إستمع للخبر

أضيفت الى واجهة التعقيدات المحلية الكثيرة الأزمة التي نتجت من انعقاد مجلس الوزراء أمس خلافا للاتفاق الذي أُعلن مضمونه في جلسة مجلس النواب في ٣ تشرين الثاني والقائم على ‏التزام الرئيس نجيب ميقاتي حدود صلاحيات حكومة تصريف الأعمال وعدم الذهاب إلى مخالفة الدستور.

وصار واضحا أن ميقاتي واحد من مسببات الأزمة وليس المسبّب الوحيد، ذلك أن أكثر من جهة شاركت فيها، افتعالا وتغطية.

١-فرئيس مجلس النواب نبيه بري لا يخفي نيته استكمال المعركة ضد الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر. ويعتبر أن تفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال ينزع من التيار ورقة ضغط سياسية يستطيع من خلالها توظيف الفراغ لفرض شروط في الملف الرئاسي.

٢-وحزب الله بدوره يوظّف تفعيل الحكومة للضغط على التيار الرافض حتى اللحظة تيسير انتخاب زعيم تيار المردة سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية. ولا يمكن فهم تغطيته دعوة ميقاتي لاجتماع الحكومة أمس إلا في هذا السياق. كما لم يكن وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية موُفّقا في تسويقه تغطية الحزب ميقاتي. فهل بات ارتياد المنتجعات الجبلية من الضرورات القصوى لاجتماع الحكومة ولا يمكن للبنانيين العيش من دونه؟

٣-أما ميقاتي فهو الآخر يواصل خوض ما سمّاه يوما معركة تصفية إرث عون والتيار في الدولة والمؤسسات. الى جانب أنه انخرط بصورة لافتة، وربما باكرا، في معركة فرنجية، وفي اعتقاده أنه بذلك يضمن استمراريته في العهد العتيد.

٤-يبقى أن ما فعله وزير الصناعة جورج بوشيكيان موضع تقويم لدى التيار كما لدى المعنيين. وتبيّن حتى الآن أنه خرق المقاطعة بقرار ذاتي عائد الى أمرين: أولهما يتعلق بأمر خاص، وثانيهما مرتبط بخلافات داخل حزب الطاشناق. ولا يخفى أن الأمين العام للحزب النائب آغوب بقرادونيان سبق أن طلب من ميقاتي تبديل بوشيكيان بآخر يسميه الحزب انطلاقا من أن أنظمته الداخلية لا تجيز الجمع بين النيابة والوزارة. في الموازاة، لم يتبيّن حتى اليوم ممارسة حزب الله ضغطا على الطاشناق لكي يخرق وزيره قرار المقاطعة.

وستكون لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل إطلالة متلفزة الرابعة والنصف بعد ظهر اليوم يضمّنها الرد على ما حصل، مع موقف عالي اللهجة يتناول الحلفاء قبل الخصوم.