hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - غاصب المختار

هل إطمأن الحريري فتَصَلَّبَ بوجه عون؟

الإثنين ٢٥ كانون الثاني ٢٠٢١ - 23:55

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

توسع إطار الأزمة الداخلية، من خلاف دستوري حول صلاحيات رئيسي الجمهورية والمكلّف تشكيل الحكومة، إلى الخلاف على توزيع الحقائب، إلى شخصي بعد الفيديو الشهير للحوار بين الرئيسين ميشال عون وحسان دياب، إلى دعوات لتشكيل جبهة معارضة ضد العهد لإقالة او إستقالة او إسقاط رئيس الجمهورية بعد إجراء انتخابات نيابية مبكرة، وتوقفت المساعي التي كانت قائمة امام حائط سميك، لتتسع بذلك أزمات النظام وسبل إنحلاله وإنحلال مؤسسات الدولة، فيما القوى السياسية تتمتع بحصانات وإمتيازات ومقومات سيطرة تحميها من السقوط او الإنحلال.

وجاءت عِظة البطريرك بشارة الراعي الاحد الماضي لتُضيء على جانب من الازمة، حيث تساءل: "هل من عاقل يُصدّق أن الخلاف هو في تفسير مادة من الدستور واضحة وضوح الشمس؟ أيها المسؤولون، الدستور وضع للتطبيق لا للسجال، وليكون مصدر إتفاق لا مصدر خلاف. أمام التحديات المصيرية ترخص التضحيات الشكلية، ويكفي أن تكون النية سليمة".

لكن المشكلة هنا ان النوايا ليست سليمة، وان كل طرف "يلطي" للثاني خلف خطوط حمر ومحرّمات، ما يعني ان التفاهم والتوافق مفقودَين، فمن يخرق هذا الجدار السميك وكيف؟ وهل يُعقل فعلاً كما قال البطريرك ان الخلاف هو على مادة دستورية واضحة وضوح الشمس؟

في الشكل يبدو الرئيس الحريري مُطمئناً إلى انه سيبقى رئيساً مكلفاً ولو استنزف وقتاً إضافياً مهدوراً من ولاية الرئيس ميشال عون، علّه بذلك يزيد الضغط على رئيس الجمهورية المستعجل تحقيق إنجازات كبرى في السنتين الاخيرتين من ولايته فيرضخ لشروط الحريري وتشكيلته الحكومية. كما يعتقد الحريري انه بعد انتهاء الولاية الرئاسية، ومع أي رئيس جمهورية آخر سيبقى هو الحصان الابيض لتشكيل أي حكومة، نظراً لتوازن القوى القائم، والذي يجعل منه ممثل الاكثرية السنّية المقبول من اكثر القوى السياسية، حتى تلك المحسوبة في موقع الخصومة له، ولا سيما حزب الله.

وثمّة من يقول ان الحريري مُطمئّن ايضاً إلى ان أي عقوبات اميركية لن تُفرض عليه في ولاية الرئيس جو بايدن إذا شكل حكومة بمشاركة وزراء ممّن يقترحهم حزب الله، وهو الامر الذي كان ممنوعاً ايام ولاية دونالد ترامب. ولهذا ربما رفع سقفه وقطع زياراته الى القصر الجمهوري منذ شهر وثلاثة ايام، وتوقف عند التشكيلة التي قدمها للرئيس عون.

اصطدمت مساعي سُعاة الخير بكثير من المطبات، حتى ان الرهان على تدخل اللحظة الاخيرة من قبل الرئيس نبيه بري او حزب الله لم يجد له مكاناً، فلا رئيس المجلس بصدد التدخل الآن ما لم يلمس رغبة فعلية من الرئيسين بتشكيل الحكومة، ولا حزب الله صدر عنه او عبر التسريبات ما يوحي فعلياً انه قام بخطوة عملية لمعالجة العقد. فعلى من التعويل؟ ومن هو القادر في هذا الجو المتأزم على فرض تنازلات او خفض سقف المطالب والشروط؟

  • شارك الخبر