hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - جلال عساف

"ليبانون فايلز" يكشف: رئيس جديد في القصر في هذه المهلة!

الأربعاء ١٧ آب ٢٠٢٢ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


في مثلث "الحلم والواقع والوهم" يدور لبنان واللبنانيون في هذه المرحلة وأكثر من أي وقت مضى.

الحلم بالتزام تطبيق الدستور والقانون بديهياً بروحية إيجابية، والواقع بما يُنتهج عملياً "باللوياجرغا- مجلس القبائل والعشائر اللبنانية"، بروح نكدية ثأرية والوهم بالانتصار على مافيات الدولة العميقة ولربما المعصية كما المعالجة تكمن في هذه المعادلة المثلثة المتضاربة خصوصاً أن الاستحقاقات داهمة، لا بل ان لبنان بات في حديقة تلك الاستحقاقات وفي مقدمتها: تأليف حكومة، انتخاب رئيس للجمهورية وترسيم الحدود البحرية جنوباً.

في هذه الاستحقاقات الثلاثة، سواء كانت مترابطة او متراصفة او متوازية، فإن الاستحقاق الحكومي ليس في طور التحقق بفعل أن الرئيس المكلف متهم بأنه مرتاح على وضعه كرئيس لحكومة تصريف أعمال، وعلى اعتباره أنه قام بواجباته وصلاحياته الدستورية، حتى أنه وبحسب أوساط مطلعة يحضر دراسة ومطالعة ومخالصة دستورية - قانونية معمقة تبرهن أن حكومة تصريف أعمال يمكنها أن تضطلع بمهمات رئيس الجمهورية في حال حصول فراغ رئاسي.

في المقابل، ودائماً على مسار تأليف حكومة جديدة، فإن رئيس الجمهورية الحالي لن يرضى بأقل من تأليف حكومة سياسية جديدة متكاملة وبالاشتراك مع الرئيس المكلف وما لصلاحيات رئيس الجمهورية من صلة بالتأليف ويُقال أيضاً إنه يريد فيها مكتسبات وازنة تصب في شكل أو بآخر في مصلحة النائب جبران باسيل في المرحلة الآنية واللصيقة واللاحقة. وهنا تكمن المشكلة او بالأحرى مشكلة تطبيق الدستور ليس بالروح الايجابية، بل بالسلبية والثأرية والتناكدية لجهة تفسير المشاركة في التأليف.

وفي الاستحقاق التالي والذي يتقدم وقد تقدم كل الاستحقاقات، هو انتخاب رئيس للجمهورية وفق الدستور، والأهم وفق السياق الايجابي الواجب لتطبيق الدستور (وهنا يكمن الحلم ) أن نصدق أن نواب الأمة سيتحملون مسؤولياتهم ويحضرون ليكملوا النصاب في أول جلسة يدعو اليها رئيس البرلمان للانتخاب الرئاسي فينتخبوا رئيساً للجمهورية قبل نهاية تشرين الأول المقبل آخذين في الحسبان معاناة الناس والجحيم الذي بلغه اللبنانيون في درك لم ينزل اليه لبنان الكبير منذ أن أعلن قبل مئة عام وعام.

وأمّا الواقع فهو أن يتفاهم زعماء القبائل والعشائر في لبنان الكبير الفقير على رئيس للجمهورية وأن ينتخبوه في أقرب وقت، وبعد تشاور كل من هؤلاء مع سلالته الاقليمية والدولية أو القبائل التي يتحدرون منها هذا من جهة، ومن جهة ثانية بعد أن يستنزفوا كامل أنانياتهم وجمهورهم ومصالحهم الضيقة الخانقة في نهجهم السياسي التشارطي قبيل الضغوط التي يفرضها عليه الكبار في الخارج بعد التسويات فيما بين هؤلاء الكبار.

ونصل الى الوهم الذي يتمثل بمحاولات الانتصار على مافيات الدولة العميقة من السلع الاستهلاكية الى النفطية الى المالية الى وإلى وإلخ... هنا، يجدر القول: ان جميع رؤساء السلطات الدستورية لن تقاتل ضد هذه المافيات لا بل هي لن تغضبهم ولربما نقول إنها لن تخذلهم حتى وإن كانت لا تتواطأ معهم ، وقد حصلت براهين وأمثلة كثيرة على ذلك أقله في الأعوام الأربعة الماضية (ولطالما الوضعية كانت كذلك في العقود الماضية لكن في الاعوام الأخيرة تظهّرت أكثر بفعل القلة وشح المال).

في أي حال، الاستحقاق الرئاسي يأتي الآن في المقدمة إذا كانت المراجع الدولية تضغط في اتجاه إجراء الانتخاب الرئاسي في مواعيده الدستورية فإن المعلومات تشير الى الأخذ بالحسبان بكل جدية التأثيرات الخارجية في مسار هذا الاستحقاق وأبرزها: مجريات وتطورات الملف النووي الايراني العالمي، على أن أي نقلة إيجابية فيها تسهل الانتخاب الرئاسي اللبناني في موعده.

وهناك أيضاً تأثيرات المفاوضات السعودية - الايرانية وإن كانت المفاوضات متباطئة حتى الآن. في الغضون، أكد مرجع دبلوماسي لـ "ليبانون فايلز" ان الانتخاب الرئاسي اللبناني سيحصل حتى وإن تأخر في أبعد تقدير شهراً أو شهرين، وأن مطلع سنة 2023 سيكون للبنان رئيس جمهورية غير صدامي وليس رئيس "تحدي" مهما كانت التطورات التي ستسبق الانتخاب الرئاسية.

ولدى الاستيضاح عن احتمال أن تؤثر مجريات ملف ترسيم الحدود الجنوبية البحرية سلباً او دراماتيكياً بالأوضاع في لبنان الذي أصلاً يعاني تدهوراً معيشياً واقتصادياً وسياسيا، بحيث تظهر أول تلك الانعكاسات على مستوى الانتخاب الرئاسي، أكد المرجع عينه أن كل ما يُثار عن احتشاد عسكري وامني، على جانبي الخط الحدودي الجنوبي الفاصل يندرج في إطار حرب لن تحصل أو كأنها حصلت وانتهت، وأن الهدف من هذه المشهدية وعراضات القوة والتخويف والتهويل يرمي الى الدفع نحو الذهاب لمعاودة المفاوضات غير المباشرة للترسيم، وبالتالي فإن الفريق الأميركي الذي يضطلع بدور المحرك - الوسيط الى جانب رعاية الامم المتحدة للمفاوضات اللبنانية - الاسرائيلية غير المباشرة، يعارض أي مغامرة اسرائيلية حدودية في وقت يدرك حزب الله بكل حكمة ودقة وقوة أن حشر الذات في تحديد مهل زمنية لا يفيد الهدف، وإن كان حزب الله كمقاومة متمسك بمعادلة أن مسيّراته وقوته في خدمة الموقف اللبناني الدولتي في موضوع الثروة البحرية وفي أي مفاوضات ترسيمية.

ويستبعد المرجع الدبلوماسي حصول حرب مؤكداً أن قضية الترسيم البحري ستؤجل أو سيُعمل لإرجائها الى مطلع الخريف أو الى مابعد انتخاب رئيس للجمهورية ومن ضمن الدوافع ايضاً أسباب اسرائيلية داخلية.

وبالمجمل، يمكن العودة الى القول :إن لبنان باقٍ ضمن مثلث الحلم والواقع والوهم، ولعل الحلم يتحقق بواقع مرضٍ جميل متجدد من جهة، وبوهم زائل متبدد بمجرد مواجهة المافيات من جهة اخرى.

  • شارك الخبر