إستمع للخبر

لم يحسم التيار الوطني الحر حتى ساعة متقدمة من ليل أمس وجهة تصويته الرئاسي في جلسة مجلس النواب اليوم المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

قد يتخلى التيار عن الورقة البيضاء، وهو الراجح اليوم ما لم تتبدّل المعطيات في اللحظة الأخيرة الفاصلة عن بدء الجلسة، ويستعيض عنها بالتصويت لمرشح لم تُحدد هويته بعد. وربما تتوزّع أصوات كتلة التيار والحلفاء في تكتل لبنان القوي على أكثر من مرشح. ويبقى الخياران أو أحدهما رهن ما تحمل الساعات القليلة المقبلة من تطورات متسارعة، وخصوصا على مستوى العلاقة المتشنّجة راهنا بين التيار وحزب الله.

ولا يُخفى النقاش التياريّ الذي سبق تنامي الخلاف بين الحليفين، في جدوى البقاء على الورقة البيضاء كإجراء آني ومرحلي يطرحه حزب الله لتعبئة الوقت الضائع مانعا في الوقت عينه الفريق الخصم من إيصال مرشحه، قبل أن يبدأ خوض معركة ترئيس رئيس تيار المردة سليمان فرنجية علنا وجهارا، في صندوقة الإقتراع في مجلس النواب وخارجه.

وبما أن ثمة افتراقا غير خفي بين التيار والحزب، بل خلاف عميق في مسألة ترئيس فرنجية، لا يعود من سبب للبقاء على الورقة البيضاء. الى جانب أن لا مصلحة للتيار في أن يبقى عرضة للتصويب والانتقاد الداخلي والخارجي واتهامه بتغطية خيار حزب الله الرئاسي، ما دام هو نفسه ينتقد بل يرفض هذا الخيار. لذا سعى التيار مع البطريركية المارونية ومع حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري وآخرين لاختيار وترجيح اسم توافقي

من خارج الإصطفاف الحاصل، بما يؤمّن المواءمة بين حماية المقاومة من جهة وبناء الدولة من جهة أخرى.

ويريد التيار من ذلك التأكيد على أن الخيارين يتكاملان ويتقاطعان، وأن أحدهما لا يلغي الآخر. لا بل أن البلد لم يعد يحتمل مزيدا من التداعي والتشظي، وانتشاره أخطر بكثير على المقاومة من أي تحدّ خارجي، ولا سيما الخطر الإسرائيلي. فيما الحزب يقدّم الخيار الاستراتيجي على الخيار الدولتي، ويرى أن الاولوية لرئيس يطمئنه ويحمي خاصرته، والباقي يأتي لاحقا.