hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - غاصب المختار

كيف ستنتهي المعركة بين الاميركي والحكومة؟

الثلاثاء ٧ تموز ٢٠٢٠ - 00:12

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

لعلها المرة الاولى التي يحصل فيها اشتباك سياسي مباشر وواضح بهذا الحجم بين حكومة لبنانية وبين سفيرة اميركية، بحيث تجاوز المألوف وطبيعة العلاقات المفترض انها "عميقة وتاريخية ومستمرة" بحسب ادبيات الدبلوماسية الاميركية واللبنانية. سبق وحصلت مشكلات وخلافات سياسية بين الطرفين في مفاصل عدة خلال السنوات الثلاثين الماضية، لكنها لم تأخذ الطابع الحاد والمباشر كما يحصل الان، بل كان الموفدون واحيانا من مستويات عليا، يهرعون الى لبنان إمّا لتبليغ أمر او قرار ما بالطرق الدبلوماسية، وإما لمعالجة مشكلة ما، وكانت الامور تتم بالنقاش حتى لو لم يحصل اتفاق او توافق. وهي امور مسجلة في ارشيف رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة والخارجية اللبنانية، لاسيما منذ العام 1996 حتى العام 2005.

الوضع الان مختلف، فالمعلومات تشير صراحة أو بتسريبات لم تنفِها السفارة الاميركية، الى غضب اميركي على حكومة الرئيس حسان دياب، والى علاقة باردة إن لم تكن شبه مقطوعة مع رئيس الجمهورية. والسفيرة الاميركية دوروثي شيا زادت من نشاطها الى حد انها "برمت" على معظم وسائل الاعلام والمقار الحزبية والسياسية، لتنقل مواقف حادة جداً من الحكومة اللبنانية حول موضوع الدعم الاميركي والاصلاحات، وحول سلاح المقاومة والعقوبات على كل من يتعاطى من قريب او بعيد مع حزب الله. ومع تبنّي بعض الاطراف اللبنانية مواقف شيا، ومع الردود العنيفة على السفيرة من اكثر من طرف سياسي، توتر الوضع السياسي اكثر وتوسعت المواجهة السياسية، وبالتوازي بدأت بعض الاطراف الداخلية تطرح سيناريوهات تغيير الحكومة او تبديل بعض الوزراء، وصولاً الى مقولة ان اي حكومة مقبلة يجب ان يكون حزب الله خارجها، وبالمقابل طُرحت مواقف رافضة للإملاءات الاميركية.

كيف سينتهي هذا الكباش؟

في النتيجة الاولى لهذا الاشتباك السياسي، تم الاتفاق اللبناني على تفعيل عمل الحكومة بدل تغييرها. وتم الاتفاق على التوجه شرقاً كخيار بديل نتيجة العقوبات الاميركية على لبنان، حتى لو لم يمشِ هذا الخيار بالكامل. ولكن بدأت الخطوات التنفيذية له. ومقابل التظاهرات المطالبة بتطبيق ما تطالب به السفيرة شيا، حصلت تجمعات ووقفات وصدرت مواقف تتمسك بالمقاومة. ما يعني بالمحصلة ان ثمّة من قرر مواجهة السياسة الاميركية في لبنان سياسيا واقتصاديا وفي الشارع. بينما الاميركي مستمر بهذا الضغط في كل المجالات.

لذلك يصبح من العبث الاستمرار في هذا الاشتباك، طالما انه لن يؤدي إلا الى نتيجة واحدة، هي الإضرار بالشعب اللبناني غير المعني بالسياسة بل بلقمة العيش. ولعل المطلوب قليل من الحكمة والموضوعية والتفهم الاميركي، بأن لبنان بتوازناته الداخلية لا يحتمل كل هذا الضغط، وقد ينفجر بوجه الاميركي كما بوجه خصومه، كما المطلوب من الحكومة خطوات عملية تُلبّي بعض ما يطالب به الاميركي، لا سيما موضوع الاصلاحات الاقتصادية والادارية ومكافحة الفساد، وهي مطالب لبنانية مزمنة أصلاً. اما موضوع السلاح وعقوبات قانون قيصر فلها مسارب سياسية مخفية للحل يعلمها الراسخون في العلم السياسي.

غاصب المختار

  • شارك الخبر