hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - غاصب المختار

ما اشبه الامس باليوم... عقوبات زمن الانتخابات وتشكيل الحكومة

الأربعاء ٩ أيلول ٢٠٢٠ - 23:38

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

سكتت الادارات الاميركية المتعاقبة طويلاً على ما تصفه فساد الطبقة السياسية في لبنان، طالما ان هذه الطبقة كانت ملتزمة حدوداً معينة سياسية وغير سياسية في العلاقة مع الاميركيين، بل كانت تلبي الكثير من المصالح الاميركية ولا تتخذ موقفاً عدائياً مباشراً من اميركا. وطالما كان السفراء والزوار الاميركيين الكبار وغير الكبار، محط ترحيب ودلال في لبنان. فما عدا مما بدا حتى تغير الموقف الاميركي واصبحت مكافحة الفساد هدفاً اميركياً متقدماً في لبنان، واصبحت معظم الطبقة السياسية مستهدفة بالعقوبات؟

ثمة من يقرأ العقوبات التي فرضتها الخزانة الاميركية على المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، وعلى المعاون السياسي ايضا لرئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية الوزير السابق للاشغال يوسف فنيانوس، بأنها رسالة مباشرة لكل من بري وفرنجية، باستهداف اقرب المقربين منهما، طالما ان للإستهداف الشخصي المباشر لزعيمين سياسيين كبيرين وزعيمين كبيرين في طائفتيهما مخاطر كبيرة تنعكس سلباً ليس فقط على اميركا، بل على مجمل الوضع اللبناني، وتأخذه الى فوضى كبيرة لا تريدها اميركا، على الاقل في الوقت الراهن.

الرسالة الاميركية على ابواب اتصالات تشكيل حكومة الرئيس مصطفى أديب مفادها، بحسب مصادر كتلة الرئيس بري، اترك حزب الله وخذ ما شئت. ولفرنجية ايضاً بالمعنى ذاته، وهي محاولة من الادارة الاميركية لعزل حزب الله عن اقرب حلفائه، ولذلك ليس من المستبعد ان تشمل العقوبات لاحقاً شخصيات من التيار الوطني الحر والحزب القومي وحلفاء اخرين من مختلف الطوائف والمشارب السياسية، علماً انه سبق لوزارة الخزانة الاميركية ان فرضت عام 2007 عقوبات على كل من النائب اسعد حردان والوزير السابق وئام وهاب، متهمة اياهما "بالعمل مع المسؤولين السوريين للتأثير على السياسة اللبنانية"، وكانت المعركة الاميركية وقتها موجهة ضد النظام السوري بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وأتت هذه العقوبات بعد يومين من تحذير وزيرة الخارجية الاميركية وقتها كوندوليزا رايس لوزير الخارجية السورية وليد المعلم، "من التدخل في الانتخابات اللبنانية". كما سبق وفرضت عقوبات على حزب الله وبعض الشخصيات الاخرى ايام التفاوض لتشكيل حكومتي سعد الحريري وحسان دياب. فما اشبه الامس باليوم، حيث تجري مفاوضات تشكيل حكومة مصطفى أديب، ويتم الحديث عن انتخابات نيابية مبكرة.

تسعى الادارة الاميركية حالياً الى إبعاد تأثير حزب الله وحلفائه الاقربين عن تشكيل الحكومة وعن الانتخابات النيابية المقبلة، تماماً كما حاولت إبعاد تأثير سوريا عام 2007 عن الانتخابات النيابية وفشلت، ودخل حلفاء سوريا الى البرلمان بقوة. فهل تفشل الان مجدداً ويعود حلفاء حزب الله الى الحكومة بالزخم نفسه، ام يراعون الصديق الفرنسي ويشاركون في الحكومة بوتيرة اخف؟ وهل ان العقوبات الجديدة تأتي بالتنسيق مع المبادرة الفرنسية ومكملة لها لتسهيل التشكيل، ام انها موجهة ايضاً الى الفرنسيين لإضعاف الدور الفرنسي غير المتشدد في لبنان؟ وهل اتت العقوبات الجديدة للضغط على الجانب اللبناني، عشية الزيارة المرتقبة لمساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد شينكر الى لبنان للبحث في موضوع تحديد الحدود البحرية؟ كلها اسئلة مطروحة ومباحة بانتظار الاجوبة من خلال الممارسة.

  • شارك الخبر