hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - مروى غاوي

هل حققت زيارة ظريف أي هدف من أهدافها؟

الأربعاء ١٣ شباط ٢٠١٩ - 05:58

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم تحظ زيارة أي ديبلوماسي قصد لبنان مؤخراً بما حظيت به زيارة وزير الخارجية محمد جواد ظريف التي استمرت 48 ساعة كانت محور متابعة دقيقة من الأوساط السياسية .
فالوزير الإيراني كان فاتحة الزوار الديبلوماسيين في المرحلة السياسية الجديدة بعد تأليف الحكومة وحضر وفي جعبته أفكار للتعاون الاقتصادي والأمني والتجاري وتمّ تحميلها مجموعة أهداف في سياق التسابق الإقليمي الجاري للدخول إلى الساحة اللبنانية.
سبق زيارة ظريف مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل وقائد المنطقة الإقليمية الوسطى في الجيش الأميركي جوزف فوتيل ووزير الخارجية مارشال بيلغنستي، وقد حملت زيارة ظريف رسائل إلى الداخل والخارج مفادها أن إيران التي فاز حلفاؤها في الانتخابات النيابية واستطاعوا أن يشكّلوا حضوراً مؤثراً في الحكومة الجديدة من خلال حصول حزب الله على وزارة الصحة لن تسمح بأن تتحوّل الساحة اللبنانية مجدداً إلى النفوذ السعودي .
الرسالة الأهم من البوابة اللبنانية إلى مؤتمر وارسو وهي أن طهران لا تزال قوية رغم العقوبات عليها وقادرة على التحكّم بالساحات العربية في عدد من الدول ومنها لبنان. فهل حققت زيارة ظريف أهدافها، وكيف يُمكن قراءة مسار الزيارة؟
تعتبر أوساط ديبلوماسية أن زيارة وزير الخارجية في الشقّ الأساسي كانت زيارة عرض عضلات موجّهة إلى الخارج أكثر من الداخل وتُفيد بأن إيران أول المهنئين بالحكومة القريبة منها، كما أن الزيارة رافقها ضجة إعلامية وسياسية كبيرة فيما حصيلتها أتت "حركة بلا بركة" بعدما تبيّن للموفد الإيراني استحالة قبول العروض الإيرانية والتعاون في القطاعات الاقتصادية تفادياً للعقوبات الأميركية والخوف من أن يتأثر الوضع الاقتصادي المتردّي من أي خطوة خارج السياق الصحيح.
ففي الشكل لم تتكفّل الصورة المبتسمة لوزيرَي الخارجية اللبناني والإيراني في إخفاء معالم تساؤلات رافقت استقبال ظريف من قبل ممثلي الثنائي الشيعي على أرض المطار في إزالة التباس عدم استقبال وزير الخارجية له، أضف إلى ذلك ما ورد في مقدّمة نشرة أخبار تلفزيون الـ "اوتي في" عشية الزيارة بأن الجانب اللبناني لن يخاصم واشنطن ليقبل مساعدات عسكرية من إيران، المقدمة فسرّت أنها خارج إطار النأي بالنفس، إضافة إلى الثغرات السياسية والديبلوماسية في طريقة استقبال الوزير الإيراني .
الواضح أن حلفاء حزب الله لم يستسيغوا وفق أوساط سياسية طريقة التعاطي مع الزيارة بعدما تبيّن أن المسؤولين ظهروا مربكين وتعاطوا مع الزيارة بحذر شديد خصوصاً أن ماكينة 14 آذار السياسية كانت جاهزة للتصويب عليها، لكن أوساط الحلفاء رأوا في موقف وزير الخارجية أنه كان محكوماً بالإزدواجية، فمن جهة حصلت اللقاءات السياسية للموفد الإيراني على أكمل وجه وتبيّن أيضاً أن رئيس التيار كان حريصاً على عدم تعريض علاقته الخارجية مع الغرب لأي توتر أو علامات استفهام لإقامة توازن سياسي، ومن هنا فإن موقف باسيل أراح الديبلوماسي الإيراني في موضوع عدم المشاركة اللبنانية في مؤتمر وارسو المخصّص للعقوبات على إيران، لكن بعض التفاصيل السياسية لم توحِ للجانب الإيراني بالاطمئنان ومنها أن المسؤولين اللبنانيين حرصوا على عدم التماهي الكلي مع العروض الإيرانية وعدم إعطاء أي موقف بشأنها، فيما بدا واضحا أن لبنان لا يُمكن أن يتورّط في أي عرض تسليح إيراني، أما العروض الاقتصادية فتحتاج إلى ظروف وبحث آخر.
في حصيلة الزيارة يُمكن القول إن الزائر الإيراني سعى لسدّ الفراغ على الساحة وفتح كوة في الجدار اللبناني عارضاً أفكاراً إيجابية حول تعاون ومقدّماً عروضاً بمساعدات في قطاعات الكهرباء والدواء لكن لبنان لم يتعاط بالكثير من الإيجابية مع العروض المقدمة وتفهّم ظريف الحيثية اللبنانية بأن هناك فريقاً سياسياً لا يؤيّد بلاده التي تدعم فريقاً سياسياً خصماً له يمتلك قوة عسكرية وازنة .
برأي الأوساط الديبلوماسية فإن أجواء الحذر التي رافقت الزيارة تثبت أن الجانب اللبناني حريص على عدم الإنضواء في أي محور سياسي راهناً ويُمكن القول إن "خوش آمديد" هي للترحيب الشكلي وليس للتعاون، ولكن الجانب اللبناني قد يجد نفسه في مرحلة مناقشة عروض تتعلّق بالبنى التحتية والأدوية مستقبلاً ولكن ضمن التفاهمات السياسية وبدون أن يشكّل ذلك استفزازاً لأي طرف سياسي أو تناقضاً مع العروض الغربية من مؤتمر سيدر .

  • شارك الخبر