hit counter script

ليبانون فايلز - الحدث الحدث - جلال عساف

فترة حارقة تشلّع لبنان الا اذا...

الأربعاء ٢٢ شباط ٢٠٢٣ - 00:12

  • x
  • ع
  • ع
  • ع
اخبار ليبانون فايلز متوفرة الآن مجاناً عبر خدمة واتساب...
اضغط هنا

إستمع للخبر


مئة وأربعة عشر يوماً، ولبنان من دون رئيس للجمهورية، فيما المكوّن الثنائي الشيعي حزب الله- حركة أمل، يستمر بالتمسك برئيس تيار المردة لرئاسة الجمهورية، ويعتبر الثنائي، أن ليس من المستغرب، ولا من الصعب، إقناع عدد من نواب الأفرقاء في المقلب المواجه للثنائي بالتصويت لفرنجية، كمرشح قادر، ومتمكن، ويستطيع الحديث مع معظم القوى السياسية الداخلية، كما أنه يمكن ان يكون موضع ثقة إقليميا، والدليل قناعة فرنسا به.

هذه الصورة مقتنع بها بقوة حزب الله، وحكما الرئيس نبيه بري، حتى إعداد هذا المقال.. وما يعزز هذا الواقع، أنه، عندما طلب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، مؤخرا، من الحاج وفيق صفا، ترتيب وتحديد لقاء له مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كي يعرض عليه ومعه لائحة بعدد من الأسماء لرئاسة الجمهورية، فاستطلع السيد نصرالله الحاج وفيق: "هل اسم رئيس المردة سليمان فرنجية ضمن اللائحة" التي حدثك عنها رئيس الوطني الحر؟ أوضح صفا للسيد نصرالله، ان فرنجية ليس ضمنها... عندها تم إبلاغ باسيل بعدم تحديد أي موعد له مع الامين العام لحزب الله.

بالتوازي، أكدت اوساط سياسية واسعة الاطلاع، أن رئيس البرلمان  نبيه بري، لم ينقطع عن الاتصالات ذات الصلة بالاستحقاق الانتخابي الرئاسي، لا بل زاد من اتصالاته ومشاوراته في اتجاهات عدة، ومنها مع رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط، ودائما على أساس قناعة بري بأنه حتى هذه الساعة، ومع عدم ظهور نتائج توحد الأفرقاء الموارنة على خيار رئاسي حتى الآن (على رغم ما تضطلع به البطريركية المارونية) لا يزال الرئيس بري يرى أن فرنجية يلبي متطلبات الداخل او الواقع اللبناني، وضمنها ما يطمئن المقاومة من جهة، ومن جهة ثانية يؤمن الانفتاح على القوى الأخرى، حتى القوات اللبنانية، في وقت تحاول باريس أن توضح هذا الواقع التقديري، للمملكة العربية السعودية، ودائما حتى الساعة.

لكن هذه المعطيات، وفي حال بقيت كتلة الجمهورية القوية على موقفها غير المؤيد لرئيس المردة، وإذا بقي التيار الوطني الحر، رافضا لفرنجية، وفي حال تمسكت السعودية وواشنطن، بمعارضة وصول الرئيس فرنجية، إذّاك، فإن الأمور تدل بوضوح الى صعوبة مهمة الرئيس بري، والى تفاقم تعقيدات الوضع المتعلق بالجهود الرامية الى انتخاب رئيس للجمهورية. وفي خضم تفاقم الاوضاع المعيشية والاقتصادية والنقدية، وتطور الملفات الدولية والاقليمية بأشكال سلبية، كالوضع في جنوب شرق اوروبا على الاراضي الاوكرانية، وكذلك العلاقات المتوترة جدا بين الولايات المتحدة الاميركية والصين، وعودة التوتر بشكل ملحوظ جدا بين تل أبيب وايران، فإن عدم إنجاح الجهود المحلية والغربية، للوصول الى بلورة تفاهم على اسم، سواء فرنجية، او قائد الجيش العماد جوزاف عون، أو إسم آخر، او حتى ميشال معوض، هذا الفشل، سينذر بتطورات أكثر خطورة وتدحرجا في الأوضاع في لبنان، وستطول وتطول الفترة الصعبة الحارقة وسيتشلّع لبنان، إلا إذا فُرضت تسوية من الخارج، بعد اتصالات وتفاهم بين ايران والقوى الدولية، والقوى الاقليمية الاخرى، وتجري ترجمتها داخل لبنان.. وستكون هذه التسوية، هذه المرة أيضا، على حساب المكوّن المسيحي، أكثر من أي مكون آخر.

  • شارك الخبر