hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - حسن سعد

"التأسيسي" يتقدم... فهل توقفه حكومة الوزراء العشرة؟

الأربعاء ٢٠ كانون الثاني ٢٠٢١ - 00:01

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

بسبب وبنتيجة الخلافات والخلفيات والنكايات والرهانات والطموحات المعرقلة لتشكيل حكومة "مهمة"، لم يعد ممكناً الاقتناع بأن في لبنان قادة لديهم نيّة إنقاذ البلد حقاً، ولا بالإمكان الوثوق بقدراتهم، الشخصية الطائفية المحلية الإقليمية الدولية، على فتح ولو ثغرة في جدار شبه أزمة.

حتى أن ادعاء بعض القادة الخوف على مستقبل النظام والقلق على مصير البلد والتشبث بشكل وحجم معيّن للحكومة العتيدة بات غير مقنع، بل غير قابل للتصديق، فالتعقيدات والعقبات المفتعلة من قادة الفريق "المتخالف واقعياً"، أي تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية وحزب الكتائب اللبنانية، سواء كانوا منفردين و/أو متحدين، هي العامل المساعد والضامن، ولو بشكل غير مباشر، لنجاح قادة الفريق "المتحالف مبدئياً"، أي الثنائي الشيعي وحلفائه والتيار الوطني الحر، في الدفع نحو "المؤتمر التأسيسي" وقطف أفضل ثماره.

ما لم يأخذه قادة البلد في الاعتبار، الوطني الإنساني الأخلاقي السياسي، هو أن مرحلة تفشي وباء كورونا، وما خلَّفه من مآسٍ وما كشفه من عجز في إدارات ومن نقص في إمكانات الدولة، ليست هي المرحلة المناسبة لخوض المغامرات السياسية والمقامرات الشخصية.

إذا كان المعلن من الأسباب المعرقلة لولادة حكومة المهمة حقيقياً وصادقاً، خصوصاً منها حجم التشكيلة، فإن المقارنة بين تشكيلة حكومية متوسطة مؤلفة من 18 أو 20 وزيراً وبين تشكيلة حكومية مصغرة مؤلفة من 10 وزراء، تثبت أن التشكيلة المصغرة أكثر ملاءمة وفعالية وإنتاجية في هذه المرحلة الوبائية وظروفها التعجيزية.

فعلياً، "المؤتمر التأسيسي" يتقدم، فهل توقفه حكومة الوزراء العشرة؟ التي من مميزاتها:

ولادة أسرع، إنتاج أفعل، الثلث المعطل مُرَكَّب، المشاركة والتسميات أقل تعقيداً، التوزيع السياسي الطائفي للحقائب أكثر إرضاءً، معالجة التخوف من قلَّة إنتاجية وزير يتولى أكثر من حقيبة أسهل، الكلام والتنظير والخلافات في جلساتها أقل، انبثاق لجان وزارية منها أمر صعب فهي بالكاد لجنة، الأمر الذي سيختصر الوقت وسيسرِّع اتخاذ القرارات، والثقة المنتظرة من الداخل والخارج قد تعود تدريجياً على يديها.

الشعب اللبناني ليس بحاجة إلى قيام مصالحة بين القادة المتنازعين فعلاً والمتعففين شكلاً، بل هو بحاجة إلى توقف كل الأنانيين عن الاستثمار في الانهيار.

في أسوأ الأحوال، إضاعة الوقت بوجود حكومة مصغرة أفضل من إضاعته بانتظار حكومة متوسطة وما فوق لا يبدو أنها ستبصر النور في المدى المنظور.

  • شارك الخبر