hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - ميرا جزيني

فرنجية في مواجهة نفسه: الانسحاب أقل الشرّين!

الإثنين ٥ حزيران ٢٠٢٣ - 00:00

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


أنهى التقاطع بين التيار الوطني الحر وقوى المعارضة على اسم الوزير السابق جهاد أزعور، المراوحة التي طبعت الاستحقاق الرئاسي منذ آب ٢٠٢٢. ولا شك أن ما قبل هذا التقاطع لن يكون كما بعده، من غير أن تعني تلك المعادلة الجديدة أن انتخاب الرئيس بات في متناول اليد. إذ إن تأييد التيار والمعارضة أزعور في السباق الرئاسي لا يعني أنه بات رئيسا متوّجا. فالعثرات لا تزال موجودة، لا بل قد تزداد حدة وتعقيدا في حال استمر الثنائي الشيعي على المكابرة التي هو عليها منذ اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.

الحاصل راهنا أن الاجماع المسيحي على أن يكون الرئيس ثمرة تفاهم بين المكونات السياسية المسيحية لا نتيجة فرض يطلبه الثنائي ويزداد فيه تعلّقا، قطع الطريق نهائيا على فرنجية، وأسهم في تبديل المقاربة الفرنسية، وربما في تجميد مسعى باريس التي اعتقدت في لحظة من اللحظات أنها باستيعاب الثنائي الشيعي يمكن أن تمرّر الاستحقاق الرئاسي وتنهي الفراغ.

والحاصل أيضا أن فرنجية بات ضحية فهمه الخاطئ لآليات الترشيح والحراك المرتبط باتكاله حصرا على سواعد الثنائي الشيعي وأرانبه، وضحية استعجال بري ترشيحه وتحدي المسيحيين، وضحية استهانة الفرنسيين بالتعقيدات اللبنانية وتهميشهم الوجدان المسيحي.

تحوّل زعيم تيار المردة ضحية على مذبح استهانة الثنائي بموقع رئاسة الجمهورية، فيما المسيحيون الذين استوعبوا دروس بدايات جمهورية الطائف حين تمّت الإطاحة بممثليهم ومصادرة حقوقهم السياسية والصلاحيات المرتبطة، باتوا على يقين بأن توحّدهم هو السبيل الأنجع لمنع تكرار مأساة التهميش والنفي والسجن.

نهاية الأسبوع أتت قاسية على فرنجية الذي أدرك عمق التحوّلات التي أحدثها الرفض المسيحي السياسي والروحي، حين التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. لا ريب أن سيد بكركي صارحه بنتيجة محادثاته في الفاتيكان وباريس وبعمق الهوة التي تفصله عن رئاسة الجمهورية، عبر دعوته الى التعمّق في الموقف المسيحي واستخلاص العبرة، تاركا له قرار إكمال السباق أو الانسحاب. ولا شك أن فرنجية أمام قرار صعب:
١-إن هو أكمل سيتحمّل المسؤولية عن تعميق الشرخ المسيحي والوطني، وعن استطالة الفراغ في المركز الماروني الأول، وعن جعل الثنائي الشيعي أسير حلقة مفرغة لا فكاك منها، وفي مواجهة مفتوحة مع المسيحيين، الأمر الحاصل راهنا مع اشتداد حدة هجمة حزب الله على الأحزاب والقوى والمرجعيات المسيحية والمارونية.
٢-وإن هو استنكف واعتذر، وهو أصلا لم يعلن ترشحه رسميا، قد يُنزل بنفسه ضربة قاضية لما بقي له من طموح رئاسي مستقبلي، وسيزيد لا شك في ضمور تياره الحزبي وحضوره.

يجد فرنجية نفسه في منزلة لا يُحسد عليها. لكن لا مفرّ من اتخاذ القرار النهائي الأقل ضررا على المسيحيين وعليه في آن، وإن كان الانسحاب يُعد راهنا أقل الشرّين.

  • شارك الخبر