hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ابتسام شديد

نصرالله وخطابات العدو الجديد

الأربعاء ١ نيسان ٢٠٢٠ - 06:21

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بداعي المعركة ضد وباء كورونا، يُكثّف الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مؤخراً من إطلالاته، حيث صار له موعد اسبوعي على غير عادته إلا في حالات الطوارىء القصوى. لكن خطابات السيد لم تعد نفسها في المضمون ومن حيث تحديد الهدف، وشَمَلَها التغيير الذي طال كل المعالم السياسية وتحول في اتجاه محدد نحو الحرب على الوباء.

في الشكل لم يتخلَ السيد عن الكثير من عناصر خطاباته وإن بدّل البوصلة، فلم يغير لهجته التحذيرية ولا ثقته الزائدة في التغلب على المصاعب والتحديات، لكن العدو اليوم صار مختلفاً وله "بروفيل" غير مرئي لم يعرف مثله الحزب في تاريخه المقاوم، وقد يكون أكثر ضراوة وفتكاً.

إطلالات نصرالله اليوم تُشبه ما كان يحدث في الأوقات الحرجة، مثل حرب تموز. والمقصود منها كما يقول العارفون في بيئة حزب الله ضخ التوجيهات ورفع المعنويات. إلاّ ان ما حدث في الاطلالتين الأخيرتين كان موجهاً باتجاه الجرثومة القاتلة لرفع حالة الجهوزية لدى حزبه والشعب اللبناني، ورسم خريطة طريق صحيحة لمكافحة المرض.

ما فعله نصرالله وضعه خصومه في إطار المزايدة والحلول مكان الحكومة ورئيسها، ووصل الأمر الى إعتبار نصرالله المرشد الأعلى للحكومة ومحركّها الذي يُملي عليها ما تفعله من إجرءات وما يجب ان تقوم به من فروض، ذهب البعض لوصف موقفه بأنه وصل حدّ تأنيب الحكومة على قبول مساهمة المصارف بدل حل مشكلة صغار المساهمين والطلاب خارج لبنان.

انتقاد الاطلالة لم يخفِ جانب الدعم الذي وفّره نصرالله في رسائله إلى منتقدي إجراءات الحكومة من حلفاء الخط ذاته، داعياً إياهم لعدم زج الحكومة في متاهات تعيين موظف، في وقت أنجزت حكومة دياب ما عجزت عنه حكومات كبرى استسلمت أمام جائحة كورونا. اكثر من ذلك طرح نصرالله مقارنة بين الحكومة اللبنانية والحكومات التي ارتبكت أمام كورونا، واصفاً تدابير حكومة الرئيس حسان دياب بالجيدة برغم الامكانات المتواضعة.

ثمة من يقول ان خطابات السيد اصبحت أكثر عقلانية بفعل تأثيرات كورونا وحصول متغيرات كثيرة، تماماً كما تعامل مع قضية تهريب عامر الفاخوري برفض الانجرار الى 7 أيار جديد، والمواجهة مع الجهات المولجة حراسة الأخير.

وبرغم ان خطاب نصرالله لم يعد مستفزا لجمهور كبير، إلا ان ثمة من لا يتقبل اي خطاب صادر من رأس المقاومة مهما كان نوعه، لكن ذلك لن يوقف اطلالات السيد او يثنيه عن تحضير الخطاب المقبل الذي سيضخ فيه المزيد من التوجيهات لما فيه مصلحة الجمهور ولإبقاء بيئته تحت العباءة، تماماً كما كان يفعل ايام الحرب.

صار واضحاً ان حزب الله يضع خطاً أحمرَ حول الحكومة مفاده وقف السجالات والمزايدات عليها، وضد محاولات استنزافها وجرّها الى تصفية الحسابات الداخلية.

الأيام المقبلة سوف تكشف الدور الكبير الذي أنجزه حزب الله في موضوع ترميم التصدعات الحكومية بين حلفاء الخط الواحد، وتوفير التفاهمات بين القوى السياسية بعد ان سُحِبَ لغم المغتربين الذي نصبه الحليف في عين التينة للحكومة. و يبقى الاتفاق على آلية التعيينات وتقريب وجهات النظر وعدم تكرار ما حدث من تجاذبات بين الفريق الواحد.

 

  • شارك الخبر