hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ابتسام شديد

مخاوف وجودية على مستقبل المسيحيين

الأحد ٢٣ آب ٢٠٢٠ - 23:59

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لم يكن ينقص المشهد المسيحي تعقيداً إلاّ حصول انفجار بيروت لتزيد الفجوة بين الجمهور وقياداته السياسية. فمنذ فترة يعيش المسيحيون أزمة ثقة مع مسؤولين "خذلوهم"، معطوفة على قلقٍ وجودي زادت حدّته بعد انفجار المرفأ، الذي نَكَبَ منطقة مسيحية حيوية بكاملها.

صحيح ان الأزمة تعود الى فترة طويلة، لكنها تضاعفت منذ ثورة 17 تشرين الأول، مما دفع المرجعيات الدينية والمدنية المسيحية إلى رفع الصوت ازاء المخاوف من الهجرة والبطالة، ومطالبة رجال الدين في عظات الأحد بتحييد لبنان عن صراعات المنطقة.

انفجار بيروت وضع الاصبع على الجرح، وأسقط الخطوط الحمراء. فهو وان كانت أضراره لم تفرق بين الأديان، لكنه أصاب المسيحيين بالصميم في عمق المنطقة ذات الأغلبية الأرثوذكسية. يكفي سماع صرخات الغضب حول النعوش البيضاء، في تشييع الشهداء في عين الرمانة وفرن الشباك لتبيان حجم اليأس والشعور بالخذلان. لن تنتهي المسألة عندما يتوقف الحِدَادْ او بمجرد إزالة الدمار. الجرح المسيحي مستمر، والمسيحيون لم يعودوا يثقون بقياداتهم السياسية.

ويؤكد نائب مسيحي معارض، ان الهوّة إتسعت بين الناس وبين السلطة، ولدى المسيحيين اليوم حالة نكبة على كل الأصعدة. والمؤسف ان السلطة تقوم بتركيب بازل الحكومة وكأن 200 شهيد لم يسقطوا، ولم يُصَبْ 6 آلاف مواطن، ودُمّرت آلاف المنازل فوق رؤوس ساكنيها. المهم ان يبقوا في مراكزهم او يعودوا اليها.

ويضيف: السلطة منشغلة بترتيب علاقة جبران باسيل وسعد الحريري، وما يُرضي التيار الوطني الحر وبأي شروط يعود سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، وفي تحضير شكل الحكومة وتسمية رئيسها والوزراء، بينما الناس يدفنون ضحاياهم.

مهما كابر التيار الوطني الحر، فإن المصيبة الكبرى وقعت فوق رأسه أكثر من غيره من القوى المسيحية الأخرى، على خلفية علاقته بحزب الله، والفكرة السائدة منذ انفجار المرفأ ان لحزب الله حضوراً وسيطرة في المرفأ. بعد الانفجار، تعززت المخاوف لدى فريق من المسيحيين، ليس خوفاً من ان يُستعمل سلاح المقاومة ضدهم، بل من حصول عمليات أمنية تُشبِه تفجير المرفأ تحت ذريعة السلاح. ويمكن التوقف عند استقالة معظم اعضاء مجلس بلدية بعبدا اعتراضاً على عدم الأخذ بتحذيراتهم حول إحتمال وجود مواد متفجرة مُخزّنة في نطاقهم الجغرافي.

الإعتراض المسيحي لم يَعُد يقتصرُ على بيئة القوات اللبنانية والكتائب، إذ توسّعت الدائرة لتشمل المحسوبين على التيار الوطني الحر. فالتيار دفع ثمن تحالفه السياسي مع حزب الله تراجعاً في رصيده وشعبيته.

نال التيار أكبر حصة من الشتائم والحملات الاعلامية ضد مسؤوليه في الأسبوعين الأخيرين، وهو كما تقول المعلومات يُجري مراجعة للأحداث التي حصلت منذ 17 تشرين الاول، واثّرَت على علاقته بجمهوره. ومن دون شك فإن العلاقة مع حزب الله تتصدر جدول الاهتمام. إذ تُضاف أزمة علاقة التيار وحزب الله الى مشاكل التيار المسيحي القوي، الذي لديه جيش من النواب والوزراء والمديرين العامين والقضاة والضباط، انتهت انجازاتهم "بلا شيء".

صورة العهد والتيار الوطني اهتزت بعصف انفجار بيروت، فالمناطق المجاورة للمرفأ مسيحية التاريخ العمراني والسكاني. هذه الصورة تحتاج اليوم الى الترميم الذي قد يكون مُعقّداً لكنه على الأرجح ليس مستحيلاً.

  • شارك الخبر