hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

لبنان الـ 2022: أي إنتكاسة وبائية هي إنتحار!

الجمعة ٣١ كانون الأول ٢٠٢١ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


حتّى تشرين الثاني الفائت، حصد كوفيد-19 خمسة ملايين ضحية عبر العالم. أي أنّه في سنتين أودى بحياة نصف وفيّات الحرب العالمية الأولى. ورغم اللقاحات التي أبصرت النور مطلع العام 2021، إلا أنّ نسبة لا تتعدّى الـ 40% من سكّان الأرض تمكّنت من الحصول على اللقاح، فيما كان الهدف أن يتمّ تلقيح أكثر من 70% منتصف العام 2022 للإنتصار على الفيروس والحدّ من متحوّراته، وبالتالي ما يزال ضبابياً حتّى الساعة.
الـ 2022 إذاً، هو عام جديد مع كورونا. يبدأ مع أوميكرون ولا نعرف كيف ينتهي. إذ لم تنجح بعد استراتيجية الأمم المتحدة لجعل المساواة في اللقاحات حقيقة واقعة من خلال تسريع الجهود وضمان أقصى قدر من اليقظة لهزيمة الفيروس.
المتحوّرات الجديدة، بحسب المعطيات العلمية، ليست أخطر من سابقاتها ولكنّها أكثر إنتشاراً. سببها عدم إتاحة اللقاحات للجميع، فكان أن أتانا من أفريقيا متحوّر أوميكرون مُعيداً عقارب الساعة الى الوراء. فما لبث بعض البلدان ان تنفّس الصعداء حتّى عاد يبحث في الإغلاق العام، نظراً الى تخطّي الإصابات عتبة الآلاف يومياً.
وإذا كانت للعالم قصّة، فإنّ للبنان قصصاً تبدأ مع كورونا وتكاد لا تنتهي في مكان. هنا الوضع معقّد، فنحن في قعر الهاوية، لا على شفيرها.
نسبة الإرتفاع في الإصابات التي تخطّت في الساعات الماضية عتبة الثلاثة آلاف يومياً مع معدّل 15 وفاة، يرجّح تكرار سيناريو العام الماضي. فمن أين نبدأ في توقّع الأسوأ؟ وهل يتحمّل اللبنانيون إغلاقاً تامّاً جديداً وهم بأمسّ الحاجة الى العمل؟!
لا تضيف التصاريح الرسمية شيئاً جديداً الى واقعنا المأساوي. هي توصِّف حالة باتت معروفة، تحذّر ولا من يسمع. عندما يسأل وزير التربية لِمَ على القطاع التربوي أن يدفع ثمن التفلّت في القطاع السياحي، يُستخلص انّ المدارس لن تفتح أبوابها مع نهاية عطلة الميلاد ورأس السنة المُمدّدة أصلاً. وعندما يخرج علينا وزير الصحة بوجه شاحب قلق، نعلم أن لا قدرة للمستشفيات على تحمّل أيّ موجة جديدة، فكيف بموجة أوميكرون السريع الإنتشار في زمن إهمال اللبنانيين أيّ إجراءات وقاية، بحجّة زمن الأعياد؟
قد تكون لأيّ بلد في العالم القدرة على تحمّل الإنتكاسة الوبائية التي ترافق مطلع العام الجديد. ففي فرنسا التي تسجّل يومياً أكثر من مئتي ألف إصابة يتحضّر الناس الى الإغلاق العام. والأمر نفسه في بريطانيا والولايات المتّحدة الأميركية، واللائحة لا تنتهي. أمّا في لبنان فلا قدرة متبقيّة نتحدث عنها أو نستند إليها.
يبقى أنّ أخبار حجوزات حفلات رأس السنة تُبشّر بالآتي، عساه لا يكون أعظم.

  • شارك الخبر