hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ابتسام شديد

وزير "كورونا" بشهادة "حسن"

الأربعاء ٨ نيسان ٢٠٢٠ - 06:18

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

منذ ان حطت كورونا رحلتها في لبنان، تحول وزير الصحة حمد حسن الى نجم الشاشات اللبنانية من دون منازع. استطاع الوزير الذي يتفوق كارهوه على اصدقائه، ان يسرق الأضواء من رئيس الحكومة حسان دياب ونظرائه الوزراء.
تحبه او تخاصمه، الجميع مجبر على تتبع اطلالات الوزير وتنقلاته اليومية والاستماع إلى ما يقول ومتابعة تغريداته ونشرته الصحية عن تطور مراحل الوباء.
"عين العاصفة، دائرة الخطر، لا داعي للهلع، الحجر الصحي"، مصطلحات حفظها اللبنانيون عن ظهر قلب ويرددونها على وسائل التواصل نقلا عن وزير الأزمة، كلما أطل عليهم متنبئا بمجرى الفايروس.
من 21 شباط، تاريخ تسجيل اول إصابة قادمة من الخارج، تغيرت يوميات الوزير حمد. بات الرجل على صلة باللبنانيين من كل الفئات والشرائح، لكن مشكلة الدكتور حمد انه وزير محسوب على حزب الله، هذه السمة فتحت عليه النار السياسية والانتقادات، فتعرض للهجوم بعدما نسبت أول اصابة بالفايروس لمسافرة لبنانية قادمة من طهران.
إذا كانت إعادة المغتربين من الخارج شكّلت التحدي الأكبر للحكومة، فإن الوزير حمد كان القائد الميداني للمغامرة. "سنخوضها"، قالها حمد لمقربين منه. "ونكمل اذا لم تحصل الأخطاء". وبالفعل مرت المرحلة الأولى بسلام ولم يخرقها إلاّ حادثتين جانبيتين، فرار احد العائدين وتحلق الإعلاميين لأخذ التصريح، باستثناء ذلك مر القطوع الأول من دون تسجيل اصابات بانتظار ظهور نتائج المرحلة الثانية.
مع ذلك فإن وزير الصحة لا يزال في عين عاصفتين صحية وسياسية، يواجه فايروس اربك دولاً وحكومات عظمى بامكانات متواضعة ودولة تفتقر المقومات الطبية، وفي عين الاستهداف السياسي، وقد تحول الى كيس رمل يتلقى الضربات الموجهة الى الحكومة وحزب الله.
وزير الصحة في حركة لا تهدأ منذ انطلاق عداد كورونا، شيئا فشيئا يثبت الدكتور حمد انه يتمتع بالمناعة اللازمة لمقاومة الفيروسات جميعها، فلم يتأثر بالانتقادات، وحتى اللحظة يمكن القول ان أداء وزارة الصحة شكّل علامة فارقة، فإذا نجح الوزير حمد في المحافظة على "هدوء" كورونا فذلك يحمل رسالتين، اولا الى الداخل الذي يرفض وزراء محسوبين على حزب الله، علماً ان حمد من خارج النسيج التنظيمي لحزب الله لكنه من فلكه السياسي، والى الخارج الذي يضع فيتوات ويلوّح بعقوبات ضد حزب الله ويصنفه ارهابيا. الأهم من ذلك الرسالة الأقوى الى الدول التي تملك إمكانات هائلة وعجزت عن إدارة كورونا، فيما إستطاعت دولة مفلسة ومنهوبة ان تتدبر أمورها.
قياسا على الدول المنكوبة بكورونا، فإن لبنان أحسن إدارة الأزمة بحجر مواطنيه وإعادة مغتربيه، وأقام خط دفاع ضد كورونا بتدابير احترازية اولية، قضت بإغلاق مجالاته الجوية والبرية والمدارس والتجمعات. الإدارة الصحيحة اثبت فعاليتها ونتائجها.
في التاسع من شهر آذار احتل لبنان المرتبة 23 بين الدول المصابة بالوباء، ليتراجع الى المرتبة خمسة وخمسين، مما يعني ان التفشي يحصل ببطء ولبنان لم يدخل مرحلة الانفجار، ومما يؤكد ان الخطة الصحية تسير بشكل جيد وأيضاً قدرة الجهاز الطبي على مواجهة الكارثة.
لا تهلعوا "قد تثبت الايام يوماً ان الوزير كان على حق، وانه اصاب حيث أخطا الآخرون، وربما قد يستحق شهادة "حسن".

  • شارك الخبر