة مليارات لن يشم ّ الناس العاديين في لبنان اتّقاءَ من أهوال الأمراض المستعصية وفقدان الأدوية والتهويل بإضرابات المستشفيات وهي لن تحل إضرابات الموظفين في القطاع العام والخاص وفراغ الإدارات والشوارع والساحات حيث لا طاقة لمن بقوا هنا بتعبئة سياراتهم بالوقود بعدما تجاوزت تنكة البنزين الحدّ الأدنى للأجور. سيتفرّجون عليكم؟ قطعاً من النوافذ والسطوح المشلّعة لا عبر الشاشات المعتّمة. أرجوا ان تعذروننا إذا ما رأيتم طوابير الجائعين والمتسوّلين والمعتدين حيثما حللتم وخصوصاً طوابير الأطفال وكبار السن ترونهم صفوفاً أمام أكوام القمامة في الشوارع أو في مكبّات تحوق ببيروت.
نحن نقاتل أوضاعنا غصباً عنّا بكلّ فصوله.
قد نفهم ملوك الطوائف وهم ينفّضون أذيالهم من جماهيرهم الإنتخابية لاستقبالكم، لكننا لم نفهم مرشحين هاجروا من محافظة الى أخرى حاملين طوائفهم وثرواتهم المستترة للدخول الى البرلمان ومتابعة النضال الثوري الذي صمّ آذاننا، ولن نفهم ما قالته زوجة مرشّح: "شبعنا نضالاً ! غداً يصير زوجي نائباً وتتدفق الخيرات، وسنترك النضال لغيرنا لنسوح نحن في بلاد العالم. لبنان ما عاد ينسكن"!
غداً سنرى الفنادق مشعشة في الداون تاون وغيرها، لكننا كيف نُفهم أولادنا في أرجاء العالم المهووسين بتحويل ما تيسّر من دراهم تأميناً لذويهم في جمهورية العتمة.
نعم جمهورية العتمة منذ نصف قرن (سأوصفها في نصّ قادم). ليتني أنقل صورة الناس فوق سطوح لبنان والمجمعات وهم يرفعون ألواح الإنارة الشمسية والإستغناء عن الجمهورية التي خزّن زعماؤها وتجّارها ثروات هائلة من المولدات والمحروقات ونراهم يتحوّلون اليوم لقطاف الشمس وبيع كهرباء لبنان وتبرز القطب المخفية في صرّة التفاهم على ثروات الغاز والبترول عنوان لبنان اليوم والمفاوضات المتجددة مع إسرائيل.
قد نفهم ترضية خواطر المرشحين المنسحبين أو الراسبين بمال مستورد أو بنيل ابتسامة الزعيم طائفي أو بطلّة تلفزيونية أو بمنصب موعود آتٍ، لكننا لم ولن يفهم أطباء ومهندسين تدخلتّ بشأن ترشيحهم دول كبرى بعدما قضوا جزءاً كبيراً من حياتهم مقيمين بين غرف العمليات والجامعات وبين بيوتات السياسيين.
قد يفهم واحدنا قصص الثروات الهائلة عبر بونات البنزين وأجهزة الخلوي التي وزعت كما صناديق الأغذية الى أقصى حدود الخجل ، إلى قصص الملايين التي دفعت نقداً لقبولهم في بعض اللوائح ناهيك عن صناديق الدولارات الكرتونية وتوزيعها مئة دولار للصوت الواحد ومئة وخمسون دولار للسيارة المتحركة الملأى بالبنزين سلفاً. كان يعلو السعر مع نهايات النهار الإنتخابي بحثاً عن الجائعين الذين قبضوا ولم يقترعوا أو اقترعوا لمرشح أو للاّئحة المنافسة وهنا تكمن أعشاش الجرائم.
قد نفهم معنى تجميع البطاقات الإنتخابية وشرائها وحجزها، لكننا "نطمئن الناس" أنّ هناك هيئة عليا لبنانية لمراقبة الإنتخابات في لبنان أختصرها بكلمة واحدة فارغة من مضامينها تقي عيوب الدولة ومختصرها أنّ لبنان وطن نهائي لجميع اللبنانيين والموت في بلدنا بألف خير لكنّ الديمقراطية المستوردة ما زالوا يلفظونها هنا بالكاف أو بالآف لا بالقاف.

  • شارك الخبر