إستمع للخبر

عاد التفاؤل النسبي الى ملف ترسيم الحدود البحرية، مع ما توافر في الساعات القليلة الفائتة من مستجدات أظهرت أن الضغط الأميركي على إسرائيل جدي لإنهاء الإتفاق الحدودي مع لبنان بأي صيغة أتى، سواء منجزا مكتوبا متوّجا بإحتفالية رسمية، أو تفاهما مرحليا يتيح ترسيخ معادلة win win situation التي يجهد في سبيلها على حد سواء الولايات المتحدة وفرنسا والأوروبيون واسرائيل ولبنان.
في هذا السياق، أكد مرجع كبير أمام زواره تفاؤله بقرب إنجاز الإتفاق، واضعا مهلة تتراوح بين أسبوع و10 أيام للوصول الى المرتجى. وإذ لم يخض المرجع في ما تولّد لديه من معطيات إيجابية، علم "ليبانون فايلز" أن الساعات الأخيرة شهدت إتصالات لبنانية – دولية على أعلى مستوى تناولت آخر المعطيات وخصوصا في كل من واشنطن وباريس وتل أبيب، وأظهرت أن ثمة استعجالا حقيقيا للوصول الى إتفاق حدودي بين لبنان وإسرائيل، وأن رئيس الوزراء يائير لبيد مقتنع بتوظيف ما تبقى من أيلول من أجل إتمام هذا الأمر، على أن يبدأ الإستخراج من حقل كاريش في مطلع تشرين الأول، ما يعني أن الإنتخابات التشريعية لم تعد حجر عثرة أمامه، وأن ثمة إخراجا اسرائيليا- أميركيا متوقّعا للإتفاق بما لا يؤثر في الوضعية الإنتخابية لحزبه.
لكن مصادر ديبلوماسية رفيعة أبدت خشية من أن يبادر طرف لبناني الى تعطيل الاتفاق هذا في حال صدقت التوقعات تجاه النيات الإسرائيلية الإيجابية، كاشفة أن ثمة جهات لبنانية لا تزال تأمل في أن تنجح في ترحيل الإتفاق مع إسرائيل الى ما بعد إنتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في 31 تشرين الأول، إستكمالا لمسار التشفي والإنتقام.
واستغربت المصادر هذا السلوك غير المسؤول الذي يجافي المصلحة اللبنانية لغايات شخصية ضيّقة، ويعطّل تفاهما إقليميا - دوليا ثابتا على ضرورة إقفال الملف الحدودي، بما يتيح لكل أصحاب المصلحة الإنطلاق نحو تحقيق مصالحهم، سواء في استخراج الغاز الإسرائيلي وتصديره الى أوروبا، أو في تعبيد الطريق اللبناني نحو إنطلاق ورشة الإستكشاف الطويلة نسبيا لكن القادرة على تأمين واردات مالية جزيلة للبنان حتى قبل بدء إستخراج النفط والغاز، الى جانب ما يعني هذا الإتفاق من إرساء نمط مفقود من الإستقرار السياسي في لبنان ومحيطه.