hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

معضلة المرشَّحَيْن .. لا حلّ إلا خارجهما!

الجمعة ٢ كانون الأول ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


تكرّر أمس الملل النيابي في نسخته الثامنة في ساحة النجمة. توجّه النواب الى الجلسة مع علمهم المسبق بأنهم سيرفعون الستارة ثم يقفلونها على المشهد المسرحي نفسه، حيث تتقدّم الورقة البيضاء على مرشح قوى المعارضة رئيس حركة الإستقلال ميشال معوض بفارق عشريّ، مع تقلّص حماسة التصويت له. حتى أن معوّض نفسه الذي اشتكى خسارته صوتين بفعل إعلان المجلس الدستوري فوز النائبين عمر كرامي وحيدر ناصر بتموضعهما المعروف، أبدى استعداده لدعم أي مرشّح غيره واشترط أن يحمل صفتيّ السيادي والإصلاحي، في حال تم التوافق عليه. هذا التنازل وإن بقي في الشكل، يُعدّ مؤشرا الى أن معوّض يدرك المدى السياسي والزمني لترشيحه وحجم هذا الترشيح، دوليا ومحليا، حتى لو هو فاخر بأنه استطاع لبننة الاستحقاق.

مع ذلك ليس في مستطاع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لا شكلاً ولا فعلاً، وقف الدعوات الرامية الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ذلك أن أضعف الإيمان يوجب على النواب استمرار الانخراط الشكلي في الجلسات الإنتخابية، لو ادركوا مسبقا هشاشتها في انتظار الفرج الدولي المُواكَب محليا.

أحد محطات هذا الانتظار القمة الأميركية - الفرنسية في واشنطن والدينامية التي يحرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على إبقائها مشتعلة. وهي للمناسبة لا تزال تشكّل بقعة ضوء لبنانية، مع كامل الإدراك بأنها وحدها لن تملأ الفراغ الرئاسي، لكنها ستبقى تذكّر عواصم القرار وتلك المعنية بالملف اللبناني بأن ثمة بلدا آيلا الى الإصطدام الكبير والتفكك والسقوط ما لم تحطه العناية الدولية بما يحتاج إليه من مقومات للصمود. ولا ريب أن أحد أبرز تلك المقومات إنتاج تفاهم دولي - محلي لانتخاب رئيس جديد يستحصل على قبول لبناني واسع ووازن، يواكبه رئيس حكومة نظيف الكفّ لا يشوبه فساد مالي أو سياسي، راغب وقادر على إطلاق ورشة النهوض والإصلاح، ويُحاط الإثنان برعاية خارجية مالية وسياسية ترفع الحصار عن اللبنانيين.

الحاصل راهنا أن أيا من المرشّحين الرئاسيين اللذين يتنافسان للوصول الى بعبدا، لا يتوافق مع كل تلك المواصفات:

١-أحدهما قادر على تكوين توافق داخلي واسع على شخصه، لكن لن تتحقق له الرعاية الدولية مهما فعل وتحرّك وأوفد، بما يعني أن انتخابه سينتج حكما استمرارا للحصار المالي، عدا عن الشكوك في مدى تمكّنه إصلاحيا.

٢-فيما الثاني يجتمع عليه الخارج مع كل الضمانات اللازمة، لكنه يفتقد الى تفاهم الداخل، بما يعني أن انتخابه سيؤدي الى رفع الحصار لكنه سيزيد التعقيد المحلي بل سيوسّع بقع الإنشطار والتشظي.

ولا يبدو الى الآن أن ثمة نية أو رغبة لدى القوى الفاعلة محليا وخارجيا للذهاب الى خيار خارج هذين المرشحين، بما يعني أن الفراغ باق الى حين.

  • شارك الخبر