hit counter script
شريط الأحداث

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

واشنطن تستدير نحو الرياض: رجاء لا تذهبوا شرقا!

السبت ١٨ حزيران ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


يستجمع الرئيس الأميركي جو بايدن جهوده لردم الهوّة التي نشأت مع المملكة العربية السعودية منذ إنتخابه رئيسا للولايات المتحدة الاميركية في تشرين الثاني من العام 2020. وسيحاول في زيارته المُرتقبة إلى الرياض في منتصف تموز المقبل بذل ما بإستطاعته لخطب الودّ السعودي مقابل حصوله على ما يريد بضخّ الرياض المزيد من النفط لإراحة السوق المتأزّمة جراء الغزو الروسي لأوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا.

لهذه الإنعطافة الأميركية ما يبرّرها، فالوصول الى حائط شبه مسدود مع ايران والفشل في إحياء الإتفاق النووي دفع واشنطن الى إعادة النظر في خياراتها الإستراتيجية. وما عزّز هذا الإتجاه هو التقارب الخليجي عموما والسعودي خصوصا مع روسيا والصين كبديل عن الولايات المتحدة الاميركية في الشراكة الطويلة المدى تجاريا وإقتصاديا، لا سيما أنّ الرياض سعت ليس فقط إلى ترتيب علاقاتها الدولية إنما أيضا الى ترتيب البيت العربي الداخلي إستعدادا لمواجهة تمدّد النفوذ الإيراني، في ما لو أُعيد إحياء الإتفاق النووي بين أميركا وايران. أمّا العنصر الثاني الذي دفع واشنطن إلى إعادة النظر في خياراتها هو الغزو الروسي لأوكرانيا وما نتج عن الحرب من اهتزاز عالمي تأتّى من إستخدام روسيا سلاح النفط والغاز في مواجهة العقوبات الغربية بحقّها.

في السياق وبعد الحرب التي بدأتها موسكو ضدّ كييف في 24 شباط الفائت، كان لافتا ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام منتدى سان بطرسبورغ الإقتصادي إنّ بلاده تخلّصت من موجة التضخّم بعد مرور ثلاثة أشهر على فرض العقوبات الغربية عليها، مشيرا الى انّ عهد أحادية القطب في العالم وصل الى نهايته، في إشارة إلى الدور الذي اضطلعت به واشنطن في العقود التي تلت سقوط الإتحاد السوفياتي.

وفي موازاة خلط الأوراق الدولي جراء عدم إحياء الإتفاق النووي من جهة والغزو الروسي لأوكرانيا من جهة أخرى، تبدو الرياض في موقع القوّة من جديد. فعلى أجندة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكثر من زيارة خارجية أقربها الى تركيا والأردنّ في إطار ما أُعلن عن أنّها مباحثات تتناول العلاقات الاستراتيجية والقضايا الإقليمية. ويبقى الحدث الأكبر إستقباله الرئيس الأميركي في تموز، فهل سيتمكّن بايدن من إصلاح العلاقات مع الرياض، وبأيّ ثمن؟

الأكيد أنّ الحراك الدولي المُستجدّ لن يكون بلا نتائج أو تداعيات ترسم جزءا من الصورة التي سترسو عليها السياسات الدولية في المنطقة لفترة زمنية غير قصيرة.

  • شارك الخبر