إستمع للخبر

تحوّلت شظايا الفراغ الرئاسي الزاحف وتشظّي الدولة والنظام، موضع قلق بالغ لدى عواصم القرار المعنية بالشأن اللبناني.
وسجّلت أوساط رفيعة أمثلة وسوابق ومصادفات عدة تزيد من حدة القلق وتأثير هذا التشظي في الجماعة المسيحية، حضورا سياسيا ووجوديا وكيانيا.
وأوردت واحدة من هذه المصادفات، على سبيل المثال لا الحصر، وهي أن يترأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفد لبنان الى القمة العربية في الجزائر في أول يوم فراغ في الموقع الماروني الأول والوحيد في لبنان والمحيط العربي والإسلامي، بعدما كان ترأس الوفد اللبناني الرسمي الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ولفتت الى أنّ هذه الممارسة تطرح الكثير من علامات الإستفهام محلياً ولدى الدول الصديقة للبنان، مشيرة الى أن ميقاتي مخطئ اذا اعتقد أن اصطحاب وزير الخارجية الماروني يغطّي هذا النوع من السقطات.
وكان فريق ميقاتي قد شنّ هجوما سياسيا وإعلاميا على رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بمجرّد أن ذُكر احتمال أن يرأس الوفد اللبناني الى نيويورك. وارتكز الهجوم على اعتبار سفر عون ينطوي على هدر للمال العام، لذلك ليس من داع لمشاركته.
يُذكر أن ميقاتي سافر الى نيويورك بطائرته الخاصة، ونزل في منزل يملكه هناك.
وتدقق جهات معنية في ما كُشف النقاب عنه لجهة نقل السفيرة الفرنسية آن غريو رسالة الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تضمّنت قلق فرنسا والرئاسة من خطوة ترؤس ميقاتي وفد لبنان الى الأمم المتحدة بدل الرئيس المسيحي الماروني. كما انطوت الرسالة على استغراب عن عدم اعتراض بكركي على أن يمثّل ميقاتي لبنان في أرفع اجتماع دولي سنوي، رغم وجود رئيس الجمهورية في سدة المسؤولية.
ورأت مصادر ديبلوماسية رفيعة أن على البطريركية مسؤولية مارونية ومسيحية ووطنية وتاريخية لانقاذ لبنان والمسيحيين من التحلل الذاتي الحاصل. وقالت: لا تكفي المواقف، بل كنا نتتظر أن تبذل بكركي جهدا أشدّ وأكبر لتحقيق انتخاب رئيس، لا أن تقف موقف العاجز حيال انتحار ذاتي لجماعة مُؤسِّسة.
أضافت: كان على بكركي أن تتصدر الحوار لانتخاب رئيس قبل الدخول في الفراغ، فإذا بها أقرب الى أن تُسلِّم بأن يقود رئيس مجلس النواب نبيه بري وحده الحوار في مرحلة ما بعد الفراغ الرئاسي، مع ادراكها أنه أحد المتسببين بهذا الفراغ.