hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

"ليبانون فايلز" يروي فصلاً من فصول الترسيم!

الجمعة ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٢ - 00:02

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


أقفل إعلان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون موافقة لبنان على اعتماد صيغة الترسيم النهائية للحدود البحرية مع إسرائيل، مسارا طويلا من التفاوض غير المباشر استهلك ١٢ عاما بالتمام والكمال، وشهد الكثير من المدّ والجزر، لكنه لم يقرب يوما الى اتفاق حتى في عزّ تولّي السفير فريدريك هوف الملف. ذلك أن الوسطاء الأميركيين، وخصوصا هوف ودايفيد ساترفيلر ودايفيد شينكر، كان جلّ تركيزهم على ترسيم الخطوط معطوفا على تهديد ووعيد، فيما استطاع المنسق الرئاسي الخاص للشراكة من أجل البنى التحتية والاستثمار العالمي آموس هوكستين وضع مقاربة مختلفة جذريا قامت على أهمية إيجاد مساحة مشتركة لكيفية استثمار ما تحت الماء لا ما فوقها، في استعاضة عن توظيف الجهود حصرا في ايجاد صيغ لرسم خطوط، ليست هي الجوهر.
وتبيّن أن مقاربة هوكستين أثبتت فاعليتها، إذ أنهى في أقلّ من عامين ما تعثر فيه من سبقه على امتداد عقد من الزمن. وقامت تلك المقاربة، منذ اليوم الأول، على أساسين:
١-وقف نهائي لآلية المفاوضات غير المباشرة في الناقورة باعتبارها غير ذات جدوى، واستبدالها بالديبلوماسية المكوكية التي قادت هوكستين الى لبنان واسرائيل وفرنسا، كما الى قطر واليونان وألمانيا، وهي زيارات لم تزل ظروفها ونتائجها طيّ الكتمان، وتستحقّ أن تروى حيثياتها وتأثيرها في مجمل المسار التفاوضي، وصولا الى الإتفاق.
٢-استبدال النقاش العقيم في ترسيم الخطوط بالتركيز على أهمية ايجاد آلية تنظّم استثمار ما في باطن البحر من ثروات كامنة، بحيث تكون الأولوية لهذه الآلية. عندها يصبح الترسيم تلقائيا تحصيلا حاصلا، كي لا يقال عنه إنه عنصر هام لكنه مكمّل للإتفاق الأساس.
استثمر هوكستين في خلق مساحات مشتركة تقلّص تباعا نقاط الخلاف، في موازاة حرصه على التأكد من أن كل الأطراف المعنية، وخصوصا لبنان واسرائيل، جادة في التوصل الى إتفاق ينهي فصلا من فصول أزمة الحدود البحرية التي زادها تفاقما نقص الإمدادات الطاقوية عالميا نتيجة الحرب الروسية - الأوكرانية، والتذبذب في تزويد دول أوبك السوق العالمية بما يلزم من حاجاتها النفطية.
صحيح أن مهمّة هوكستين تعرّضت لمجموعة من الوعكات، كان أكثرها حدّة في الأيام والساعات الأخيرة التي سبقت التوصل الى الإتفاق، لكن إصرار الرجل على النجاح في مهمته معطوفا على ما يصفه من خبره في عمله التفاوضي بالمهنية، والحياد الى حدّ كبير، انطلاقا من تخصصه في الملف الطاقوي وقدرته على ابتكار الصياغات والأفكار من خارج الصندوق، كل هذه العناصر شكّلت عاملا أساسيا في تذويب الصعوبات وفي تذليل ما كان يستجدّ من عقبات.

  • شارك الخبر